يعتبر زيت جوز الهند من الزيوت الرائعة التي إعتاد الكثير على القيام بإستخدامها والإستعانة بها في الكثير من أمور حياتهم اليومية. فالجدير بالذكر أنه يعمل على تحسين صحة ومظهر البشرة والجلد، ويساعد في خفض نسب الكوليسترول في الدم، ويعمل على زيادة صحة المناعة والفم والتمثيل الغذائي، ويحافظ على صحة الكبد. ولكن التساؤل المطروح لدينا اليوم هل يساعد زيت جوز الهند بشكل رئيسي في العمل على إزالة سموم الكبد؟ هذا ما سنحاول القيام بتوضيحه من خلال سطور مقالنا التالية.
ما هو زيت جوز الهند؟
يشتق زيت جوز الهند من لب جوز الهند حيث يتم استخراج زيت جوز الهند البكر من جوز الهند الطازج الناضج دون استخدام درجات حرارة عالية أو مواد كيميائية، ولكن بشكل عام غالبا ما يتم تبييض زيت جوز الهند المكرر المصنوع من لب جوز الهند المجفف ومن ثم تتم إزالة الروائح الكريهة منه بالمواد الكيميائية، مما يرفع نقطة الدخان ويقلل من طعم جوز الهند.
يجب العلم أنه يتم هدرجة زيت جوز الهند المكرر جزئيا، والهدرجة هي عبارة عن عملية تسخين الزيت وتمرير فقاعات الهيدروجين من خلاله لزيادة كثافة الزيت ومن هنا تقوم الهدرجة الجزئية هذه بإنتاج الدهون المتحولة، والتي من المعروف أنها تسبب ارتفاع الكوليسترول في الدم، وتزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
من الهام معرفة أن الهدرجة الجزئية هذه تقوم بتدمير العديد من الأحماض الدهنية الجيدة ومضادات الأكسدة والمكونات النشطة الأخرى الموجودة في زيت جوز الهند البكر.
ما هو محتوى الدهون من زيت جوز الهند؟
يحتوي زيت جوز الهند البكر على 92٪ من الدهون المشبعة وهي أعلى نسبة دهون مشبعة من أي دهون. فالجدير بالذكر أن هذه الدهون تتميز بـ :
- صلابتها في درجة حرارة الغرفة.
- وجودها في المنتجات الحيوانية.
- إحتوائها على الكوليسترول.
ولكن يجب معرفة أن الدهون المشبعة في زيت جوز الهند تختلف عن معظم الدهون المشبعة الأخرى وهذا لأنها تحتوي على مزيج فريد من الأحماض الدهنية قصيرة ومتوسطة السلسلة. الجدير بالذكر أن الأحماض الدهنية متوسطة السلسلة تحتوي على بنية كيميائية غير عادية تسمح للجسم بهضمها بسهولة حيث يتم تقسيم معظم الدهون في الأمعاء، واستقلابها ونقلها إلى مجرى الدم.
من ناحية أخرى، يتم امتصاص الأحماض الدهنية متوسطة السلسلة سليمة ومن ثم يتم نقلها إلى الكبد، حيث يتم استخدامها مباشرة للحصول على الطاقة. إلى جانب ذلك فيحتوي زيت جوز الهند أيضا على نسبة أعلى من حمض اللوريك مقارنة بالدهون الأخرى حيث يلعب هذا الحمض دورا في تأثيرات الزيت نحو رفع مستويات الكوليسترول الحميد في الدم، وهو أمر جيد بصورة كبيرة للقلب.
إقرأ أيضا: إليكي فوائد زيت جوز الهند لعلاقة جنسية صحية
هل زيت جوز الهند مفيد للكبد؟
يعتقد الكثير من الخبراء في هذا المجال أن وجود الأحماض الدهنية متوسطة السلسلة يساعد بصورة كبيرة على الوقاية من أمراض الكبد لأنها تتحول بسهولة إلى طاقة عندما تصل إلى الكبد. فيجب العلم أن هذا الأمر يفيد الكبد بطريقتين:
- تحويل الأحماض الدهنية إلى طاقة تعمل على التقليل من عبء عمل الكبد.
- بعد تحويل الأحماض الدهنية إلى طاقة بدلا من دخولها مجرى الدم، ومن هنا يتم منع تراكم الدهون في الكبد.
بالإضافة إلى ذلك، يلاحظ أن زيت جوز الهند له خصائص مضادة للفيروسات وللبكتيريا والفطريات حيث يعتقد بعض العلماء أن قدرات زيت جوز الهند المضادة للبكتيريا تساعد على قتل البكتيريا وتقلل من تكوين الجذور الحرة في الكبد.
وفقا للعديد من الدراسات فقد تم إثبات أن المكونات النشطة لزيت جوز الهند لها تأثير وقائي ضد سمية الكبد إلى جانب قيام زيت جوز الهند البكر بالعمل على حماية الكبد من التلف الذي يسببه غالبا الباراسيتامول وهو عبارة عن أحد أنواع سموم الكبد.
ما مدى أمان إستخدام زيت جوز الهند؟
هناك بالتأكيد جدل كبير تجاه هذا الأمر حيث يختلف العديد من الخبراء حول الآثار الإيجابية والسلبية المحتملة للأحماض الدهنية متوسطة السلسلة في زيت جوز الهند. ولكن على الرغم من ذلك، قد يتفق معظمهم على أنه طالما تم استخدامه باعتدال، فسوف يكون مكون جيد جدا للصحة.
إلى جانب ما قمنا بذكره فمن المهم أيضا العمل على تضمين أنواع أخرى من الدهون في النظام الغذائي وهذا لأن الأحماض الدهنية متوسطة السلسلة لا تحتوي على الأحماض الدهنية الأساسية اللازمة لصحة جيدة.
بشكل عام يجب علينا معرفة أن زيت جوز الهند آمن تماما للاستخدام باعتدال، باستثناء أولئك الذين لديهم حساسية من جوز الهند. بالإضافة إلى ضرورة عدم القلق لأنه من الوارد أن يشعر بعض الناس بالغثيان وعدم الراحة في المعدة عند استخدام زيت جوز الهند لأول مرة حيث أنه هذا الأمر يعد طبيعي.
في النهاية يجب العلم أن الدهون المشبعة عند استخدامها بشكل صحيح وبجرعات معتدلة تساعد على امتصاص العناصر الغذائية وتعزز من عملية التمثيل الغذائي وتحد من الشهية. الجدير بالذكر أيضا أن فاعلية الدهون المشبعة وقدرتها على التأثير تعتمد أيضا على العديد من العوامل الأخرى مثل الجرعة المستخدمة وتوافر الأمراض المزمنة. لذا يجب أن يتم إستهلاك فقط الكمية الموصى بها من الدهون المشبعة لأنه إذا استهلكت كميات زائدة، فإنها سوف تزيد من الكوليسترول الضار بالصحة.