مع بلوغ مراحل التقدم في العمر والوصول إلى مرحلة الشيخوخة، فمن الوارد أن تعاني هذه الفئة العمرية من حالة نقص المغذيات الدقيقة، فالجدير بالذكر أن هذه المغذيات تحتوي على 5 مغذيات دقيقة شائعة ومؤثرة على الصحة بصورة كبيرة حيث العمل على خلق الكثير من مشاعر عدم الراحة والتقليل من نوعية الحياة. بشكل توضحي أكثر قررنا أن نقوم الآن بالتعرف على أهم 5 حالات نقص شائعة في المغذيات يتعرض لها كبار السن وتتسبب في معاناتهم من مشكلات عديد ومتنوعة.
كبار السن وحاجة الجسم للمغذيات
عندما يتعلق الأمر بمكافحة مشاكل سوء التغذية عند كبار السن، فمن الوارد أن يقوم أصحاب هذه الفئة العمرية بالتركيز فقط على زيادة استهلاكهم للمغذيات الكبيرة مثل البروتينات والدهون والكربوهيدرات أي نعم تعد هذه المواد مهمة وضرورية لأجسامهم جدا وبصورة كبيرة، إلا أنه يجب أن يكون التركيز أيضا على المغذيات الدقيقة المتمثلة في الفيتامينات والمعادن، وهذا لضمان تحقيق أقصى إستفادة منها على صحة كبار السن.
أهم 5 حالات نقص في المغذيات الدقيقة يصاب بها كبار السن
يجب علينا معرفة أن عملية نقص المغذيات الدقيقة تتسبب في حدوث العديد من المشاكل المتنوعة حيث يمكن أن يعوق هذا الأمر بشكل خطير نوعية حياة المسنين، وفيما يلي سوف نقوم بذكر 5 حالات نقص في المغذيات الدقيقة تؤثر على غالبية كبار السن.
أولا: الكالسيوم
كما نعلم جميعا أن الكالسيوم عنصر ضروري لنمو العظام والحفاظ على كثافتها حيث وجدت بعض الدراسات المعنية بهذا الأمر أن نسبة صغيرة جدا من كبار السن قد أستطاعت تحقيق النسبة الصحية والموصي بها من الكالسيوم داخل الجسم.
بمزيد من التوضيح، يعد الكالسيوم هو واحد من أهم أنواع المغذيات الدقيقة الهامة جدا للجسم حيث أنه يقوم ببناء الهيكل العظمي، والأسنان في الجسم، ويشارك أيضا في عملية تنظيم ضغط الدم وتخثره. فالجدير بالذكر أن نسبة 99٪ من الكالسيوم يشكل بنية العظام أو الأسنان وأظافر القدمين والأظافر بالإضافة إلى وجود نسبة 1٪ فقط من الكالسيوم في الدم حيث أنه يساعد في هذه الأثناء على التحكم في وظيفة العضلات وإشارات الخلايا وتنظيم الهرمونات وصحة الدورة الدموية.
يميل كبار السن إلى استهلاك كمية أقل من الكالسيوم مقارنة بالشباب، لذلك تبدأ أجسامهم في أخذ الكالسيوم من عظامهم للحفاظ على الأنشطة الطبيعية. مما يتسبب هذا الأمر في جعل المسنين أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام، مما يؤدي هذا إلى المعاناة من الكسور والتأثير على نوعية الحياة بشكل سلبي.
قد تساعد مكملات الكالسيوم كبار السن على تلبية أحتياجاتهم اليومية من الكالسيوم حيث ينصح أيضا بضرورة تناول الكثير من الأطعمة المحتواه على هذا العنصر والمتمثلة في منتجات البيض ومنتجات الألبان والخضروات الورقية والبروكلي.
ثانيا: فيتامين (د)
يلعب فيتامين (د) دورا مهما في الحفاظ على صحة العظام المناسبة وتحسين وظيفة الجهاز المناعي لدى كبار السن. كما أنه يعد مغذي ضروري ليعمل على امتصاص الكالسيوم بشكل صحيح داخل الجسم. لذا فعند حدوث المعاناة من نقص في هذا الفيتامين حتى في حالة إستهلاك ما يكفي من الكالسيوم، فلن يستطيع الجسم أن يقوم بإمتصاص ما يكفي من الكالسيوم.
من الهام معرفة أن فيتامين (د) تم الحصول عليه عند التعرض لأشعة الشمس، وغالبا ما يحتاج الأشخاص ذوو البشرة الداكنة إلى مزيد من التعرض لأشعة الشمس لزيادة مستويات فيتامين (د) إلى الكمية المطلوبة، ومن هنا نقوم بتقديم نصحية هامة تتمثل في ضرورة قضاء كبار السن المزيد من الوقت في الهواء الطلق للعمل على زيادة مستويات فيتامين (د) لديهم.
ثالثا: حمض الفوليك
يعد حمض الفوليك من أشهر أنواع الفيتامينات والمغذيات التي يتم ربطها بالنساء الحوامل حيث تحتاج النساء الحوامل خلال هذه الفترة إلى استهلاك كميات كافية من حمض الفوليك لوقاية أطفالهن من مخاطر الإصابة بعيوب الأنبوب العصبي. ومع ذلك، فيلعب هذا الفيتامين دورا رائعا مع فئة كبار السن.
من أهم فوائد حمض الفوليك هي قيامه بالعمل على تقليل علامات الشيخوخة وتحسين الإدراك لدى كبار السن حيث أنه قد تم ربط مستويات هذا الفيتامين الكافية بانخفاض معدلات الاكتئاب. لذا فينصح خبراء التغذية والمختصين بضرورة إعتماد هذا المغذي الرائع من خلال القيام بالحصول عليه بجرعة يومية تبلغ (400mcg) بالإضافة إلى أهمية الإستعانة بالعديد من الفواكه والخضروات والعديد من العصائر وحبوب الإفطار المدعمة بحمض الفوليك.
رابعا: فيتامين B12
فيما يخص فيتامين B12، فيمكننا القول أنه يقوم بلعب دورا رئيسيا في تكوين الحمض النووي الصحي وخلايا الدم الحمراءن بالإضافة إلى دوره الفعال والضروري في الحفاظ على الأعصاب وو ظائها المناسبة.
يجب العلم أنه فئة كبيرة من كبار السن تعاني من مشكلة نقص في فيتامين B12، فالجدير بالذكر أن هناك فئة كبيرة من كبار السن يستهلكون في الواقع كميات كافية من هذا الفيتامين لكن لا يزال هذا الفيتامين ناقص بداخل أجسامهم بسبب عدم قيام الجسم بإمتصاصه بشكل صحيح.
من هنا يمكننا القول بأن أمر القيام بإستهلاك مكملات B12 للعمل على تعويض سوء الامتصاص يعد أمر هام جدا لا يمكن التغافل عنه، وكذلك تناول المزيد من الأطعمة الغنية بهذا الفيتامين والتي تتمثل فيما يلي:
- اللحوم الحمراء.
- لحوم الدواجن.
- السمك.
- البيض.
- الحليب ومنتجات الألبان الأخرى.
خامسا: فيتامين E
تعاني نسبة كبيرة جدا من كبار السن من مشكلة عدم القيام بالحصول على كميات كافية من فيتامين E. فالجدير بالذكر أن هذا الفيتامين هو أحد مضادات الأكسدة القابلة للذوبان في الدهون، مما يساعد هذا الأمر على تقليل الإجهاد التأكسدي في الجسم ويمكن أن يؤخر ظهور العديد من الأمراض المزمنة. بالإضافة إلى ذلك قيامه بلعب دور فعال في دعم الجهاز المناعي والتمثيل الغذائي والتعبير الجيني.
يجب على كبار السن محاولة استهلاك حوالي 1000 ملغ من فيتامين E يوميا حيث يتوفر هذا الفيتامين في بعض الأطعمة مثل الخضروات الخضراء والمكسرات واللحوم الخالية من الدهون والبيض والبقوليات ومنتجات الصويا.