مع قدوم فصل الصيف وإرتفاع درجات الحرارة تعد الفاكهة من أهم العناصر الغذائية المفضلة لدينا جميعا في هذه الأوقات لما لها من آثار ترطيب فعالة على الجسم، ولكن هل يستطيع مرضى السكري تحقيق هذا الأمر وخاصة مع فاكهة البطيخ المحببة للجميع في هذه الأجواء والمحتواه على السكريات الطبيعية والكربوهيدرات؟ بشكل توضيحي أكثر ولضمان السلامة والآمان قررنا أن نتعرف اليوم على مدى أمان تناول مرضى السكري لفاكهة البطيخ خلال فصل الصيف.
البطيخ
لا يغفل علينا جميعا أن فاكهة البطيخ تعد من أفضل الفواكه المألوفة لدينا جميعا والتي تحتوي على الكثير من السكريات الطبيعية، فالجدير بالذكر أنه قد تم إدراج هذه الفاكهة في النظام الغذائي العام للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري وبشكل آمن على أن يقوموا بتناولها بشكل صحيح للمساعدة في التحكم بمستويات السكر في الدم بشكل صحي سليم.
فاكهة البطيخ ومرضى السكري
يعد البطيخ أحد أهم أنواع الفواكه ذات المؤشر المرتفع من نسبة السكر في الدم، ومع ذلك فإن هذا المؤشر لا يعكس الكمية الفعلية للسكر التي يمتصها الجسم.
لذلك، يجب عند القيام بإختيار هذه النوعية من الأطعمة أن يتم الإنتباه بشكل رئيسي إلى مدى سرعة دخول كمية السكر للأوعية الدموية، والتركيز على إجمالي كمية السكر التي سيتم توفرها في هذه الأوقات، فعلى الرغم من أن فاكهة البطيخ تحتوي على مؤشر GI مرتفع، إلا أن إجمالي محتوى السكر في 100 جرام منها يعد منخفض إلى حد ما أي ما يعادل 2.3 جرام.
من هنا يمكن لمرضى السكر تناول حوالي 200 جرام من البطيخ في اليوم دون القلق بشأن ارتفاع نسبة السكر في الدم، فالأمر هنا يبدو في نسب الأمان الخالية من أي مضاعفات صحية خطيرة.
الجدير بالذكر أيضا، أن بعض المعادن مثل البوتاسيوم والمغنيسيوم تتواجد في فاكهة البطيخ بنسب صحية معقولة ومن ثم تساعد الأنسولين في الجسم على العمل بشكل صحيح، وبالتالي تقلل من مستويات السكر في الدم، إلى جانب الأرجينين الذي يحسن من حساسية الأنسولين لدى مرضى السكري وخاصة أصحاب النوع 2.
تناول البطيخ بأمان مع مرضى السكري
يجب على مرضى السكري عند قيامهم بإتخاذ القرار نحو العمل على إضافة فاكهة البطيخ أو الفواكه الأخرى إلى أنظمتهم الغذائية أو وجباتهم الخفيفة أن يقوموا بإضافة أيضا الدهون المغذية والبروتين لنفس هذه الوجبات، وهذا لأن هذه العناصر تعمل على إبطاء امتصاص السكر في مجرى الدم.
بالإضافة إلى ذلك، فمن الضروري أن يتم العمل على تناول فاكهة البطيخ بدون إضافة السكر والعمل على تناولها في صورتها الخام أو مزجها مع عناصر الفاكهة الأخرى في صورة سلطة فواكه مغذية.
فاكهة البطيخ والمؤشر الجلايسيمي
نظرا لأنها فاكهة البطيخ تعد ذات مؤشر جلايسيمي (GI) مرتفع، لذا فيجب عند القيام بتناولها أن يتم البعد عن دمجها مع الأطعمة الأخرى ذات المؤشر الجلايسيمي العالي، ومن ثم يتم الإستعاضة عن هذا الأمر من خلال تناولها مع المكسرات ومصادر الدهون الصحية الأخرى والبروتينات المغذية.
من جانب آخر، ينصح بعض خبراء التغذية بضرورة إبتعاد مرضى السكري عن تناول عصير البطيخ بصورة مطلقة حيث يرجع السبب الرئيسي في ذلك هو أن كمية السكر في الفاكهة تزداد بنسبة كبيرة خاصة إذا تم استخدامها في شكل عصير فواكه، في حين أن الألياف الموجودة في الفاكهة والتي يتم فقدانها أثناء إعداد العصير تعد مكون أساسي لديه القدرة على إعاقة وإبطاء وتقليل امتصاص السكر في الأمعاء.
إقرأ أيضا: مدى آمان تناول مريض السكري لفاكهة التفاح
طرق تناول فاكهة البطيخ بشكل آمن مع مرضى السكري
من الواجب على مريض السكري إتباع معايير الآمان والسلامة عند تناول بعض الأطعمة والعناصر الغذائية، فعلى سبيل المثال يتم تحقيق هذا الأمر مع فاكهة البطيخ من خلال الخطوات التالية:
أولا: إختيار الموعد المناسب لتناول فاكهة البطيخ
ينصح خبراء التغذية بضرورة عدم تناول فاكهة البطيخ بصورة مباشرة بعد نهاية الوجبات الغذائية، وهذا لأن هذا الأمر سيؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم، أما في حالة تناول هذه الفاكهة بعد 3 ساعات من تناول الطعام، فمن الممكن أن يؤدي هذا إلى معاناة مرضى السكري من نقص السكر في الدم خاصة في حالة عدم تناول أي طعاما إضافيا.
لذلك، فإن الوقت المثالي لتناول البطيخ بشكل خاص والفواكه بشكل عام لمرضى السكري يجب أن يكون بعد ساعتين من تناول الوجبات الغذائية، على ألا يزيد تناول هذه الفاكهة أكثر من 3 مرات في اليوم والفاصل الزمني بين الوجبات لا يقل عن 6 ساعات.
ثانيا: الإلتزام بطريقة التقديم الصحية المناسبة
ينصح مرضى السكري بضرورة تناول فاكهة البطيخ في صورتها المقسمة إلى قطع صغيرة الحجم حيث يتسبب هذا الامر بالتحكم بشكل جيد في الشهية.
في الوقت نفسه، تساعد طريقة تناول الطعام هذه مرضى السكري على التحكم في كمية الطعام دفعة واحدة وتجنب تناول الكثير، مما يؤدي هذا الامر إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم.
ثالثا: تناول الأجزاء البيضاء
كثيرا منا يقوم بالتغافل عن فائدة الجزء الأبيض من فاكهة البطيخ، فالجدير بالذكر أن هذا الجزء غني بالكثير من الألياف الغذائية، فعلى الرغم من أن طعمه غير مستساغ لدى الاغلب، إلا أنه يمكن أن يساعد في التحكم في مستويات السكر في الدم ويزيد من الشعور بالشبع الداخلي.
رابعا: البعد عن تناول البطيخ في صورته المجمدة
يقوم الكثير منا خلال فصل الصيف باللجوء إلى تناول الأطعمة المجمدة بما في ذلك البطيخ إعتقادا بأن هذا الأمر يتسبب بشكل مباشر في ترطيب الجسم وتخفيف الشعور بدرجات الحرارة المرتفعة.
الجدير بالذكر أن هذه الأمر يعد مؤذي بصورة كبيرة للمعدة ويتسبب بشكل مباشر في حدوث تهيجها والإصابة بالإسهال، وآلام البطن، وعسر الهضم، وما إلى ذلك. بوجه عام يوصى المرضى الذين يعانون من إرتفاع نسبة السكر في الدم أن يتم العمل على تناول البطيخ الطازج البارد في صورته المعتادة وبكميات معتدلة.