إذا كنت ضمن مرضى ارتجاع المرىء الذي يصنف ضمن المشكلات الهضمية الشائعة والتي تحمل مضايقات مزعجة جراء ارتداد حمض المعدة إلى المرىء فإن ذلك سوف يجعلك تعانين من حرقة شديدة في صدرك تزيد من شعورك بالإنزعاج, وعدم الراحة الذي يمتد على مدار اليوم, وبما أن وجبة الإفطار تعد الوجبة الأولى التي تستقبلين بها يومك فيجب أن تنتبهي جيدا لما تقومي بإضافته من مكونات إليها والذي يتحكم بشكل فعال في تقليل فرص معاناتك من الأعراض التي يجلبها مرض الإرتجاع المعدي المريئي وسوف نتناول من خلال مقال التالي المخصص لمرضى ارتجاع المرىء أبرز المصادرالغذائية الأكثر ملائمة لوجبة الإفطار الصباحية .
مايجب أن تتضمنه وجبه إفطار مرضى ارتجاع المرىء؟
بالطبع سوف تتخذين مجموعة من التدابيرالإحتياطية الضرورية التي تجعلك تشعرين بتحسن وحال أفضل في ظل معاناتك من ارتجاع المرىء وعلى الرغم من فاعلية الأدوية العلاجية في تخفيف الأعراض المزعجة للإرتجاع إلا أن مفعول الدواء يجب أن يتم تدعيمه بتغيير بعض العادات الغذائية الخاطئة .
يجب أولا أن نتعرف على أبرز أعراض ارتجاع المرىء في التي تواجه الأشخاص بشكل خاص في الصباح على النحو التالي :
الإرتجاع المعدي المريئي
نستطيع أن نقول عن شخص ما أنه مصاب بالإرتجاع المعدي المريئي عندما تتكرار عدد المرات التي يرتد فيها الحمض من المعدة وصولا إلى المرىء , ففي العادة تعمل العضلة العاصرة المريئية السفلية بالعمل كصمام للسماح للمصادر الغذائية التي نتناولها بأن تدخل إلى المعدة دون السماح لها بالعودة إلى المرىء , وعندما يفقد هذا الصمام وظائفه الحيوية الطبيعية , فهنا سوف يكون منبع الخلل , بحيث تحدث عملية ارتداد لحمض المعدة ومحتوياتها إلى المرىء مرة أخرى مسببا إصابته بالتهيج ,وهذا مايتركك مع مجموعة من المشكلات غير المرغوب فيها مابين حرقة المعدة،، والشعر بالحرقان، وتهيج واحتقان الحلق، والتهاب الحنجرة الذي يستمر على المدى الطويل .
لايمكن أن نذكر الأعراض دون ذكر العوامل المسببة التي تشمل عدد من الأسباب المحتملة التي من شأنها جعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بإرتجاع المرىء مثل السمنة المفرطة , والإدمان على التدخين , فترة الحمل , الآثار الجانبية لبعض أنواع الأدوية كأدوية الربو التنفسي، ومضادات الهيستامين، ومسكنات الألم، والمهدئات، ولايمكن أن ننسى أهمية اتباع أنظمة غذائية متوازنة
أعراض ارتجاع المرىء في الصباح
هذه الحالة يمكن أن تجلب الانزعاج للمصاب. تتضمن بعض علامات وأعراض حرقة المعدة الصباحية ما يلي:
- حرقان مؤلم في المنطقة العلوية من الصدر وتتزايد معدلاته عند اتخاذ وضعية الإستلقاء على السرير أو الإنحناء
- انتقال الشعور بالألم والحرقة إلى المعدة.
- مواجهة آلام شرسوفية والتي تشير إلى ألم رأس المعدة
- الإحساس بمذاق لاذع حمضي في الفم
- الميل إلى الغثيان أو التقيؤ
- صعوبات شديدة في عملية بلع الطعام
- تكرار نوبات السعال المتلاحقة
ماهي الأطعمة التي يجب تجنبها في حالة ارتداد حمض المعدة ؟
في حين أن بعض المصادر الغذائية التي نتناولها سوف يكون لها تأثير إيجابي في تقليل أعراض الحموضة المسببة للضيق والإنزعاج , فإن هناك أنواع أخرى سوف تجعل مشكلة ارتجاع المرىء لديك أكثر سوءا وهذا مايجعلنا أمام حقيقة تنبع من الدور الذي يلعبه النظام الغذائي كعامل مؤثر ذو فاعلية في القضاء على الارتجاع المعدي المريئي. ومن ثم وبناءا على التوصيات الطبية التي وضعها الاطباء أنه يجب أن يأتي الحرص على اتباع نظام غذائي مناسب كأسلوب داعم ومكمل لأدوية الحموضة فربما كان يحتوي على بعض الخيارات الغذائية الخاطئة التي تحتاج إلى تصحيحها
واستكمالا لما نصح به أحد خبراء التغذية العلاجية فإنه من الضروري بالنسبة لمرضى ارتجاع المرىء أن يتجنبوا تماما الأنواع غير الصحية من الأطعمة والتي من أمثلتها الاطعمة المصنعة , الأنواع الدسمة الغنية بالدهون غير الصحية , والتي تحتوي على نسب عالية من البهارات , بالإضافة إلى مشروبات الكافيين كالشاي والقهوة والمياة الغازية وغيرها ممن تحتوي على المنبهات , ويجب أن تكون أيضا الأطعمة التي تتمتع بدرجات عالية من الحموضة ضمن القائمة مثل ( الفاكهة الحمضية كالليمون والبرتقال ، والطماطم المخللة، والطماطم) وكلها من الأطعمة التي ترتبط بزيادة الآثار الخطيرة للإرتجاع الحمضي .
وإنطلاقا من هذا , كان من الضروري أن يهتم مرضى ارتجاع المرىء بمراعاة ماقمنا بذكره من أطعمة ومحاولة تجنبها والتقليل من استهلاكها والتركيز على الأخرى التي تقلل من ظهور أعراض الإرتجاع .
نستطيع أن نستنتج أن أي نظام غذائي يتمتع بالتوازن ويوفر مختلف المغذيات يمكن أن نصفه بأنها طعاما صحية ويشمل ذلك الاطعمة الغنية بالألياف وأنواع البروتينات التي تتميز بخصائص سهولة الإمتصاص ومن أمثلتها الخضروات الخضراء والفواكه والأسماك والبيض والدواجن منزوعة الجلد, والمأكولات البحرية
من المهم أيضا إيلاء اهتمام خاص لطرق الطعام الصحية المتبعة في إعداد الوجبات اليومية من خلال تناول الأطعمة المسلوقة , أو المطهية على البخار , مع الحد من طريقة القلي , أو أسلوب القلي السريع من خلال الإستعانة بالمقلاة الكهربائية مع التقليل من استهلاك الأنواع القوية من التوابل.
اقرأ أيضا 6 نصائح للتغلب على الارتجاع المعدي المريئي الخفيف في المنزل
أمثلة للأطعمة الصحية التي يجب تضمينها في وجبات الإفطار لمرضى ارتجاع المرىء
-حبوب الشوفان
كثيرون اتجهوا إلى الشوفان كبديل صحي ضمن أنظمة انقاص الوزن الفعالة بالإضافة إلى فوائده الأخرى المعززة لصحة القلب بما يعمل على تحسين وظيفته في ضخ الدم المحمل بالأكسجين إلى أنسجة الجسم إلا أننا لايمكننا إنكار فوائده الأخرى لتحسين صحة الجهاز الهضمي من خلال زيادة امتصاص حمض المعدة الأمر الذي يجعله من ضمن خيارات الأطعمة المذهلة للسيطرة الكافية على أعراض الارتجاع المعدي المريئي.
ولعل أكثر مايميز الشوفان ويجعله ضمن التوصيات الغذائية لمرضى الإرتجاع تلك المزايا التي يمتلكها هذا النوع من الحبوب الكاملة التي تحتوي على نسب مرتفعة من المغذيات الأساسية المتمثلة في الألياف القابلة للذوبان بالإضافة إلى البروتينات والأحماض الدهنية غير المشبعة والفيتامينات والمعادن وتتضمن أيضا بعض المركبات الكميائية من النوع النباتي.
ومن خلال الحديث عن نوع الألياف الصحية ذات الخصائص القابلة للذوبان في الماء والموجودة في الشوفان فقد ثبت وجود ألياف البيتا جلوكان التي تلعب دورا منظما في آلية امتصاص السوائل من الجهاز الهضمي. فمن خلال اختلاط مع الماء سوف تتشكل مادة هلامية ليقوم هذا المزيج بتغطية المعدة والجهاز الهضمي. وسوف تعمل تلك المادة الطلائية اللزجة على توفير التغذية للبكتيريا المعوية النافعة , لهذا السبب فإن الإهتمام بتناول الشوفان كوجبة إفطا مفيدة بشكل منتظم سوف يساهم بفاعلية في تزويد الجسم بالطاقة اللازمة لتحسين وظائف البكتيريا الصحية الموجودة في الأمعاء،الامر الذي يكون ل دورا بارزا في الوقاية من أعراض عسر الهضم وتهدئة ازعاج وتشنجات المعدة المزعجةوانتفاخات وغازات البطن وتحسين حالة المرىء.
تتعدد الوصفات المفيدة التي يعد دقيق الشوفان من مكوناتها الرئيسية حيث غالبا مايتم دمجه في وجبات الإفطار الصباحية ويمكنك الإختيار بين دقيق الشوفان، حساء الشوفان، دقيق الشوفان الممزوج بالزبادي اليوناني
-جميع الحبوب الكاملة
من أجل الحد من أعراض ارتجاع المرىء المزعجة سوف يفيدك تقسيم وجبات طعامك إلى أجزاء من خلال إضافة العديد من الوجبات الخفيفة لتفادي الضغط المكثف على العضلة العاصرة المريئية السفلية وهنا يمكنك تجهيز طبق يجمع أفضل الحبوب الكاملة لديك كالحنطة السوداء , البرغل والذرة حيث تعد من أفضل الطرق للتغلب على تلك المشكلة خاصة عندما تعترضك في الصباح , مع مراعاة شىء هام أن يكون تناولك لوصفات تلك الحبوب بدون إضافة سكريات أو كمية قليلة للغاية حسب رغبتك أو استخدام العسل كمحلي طبيعي
على الرغم أنه من الشائع أن يقوم الأشخاص بإستهلاك حليب البقر إلا أن حليب اللوز يحظى أيضا بشعبية كبرى نظرا لفوائده في تخفيف حدة أعراض الإرتجاع , ولجعل الطعم مستساغا وللمذاق الحلو والحصول على البروتينات المهمة سوف يفيدك إضافة بعض قطع الفواكه والمكسرات
-البيض المسلوق
على الرغم من وجود معتقدات لدى العديد من الأشخاص حول البيض المسلوق ومسئوليته عن زيادة أعراض الإرتجاع الحمضي المريئي إلا أن يتوقف إلى درجة كبيرة على عدة عوامل بين يدي الشخص نفسه وهي تلك الخاصة بطريقة طهي البيض وتحضيره ومايتم تناوله من كميات, وفي حين أن البعض قد يجدون أن تناولهم لصفار البيض قد يسبب لهم الإزعاج نوعا ما لكونه دهني بعض الشىء إلا أنه سوف يكون من الأفضل تناول البيضة كاملة البياض مع الصفار حيث أن نسب البروتين تكون أكثر تركيزا في البياض وفي الوقت نفسه تقل نسب الدهون الموجودة فيه
من الضروري بالنسبة لحالة ارتجاع المرىء لديك أن تحرصي قدر الإمكان على الإبتعاد عن البيض المقلي سواء تم استخدام الزين أو الزبدة في القلي , إلا أن البيض المسلوق سوف يشكل خيارا رائعا وقد يكون من الأفضل تدعيمه بشرب كوب من شاي الزنجبيل للوقاية من عشر الهضم والحفاظ على الهضم الصحي
-الزبادي بالفاكهة
في الواقع , تحتوي منتجات الألبان على مستويات عالية من الدسم مما يجعلها سببا من أسباب الإرتجاع , إلا أن معظم الأشخاص المعرضون للإصابة بمرض الارتجاع المعدي المريئي تكون معدتهم قادرة على تحمل أنواع الزبادي قليلة الدسم والتي تكون في الوقت نفسه خالية من الدهون.ونوصيكي أيضا بأنواع أخرى من الزبادي المفيدة والتي تكون مصنوعة من مصادر نباتية مثل زبادي اللوز .
ويعد الزبادي من بين منتجات الألبان المحملة بالفوائد الصحية فهو من أطعمة البكتيريا النافعة ولاتقتصر أهميته على تهدئة تهيج المرىء والتهابه فقط بل سعمل على تحسين صحة الجهاز الهضمي بشكل عام , ولتحسين النكهة يمكنك إضافة أنواع الفاكهة ذات الدرجات الحمضية المنخفضة وقليلة السكريات مثل الخوخ والتفاح والموز وفاكهة التنين وسوف يكون اختيارك لأنواع الزبادي قليل الدسم والفواكه قليلة الحموضة.
-المكسرات
لعل وجود المكسرات في أي نظام غذائي من الأمور الضرورية للحصول على الدهون الصحي كما تعد مصدر غني بالألياف والمغذيات المذهلة وهي عناصر ضرورية للمساعدة في عملية امتصاص حمض المعدة. ومن أبرز أنواع المكسرات المفيدة الأكثر شيوعا اللوز والفول السوداني وبذور الشيا وبذور الكتان وكلها تندرج ضمن أبرز التوصيات الصحية
-شاي الزنجبيل
احتل شاي الزنجبيل مكانة علاجية مميزة بإعتباره من أبرز البهارت التي تتمتع بخصائص فعالة مقاومة للإلتهابات حيث حرص كثيرون على استهلاكه منذ قديم الأزل لأغراض علاجية خاصة بإضطرابات الجهاز الهضمي وللحصول على أفضل النتائج يمكن إدخال الزنجبيل ضمن الوصفات أو لإضفاء نكهة إلى الشاي ,ومن ضمن أكثر مايعرف عن الزنجبيل أن له دور فعال في تقليل نوبات الغثيان بشكل سريع فضلا عن دوره في تحسين صحة الجهاز الهضمي والوقاية من توابعه وأعراضه المصاحبة مثل انتفاخ وغازات البطن وعسر الهضم.
من أكثر الطرق البسيطة التي يوظف يها الزنجبيل الطازج أن تتبعي خطوات غسله ثم فرمه بعد ذلك قومي بإضافة الماء المغلي أو وضعه لمدة 10 دقائق لتناول كوب من الشاي صباحا بما يساهم في تقليل شدة أعراض الجهاز الهضمي على مدار اليوم .