تتساءل العديد من الأمهات اللاتي يعاني أطفالهن من مشكلات في عملية استقبال المعلومات التي تعرض عليهم ,وصعوبات الإستجابة الصادرة من خلال الحواس الخمسة عن طبيعة تلك المشكلة التي تعرف بالمشكلات الحسية رغبة منهم في معرفة كيفية التعامل الجيد معها خاصة وأن الطفل عند مواجهتها سوف يشعر بنفور من أي مصادر محفزة تتسبب في إثاره حواسه مثل السمع والإبصار أو اللمس أو الشم وسوف نقدم من خلال مقالنا التالي الأعراض الدالة على معاناة الأطفال من اضطرابات حسية وطرق العلاج الفعالة .
هل يعاني طفلك من اضطرابات حسية ؟
في البداية يجب أن نعرف كيف نقول عن طفل بأن لديه اضطرابات أو اختلالات حسية ؟ حيث يمكن استكشاف ذلك من خلال بعض الاعراض التي تطرأ علي الطفل ,ويمكن ملاحظتها على غالبية الأطفال الذين يواجهون مثل تلك المشكلات ومن أبرزها
- فرط الحركة والنشاط المفرط بحيث لايستطيع الطفل مقاومة اندفاع سلوكه بحيث ينتقل بشكل سريع بين نوع من الأنشطة وآخر
- استمرار قيام الطفل بإلتقاط الأشياء ووضعها في فمه بوتيرة متكررة
- قيام الطفل بمقاومة رغبة والديه في عناقه وحصوله على حضن
في المجمل , لاتوجد معلومات متوافرة بشأن العوامل المسببة لتلك المشكلات لدى الأطفال ففي ظل معاناة بعض فئات الأطفال من تلك المشكلات الحسية فإن آخرون لاتمثل لديهم أي معوقات
ما هي المعالجة الحسية؟
يبدأ الأطفال في التعرف على الحواس الخمسة ووظيفة كل حاسة مابين الشم والبصر والتذوق واللمس والسمع في سن المدرسة ولكن مالم يتم استكشافه بعد أن الأمر يتجاوز هذا العدد , وتصنف تلك المعالجة الحسية إلى حوالي ثمانية أنواع رئيسية:
-استقبال الحس العميق
نوع من الأحاسيس المتعلقة بجوانب الوعي والإدراك الداخلية للجسم مما يفيد في تعزيز قدرتك على ثبات الموقف فمثلا يستطيع إخبارك بطريقة المشي والجلوس
-النظام الدهليزي
هل تعلمين ماهو الجهاز الدهليزي ؟ يعد نظاما خاصا يعزز الإحساس بوضعية التوازن في الجسم والرؤية الحركية ويتألف هذا النظام من بعض أجزاء الأذن الداخلية والدماغ وهذا مايجعلك تحافظين على ثباتك واتساقك وإتزانك
-الإستبطان
تلك الحاسة التي تعد بمثابة متابع يختص بإخبارك بالعمليات التي تتم داخل جسمك وعن طريقها يتم الفهم والوعي الجيد بدواخلك العاطفية فضلا عن مسئوليتها عن الجوانب الحسية بتغيرات درجة الحرارة مابين الشعور بالبرودة والسخونة
الحواس الخمس الرئيسية
هي الحواس المعروفة لدينا جميعا والتي تتضمن اللمس والسمع والتذوق والشم والإبصار.
من الهام معرفة أن تلك المشكلات الحسية كان يطلق عليها في مرحلة سابقة اضطرابات المعالجة الحسية. ووفقا لآراء الخبراء والأطباء فهم لايعتبرون وصف اضطراب ملائما له بل يشكل واحدا من أبرز المكونات المصاحبة لحالة ما أو نوع آخر من الإضطراب لذلك لايتواجد إلا معلومات قليلة عنه إلا أنه من الضروري معرفة هذا النوع من الإضطراب للوقوف على مختلف أنواع المشكلات التي تصادف طفلك بما يمكنك من تقديم أوجه الدعم له.
اقرأ أيضا اضطراب طيف التوحد ..هل يعاني طفلك من مشكلات التواصل الإجتماعي؟
ما هي أعراض المشاكل الحسية عند الأطفال؟
- قد تطرأ على طفلك مجموعة من الأعراض جراء معاناته من مشكلات حسية , التي تحمل في العادة تأثيرات سواء على نوع واحد من الحواس كالسمع أو اللمس أو الشم وتكون أحادية الجانب وفي بعض الأحيان قد تنعكس على عدد من الحواس وكنتيجة مترتبة على ذلك قد يكون للطفل رد فعل أكثر شدة أو يكون لديه استجابة عالية إزاء الأشياء التي تمثل صعوبات بالنسبة له .
- يكون الأمر مشابه للعديد من أنواع الحالات التي تنتشر أعراضها على أوسع نطاق ممكن فمثلا / قد يسبب صوتا قادما عبر النافذة في تحفيز القىء لدى الطفل أو الجري والإختباء أسفل الطاولة , وقد يصدر أطفال آخرون صراخا بمجرد لمسهم , وقد يمتد التأثر لديهم بقوام الأطعمة المقدمة لهم سواء خفيف أم ثقيل .
- على الرغم من تلك السمات التي ذكرناها للأطفال الذين يعانون من مشكلات حسية فإنه البعض الآخر من الأطفال لايكون لديهم استجابة متوقعة تجاه مختلف الأشياء حتى أنهم لايصدرون تفاعلات تجاه البرودة والسخونة .
- تزايد نوبات غضب و بكاء الطفل وصراخه في الأماكن المزدحمة وصعوبة إرضاءه بشتى الطرق
- تزايد مستويات الإضطراب العقلي والتوتر والقلق تزامنا مع معدلات النمو
- لايستطيع هؤلاء الأطفال التكيف بشكل جيد مع التغيرات الجديدة أو التعامل معها
أعراض أخرى على الأطفال الذين يعانون من اضطرابات حسية
- البحث الدائم عن أكثر الأماكن هدوءا في ظل الأجواء المزدحمة.
- الإندهاش المفاجىء من مصادر الضوضاء مع احساس بالضيق من الضوء الساطع
- إعلان رفضه التام عن ارتداء أنواع ملابس تسبب عدم الراحة وفقا لوجهة نظره
- يحاول تماما تجنب ملامسة أي شخص أو عناقه
- تبني ردود فعال غريبة عقب شم روائح بعض الأطعمة
- لديه خطة نظام غذائي محدود ويرفض تجربة أي طعام جديد
ما أسباب المشاكل الحسية عند الأطفال؟
حتى الآن لايوجد مجموعة محددة من الأسباب التي تقف وراء الإضطرابات الحسية لدى الأطفال حيث أثبتت إحدى الدراسات على أن الحساسية الشديدة تجاه مصادر الصوت والضوء قد تكون راجعة إلى عوامل وراثية ذات خصائص قوية بينما أكدت بعض الأبحاث الأخرى أن فئات الأطفال الذي يواجهون مشكلات ذات طبيعة حسية يكونوا أكثر استجابة عند لعناصر اللمس أو مصادر الأصوات الصاخبة مقارنة بالأطفال الآخرون الذين يعتادون بوتيرة سريعة على مختلف الأحاسيس .
أسباب أخرى للمشكلات الحسية لدى الأطفال
لاينظر بعض الأطباء إلى نوعية المشكلات الحسية على كونها تمثل اضطرابات , إلا أنه من المهم أن نشير إلى معاناة الأشخاص من مشكلات في أساليب معالجة مختلف الأحاسيس التي يشعرون بها أو يشاهدونها أو حتى يقومون بشمها وفي بعض الأحيان قد تكون الصعوبات الحسية لدى الأطفال مقترنة بعدة حالات أخرى على النحو التالي:
- اضطراب فرط الحركة وتشتت الإنتباه
- اضطراب الوسواس القهري
ورغم ذلك من الضروري معرفة أن أسباب اضطراب فرط الحركة وتشتت الإنتباه مختلفة تماما عن هؤلاء الذين يعانون من مشكلات حسية
تشخيص وعلاج المشكلات الحسية لدى الأطفال
لايمكن القول بوجود قواعد خاصة ومعايير محددة لتشخيص دقيق للصعوبات الحسية إلا أن الآباء يستطيعون ملاحظة بعض العلامات الدالة على سلوكيات الأطفال ومقدار تفاعلهم ومن الجدير بالذكر معرفة أن غالبية الإضطرابات الحسية تتسم بكونها مرئية بمنتهى السهولة مما يزيد من دقة التشخيص.
يلجأ الطبيب في بعض الحالات الخاصة إلى اعتماد طرق علاجية تزيد من فهمه لماهية المشكلات الحسية مثل أساليب التكامل الحسي واختبارات التطبيق العملي أو قياس المعالجة الحسية.
علاج بالممارسة
سوف يتولى المعالجين المهنيين مساعدة الأطفال على التعلم الجيد وممارسة أنواع الأنشطة المختلفة التي كان يحاولون الإبتعاد عنها وتجنبها تماما نتيجة المشكلات الحسية.
علاج بدني
يتم فيه الإستعانة بأخصائي علاج طبيعي للقيام بإدخال تطورات على النظام الحسي وتشمل أنواع الأنشطة التي توفر قدرا من الإشباع للرغبة الشديدة الكامنة في المدخلات الحسية. قد يشمل ذلك القفز على الرافعات أو الجري في المكان.