يعتقد الكثير من الناس أنه في حالة المعاناة من آلام المعدة والبطن، فمن الوارد أن يكون السبب في حدوث هذه الحالة المرضية هي بعض المشاكل في أنظمة التغذية، أو الإصابة بأحد أمراض الجهاز الهضمي مثل جرثومة المعدة. ولكن من الوارد أن يطل علينا وجه آخر سلبي يتعلق بهذا الأمر ويتمثل في الإجهاد والقلق والتوتر الشديد حيث من الوارد أن ينتج عنهما حدوث الشكوى من آلام المعدة والبطن. بوجه عام سنتحدث اليوم بصورة تفصيلية عن العلاقة الوطيدة ما بين الشعور بآلام المعدة بسبب المعاناة من الإجهاد والتوتر، وكيف نستطيع التعامل معها بصورة صحية سليمة قدر الإمكان؟
الإجهاد والتوتر وعلاقتهما بآلام المعدة
في واقعنا الحديث، يرضخ الكثير من الناس وبصورة مرضية ملحوظة نحو الإنشغال الدائم بالعمل والمشاكل الحياتية التي تقوم بجلب الكثير من مشاعر التوتر والقلق. فمن الهام معرفة أنه في حالة تكرار مثل هذه المشاعر والحالة النفسية المُجهدة، فمن الوارد أن ينتج عن هذا الوضع زيادة خطر الإصابة بقرحة المعدة وآلام البطن حيث يحدث هذا على المدى الطويل.
بمزيد من التأكيد، فقد أثبت العديد من الباحثون وجود علاقة قوية بين الأمعاء والدماغ حيث أن الأمعاء مثلها مثل الدماغ تمتلئ بالأعصاب. فالجدير بالذكر أن أكبر منطقة عصبية خارج الدماغ لديها العديد من نفس الوصلات العصبية المشابهة تماما للجهاز الهضمي.
بالإضافة أيضا إلى أن الهرمونات التي تتواجد في الجسم تُعد من المواد الكيميائية الهامة التي تساعد أجزاء بدنية معينة على أن تقوم بأداء مهامها وعملها بصورة صحيحة حيث تقوم الغدد الكظرية بإنتاج هرمونات تساعد الجسم على الاستجابة للقتال أو الجري، بما في ذلك الأدرينالين والنورأدرينالين والكورتيزول. ولكن عندما تكون هذه الهرمونات في مستويات عالية لفترة طويلة، فمن الممكن أن تعمل على إضعاف العظام والجهاز المناعي، ومن ثم المعاناة من اضطرابات النوم وفقدان العضلات، وكذلك إصابة المعدة والأمعاء بالعديد من المشاكل الصحية.
يجب العلم أنه عند الشعور بالإجهاد والقلق، تقوم بعض الهرمونات والمواد الكيميائية التي يفرزها الجسم بالدخول إلى الجهاز الهضمي، مما يتداخل هذا مع عملية الأداء الوظيفي ويكون الناتج هو حدوث تأثير سلبي على البكتيريا المعوية التي تساعد على الهضم، وتقلل من إنتاج الأجسام المضادة.
إقرأ أيضا: آلام البطن أول 3 أشهر من الحمل وعلام تدل؟
أعراض الإصابة بآلام المعدة الناتجة عن الاجهاد والتوتر
توجد العديد من الأعراض التي نستطيع من خلالها الإستدلال على حدوث الإصابة بهذ الحالة المرضية حيث تتمثل هذه الأعراض في الآتي:
- عسر الهضم.
- تشنجات في المعدة.
- الإسهال.
- الامساك.
- فقدان الشهية.
- الجوع بصورة مبالغ فيها.
- الغثيان.
- متلازمة القولون العصبي.
- القرحة الهضمية.
الأعراض الشائعة لقرحة المعدة الناتجة عن الإجهاد تبدو واضحة من خلال الدلائل التالية:
- آلام الجزء العلوي من البطن.
- الإحساس الحارق في منطقة الصدر.
- فقدان وضعف الشهية.
- حرقة المعدة.
- الانتفاخ بعد الأكل.
- الشعور بالقيء والغثيان.
- فقدان الوزن.
بالإضافة إلى ذلك، فغالبا ما يشكو الأشخاص الذين يعانون من التوتر والقلق من ظهور العديد من الأعراض التي تتمثل في التعب دائما وأحيانا العصبية، وضيق التنفس والصدر، والدوخة، وصعوبة النوم، والأرق، والصداع المتكرر.
بوجه عام يمكن أن تصبح الإصابة بأحد العلامات المذكورة أعلاه مصدرا للقلق وتؤثر بشكل كبير على نوعية الحياة. فعلى سبيل المثال عندما يعاني بعض المرضى من الإسهال، فمن الوارد أن ينشأ لديهم الخوف من عدم القدرة على التحكم في حركات الأمعاء، مما يجعلهم هذا الأمر يخشون مغادرة المنزل أو الذهاب إلى أماكن معينة أما إذا كنا نعاني من آلام في البطن أو عسر الهضم، فمن الوارد أن نصبح خائفين من تناول الطعام بالخارج، ومن ثم سوف يؤثر هذا الأمر تدريجيا على علاقاتنا وأنشطتنا الاجتماعية.
من الممكن أن تتطور القرحة الهضمية بصورة سريعة، وبالأخص إذا لم يتم علاجها بشكل نهائي حيث من الوارد أن يتطور الوضع إلى الآلام التشنجية الشديدة، مما يتسبب هذا في بعض الأحيان إلى تقيؤ المرضى كثيرا والمعاناة من نزيف في المعدة والإصابة ببعض التأثيرات الخطيرة على الصحة.
نصيحة الطبيب لمن يعانون من آلام المعدة الناجمة عن الإجهاد
من أجل علاج آلام المعدة والبطن الناجمة عن الإجهاد بصورة فعالة، فمن الضروري علينا أن نقوم بإجراء بعض التعديلات المناسبة على أنماط حياتنا وهذا حتى يصبح التعامل مع هذا الوضع المرضي سهل للغاية وصحي وسليم.
بمزيد من التوضيح فسوف يحتاج المرضى إلى تعديل أنماطهم الحياتية باعتدال حيث يتم هذا من خلال ما يلي:
– الحاجة إلى النوم مبكرا حيث أنه يعد من الروتينات الهامة جدا للجسم وهو وسيلة فعالة لمساعدتنا على استعادة معنوياتنا وتقليل التوتر والتعب.
– من الضروري أن نلتزم بتناول الأطعمة الصحية والكافية والحد من الأطعمة التي تحفز المعدة بشكل كبير مثل الأطعمة الحارة والمقليات والمحليات الصناعية والمشروبات الغازية.
– محاولة تقليل التوتر وأخذ فترات راحة وممارسة أنشطة التنفس بشكل صحيح وعميق.
– يجب علينا أن نتعلم كيف نقول لا لتقليل التعب والإجهاد حيث أنه من الضروري أن نتجنب الاعتناء بكل شيء وإرضاء الجميع لأن هذا يجعلنا متوترين للغاية.
– ممارسة الرياضة البدنية أو اليوغا وهذا لأن النشاط البدني هو وسيلة رائعة للحد من التوتر، حتى لو كان هذا الروتين لمدة 15 دقيقة فقط في اليوم. فالجدير بالذكر أنه عند ممارسة هذه التمارين، فسوف يقوم الجسم بإطلاق مواد الإندورفين الكيميائية التي تتفاعل مع المستقبلات في الدماغ وتثير المشاعر الإيجابية في الجسم.
– تبني دائما التفكير الإيجابي بدلا من تملك مشاعر القلق منا دون حسيب ولا رقيب.