قد نعاني في بعض الأوقات من حدوث العديد من المشاكل المرضية التي تتعلق بالعينين ومن هنا قد ينتابنا القلق ويتملكنا الخوف، فهذا الجزء كما نعلم يعد حساس لدرجة كبيرة ويتطلب العناية والحذر وبالاخص عند إصابته بأي حالات مرضية. الجدير بالذكر أن من أهم هذه المشاكل هو حدوث الشكوى من حالات إعتام عدسة العين الزجاجي. لذا سوف نتعرف اليوم من خلال سطورنا القادمة على ما هو مرض إعتام عدسة العين الزجاجي وهل من الممكن أن يتم التعافي منه أم لا؟
إعتام عدسة العين الزجاجي
تعد حالة إعتام عدسة العين الزجاجي أو كما يعرف لدى البعض ظاهرة الذبابة الطائرة من الحالات الهامة التي يحدث فيها ظهور صورة غريبة واحدة أو أكثر، وتكون معلقة أمام العينين على شكل نقاط، أو بقع صغيرة، أو خطوط مستقيمة، أو منحنيات، أو دوائر، أو ألياف، أو على شكل حروف وبالأخص حرف C.
من الهام معرفة أن هذه الحالة المرضية من الممكن أن تكون طبيعية جدا بسبب الشيخوخة والتقدم في السن، ولكنها أيضا من الوارد أن تكون أحد أم العلامات التحذيرية على أن العين قد تضررت بشكل خطير وتحتاج بشكل ضروري إلى تلقي العلاج.
دور السائل الزجاجي في العين
يجب العلم أن السائل الزجاجي هو عبارة عن كتلة هلامية شفافة ويقع خلف عدسة العين، ويملأ حوالي 80٪ من حجم مقلة العين، والتي لها وظيفة نقل أشعة الضوء من الخارج إلى قاع العين، مما يوفر هذا الأمر التغذية للعدسة والشبكية.
في الوقت نفسه، يعمل هذا السائل بالضغط أيضا لإصلاح شكل العدسة قدر الإمكان، حتى يجعلها تستطيع تركيز صورة حادة على شبكية العين.
حدوث الإصابة بالغيوم الزجاجية
بوجه عام يتكون السائل الزجاجي منذ الولادة ويستمر طوال مراحل العمر أو بمعني أبسط إلى الأبد حيث أنه لا يمكن استبداله، ما لم يكن هناك عمل بشري يتمثل في استبدال الجسم الزجاجي.
يعد هذا السائل من العناصر المتواجدة فعليا وليس له أوعية دموية مغذية حيث يتم نقل العناصر الغذائية عن طريق التناضح عبر الأوعية الدموية في شبكية العين. لذلك، عند التقدم في العمر أو المعاناة من أخطاء انكسارية مثل قصر النظر،أو طول النظر، أو أمراض العيون بشكل شامل، أو إصابات إصابات العين المتمثلة في التهابات العين، ونزيف الجسم الزجاجي، والتهاب القزحية، والتهاب الشبكية ، أو التعرض لحرارة الفرن، أو شرارات اللحام الكهربائي، فسوف تتسبب جميع هذه الحالات بشكل غير مباشر أو مباشر في عملية فقدان الكولاجين البنية الزجاجية لمرونته وحدوث تسييله بسهولة.
ثم بعد يتم يتم حدوث الترسب والتجميع وهنا تحدث إنشاء ألياف أو كرات معلقة في السائل الزجاجي لا يتم نقلها للخارج بشكل طبيعي سليم.
إقرأ أيضا: 7 أسئلة يتكرر طرحها قبل القيام بإجراء فحوصات العين الروتينية
الغيوم الزجاجية وإعتام عدسة العين والعلاقة بينهم
مع أغلب الحالات المرضية من الوارد أن يؤدي كل من إعتام عدسة العين وإعتام عدسة العين الزجاجي إلى المعاناة من ظاهرة “الذبابة الطائر” حيث أنها تظهر عندما يقوم المريض بتغطية عين واحدة بيده، وتبدو العين الأخرى ثابتة عند نقطة واحدة:
– إذا كانت “الذبابة” لا تزال تطير أمام العينين، فهي زجاجية غائمة.
– إذا كانت “الذبابة” ثابتة في مكان واحد ، فهذه الحالة تسمى إعتام عدسة العين.
الغيوم الزجاجية ومدى خطورتها على العين
من الهام جدا ملاحظة أنه إذا أصبح السائل الزجاجي غائما بسبب حدوث التنكس، فمن هنا يجب علينا محاولة التعامل مع هذه الحالة بشكل سليم حيث أنه من الوارد مع هذا الأمر حدوث الشعور بالإزعاج والتشابك في الرؤية.
ولكن يجب الإنتباه أنه إذا كانت هذه الحالة المرضية تحدث نتيجة لمرض معين في العين، أو عند المعاناة من مرض السكري، أو ارتفاع ضغط الدم، فيجب الآخذ في عين الإعتبار أن هذه المشكلة تعد هنا مختلفة تماما، ولابد من التعامل معها بجدية وتلقي العلاج اللازم لأنه بدون ذلك قد يؤدي هذا الأمر إلى فقدان البصر الكامل.
طرق التعامل مع الغيوم الزجاجية وكيفية العلاج
إلى وقتنا هذا، لا يوجد على أرض الواقع أي دواء يمكنه أن يقوم بالعمل على علاج الغيوم الزجاجية بصورة كاملة. ولكنه مع بعض حالات تقدم المرض وإمكانية تسبب هذا الامر في فقدان البصر، فسوف يقوم الطبيب بمحاولة اللجوء إلى عدد من الطرق والمثمثلة في الشفط الجراحي للسائل الزجاجي، أو استبداله بمحلول آخر مشابه، أو استخدام الليزر لتفتيت هذه البقع الداكنة.
مع هذه الحالة المرضية، أصبحت طرق الوقاية أكثر أهمية في التعامل معها حيث أظهرت العديد من الدراسات الحديثة أن المكمل المعروف بحمض ألفا ليبويك (ALA) – هو يعد مضاد للأكسدة مع ميزة اختراق أنسجة العين بشكل جيد للغاية.
إلى جانب هذا فينبغي أيضا محاولة المساعدة في تحسين وعلاج إعتام عدسة العين الزجاجي وإعتام عدسة العين والضمور البقعي، وهذا من خلال طلب الإستعانة الطبية من قبل الأطباء المختصين المعنيين بالتعامل مع مثل هذه الحالات المرضية.