في بعض الأحيان قد يتسبب إصابة المعدة بأحد المشكلات الصحية أو حتى التهاب ما سببه أي نوع من أنواع العدوى في تأثيرات واضحة وانعكاسات مباشرة على صحة الفم حيث تبدأ القروح والإلتهابات في الظهور سواء في الغشاء المبطن للفم من الداخل أو الشفتين الأمر الذي يترك شعورا بعدم الراحة وصعوبات في القدرة على تناول الطعام خاصة وأن تلك القرحة التي تبدو مثل الثقب المغلف بطبقة رقيقة عندما تنفجر فإنها تسبب شعورا مؤلما ولكن مامدى ارتباط ذلك بمعاناة الاشخاص من مشكلات في المعدة ؟ وسوف نزيل من خلال مقالنا التالي كافة علامات الإستفهام لنوضح العلاقة الكامنة بين التقرحات الفموية واضطرابات المعدة .
العلاقة بين التقرحات الفموية واضطرابات المعدة
على الرغم من أن الأشخاص المدمنين على التدخين قد يكونوا أكثر عرضة لبروز القروح في الفم كأحد العوامل المسببة لحدوثه وينضم إلى قائمة الأسباب أيضا تلك المشكلات الإضطرابية الهضمية الشائع انتشارها بين شريحة كبيرة من الأشخاص ومن أمثلة ذلك حساسية الغلوتين أو مايطلق عليه مرض الإضطرابات الهضمية والمرتبط بحدوث خلل في استجابة الجهاز المناعي تجاه بروتين الجلوتين أو أي نوع آخر من البروتينات الموجودة في القمح بالإضافة إلى داء الأمعاء الإلتهابي والتعرض لخطر الإصابة بالعدوى التي تسببها البكتيريا الحلزونية.
لعل مشكلات المعدة والدالة على وجود خلل ما قد أدى للإضراربها من أكثر المضايقات الشائعة التي تشكل مع الصداع ثنائي من شأنه تعكير صفو الأشخاص مما يترك تأثيره على الأنماط الحياتية المعيشية للأشخاص وينعكس ذلك على ممارسة الأنشطة اليومية المعتادة , وبمرور الوقت تتأثر نوعية حياتك وجودتها بوجه عام , ولكن توجد فروق فردية بين الأشخاص فقد لايعاني بعضهم من أي أعراض طارئة على الإطلاق ولاتبدو عليه أي علامات تمثل مؤشرات على انخفاض وظائف الجهاز الهضمي وتشمل القروح التي لاتظهر على الفم فقط بل تترك اللثة ملتهبة بل وتسبب تورم وانتفاخ في الشفتين واللسان أو على جدران الخدين من الداخل أو سقف الفم العلوي .
عوامل مؤثرة تكشف العلاقة بين المشكلات المعوية والقرح الفموية
يمكن توضيح طبيعة العلاقة بين هذين النوعين من المشكلات التي تتعلق أحدهما بالجهاز الهضمي والأخرى تأثيرات جلدية تنعكس على الصحة العامة للفم
1-مدى الإستجابة المناعية
لنتذكر أولا المقصود بإستجابة الجهاز المناعي والتي تشير إلى الطريقة أو الكيفية التي يصدرها النظام المناعي في الجسم كتعبير عن تعامله مع أي عدوى بكتيرية أو فيروسية قد اقتحمت الجسم وشنت هجوما عليه بعدما قام بالتعرف عليها وتحديدها على أنها أجسام غريبة يجب مكافحتها وهذا مايدل على الدور الحيوي المهم للإستجابة المناعية , حيث تتسبب أمراض مثل الإضطرابات الهضمية أو ماتعرف بحساسية الجلوتين ومرض القولون العصبي المتهيج والذي ينتج عن اضطراب تفاعلي مابين الدماغ والأمعاء في استثارة الجهاز المناعي وتحفيزه لغزو أنسجة الجسم نفسها , ويتضمن ذلك الأغشية المخاطية المبطنة للفم مما يؤدي إلى تهيجها مما يشكل مقدمة لبروز التقرحات
2-حالات نقص التغذية
واحدا من ضمن الأسباب أيضا التي تفسر العلاقة بين مايحدث في المعدة من مشكلات هضمية وبين القرح والإلتهابات القلاعية والتي قد ترجع إلى وجود نقص في المغذيات الاساسية الدقيقة وتحديدا فقدان الجسم لخصائص الإمتصاص الجيد للعناصر الغذائية مما يترك الأغشية المخاطية الداخلية للفم في حالة من الضعف مما يشكل ظروفا مناسبة لتكون القروح .
اقرأ أيضا مايجب تناوله ومالايجب في حالة تقرحات الفم ؟
3-جرثومة المعدة
ومن المهم أن تعلمي أن بعض فئات الأشخاص ممن يتعرضوا لأضرار مكروبية سبب لديهم حالة جرثومة المعدة التي تسببها عدوى بكتيرية حلزونية تمر بعملية التكاثر الجدران المبطنة للمعدة مما يترتب عليها معاناة الشخص من آلام حادة في البطن بل أن الأمر قد يمتد للتأثير على مستويات التوازن المعوي الطبيعي والكائنات الدقيقة النافعة الطبيعية الموجودة في الغدد الللعابية في الفم حيث تتعطل وظيفتها في حماية صحة الفم وتتأثر سلبا مسببة القروح والإلتهابات وقد دعمت العديد من الدراسات المعتقد القائل بتزايد معاناة مرضى القرح الفموية من مخاطر الإصابة بعدوى جرثومة المعدة .
أكثر الحالات الشائعة ذات الصلة بصحة الجهاز الهضمي والمؤدية إلى قرح الفم
-مرض السيلياك أو مايطلق عليه مرض الإضطرابات الهضمية ويعبر عن أحد الحالات الإضطرابية المزمنة التي تندرج ضمن أمراض المناعة الذاتية ويعرفه كثيرا من الأشخاص بانه الداء البطني الناجم عن تناول بروتين الجلوتين العامل الأساسي في التسبب في حساسية القمح
–مرض كرون: وهو شكل من أشكال داء الأمعاء الإلتهابية ولايترك تأثيره على جزء بعينه من أجزاء الجهاز الهضمي بل يمكن حدوثه في منطقة في هذا الجهاز الحيوي , ويشمل ذلك أيضا الفم .
–التهاب القولون التقرحي:أحد المشكلات المعوية ذات التأثيرات الالتهابية المزمنة والتي تستهدف بشكل خاص منطقتي الأمعاء الغليظة والمستقيم
– مرض الارتجاع المعدي المريئي (GERD): هذا مايطلق عليه ارتجاع الحمض حين يرتد حمض المعدة إلى المرىء مما يزيد من شعور الأشخاص بإحساس الحموضة والحرقان في الفم و الحلق
–جرثومة المعدة: قد تكوني قد تناولتي أحد الأطعم المكشوفة أو الملوثة أو التي فسدت ولم تعد صالحة للأكل مما أصابك بهذا النوع من البكتيريا الحلزونية المسببة لمرض جرثومة المعدة وهي ذات صلة بقرحة المعدة .
-حالة نقص المغذيات : يمكن أن يكون السبب راجعا إلى انخفاض مستويات الفيتامينات من الجسم وتحديدا فيتامين ب12، وحمض الفوليك، بالإضافة إلى معدن الحديد، علاوة على سوء خصائص امتصاص الجهاز الهضمي لمختلف العناصر
تشخيص تقرحات الفم ومشكلات المعدة
على الرغم من الأعراض التي تتم ملاحظتها عى الأشخاص من أفضل الوسائل للكشف عن طبيعة المرض لذلك دائما مايسأل الطبيب عن العلامات الأولية , ومع ذلك توجد حالات أخرى تخضع للمراقبة والمتابعة وتستدعي الفحص المنتظم , وفي الغالب يلجأ الطبيب إلى إجراء بعض الإختبارات التشخيصية الدقيقة لإثبات عما إذا كانت تقرحات الفم نتاجا لمشكلة هضمية أم لا ومن أبرز الفحوصات شيوعا:
- فحص الدم: هو اختبار يتم العمل به في معظم معامل التحليل ويقوم على سحب عينة دم من المريض وإخضاعها للإختبارللتأكد من حالات سوء التغذية ونقص مغذيات أساسية مثل الحديد، وفيتامين ب12، وحمض الفوليك، وتهدف إلى الكشف عن العلامات الإلتهابية .
- منظار المعدة : نوع من الإجراءات المرئية الفاحصة وذلك بإدخال يسمح برؤية المعدة من الداخل يعرف بمنظار المعدة لتحديد موطن الإلتهابات والتقرحات
- يمكن الحصول على خزعة من أحد أنسجة أو خلايا الجهاز الهضمي أو المعدة أو التقرحات للقيام بفحصها
- يمكن أن يطلب الطبيب عينة من افرازات البراز للمساعدة في التحقق من وجود أي نوع من العدوى أو التهاب أو آثار دموية
- أما فيما يخص مرض الاضطرابات الهضمية أو حساسية الجلوتين فإن الحل في اختبار الأمصال للأجسام المضادة وأنواع من الفحوصات الجينية الوراثية الأخرى.
الطرق العلاجية الفعالة
من المتوقع أن يبدأ الطبيب أولا بعلاج المشكلة الصحية الموجودة في جهازك الهضمي كخطوة أساسية مهمة وأولية في علاج تقرحات الفم من خلال وصف الأدوية العلاجية المناسبة وأبرزها كابتات أو مثبطات المناعة التي تعمل على تحجيم فرط نشاط الجهاز المناعي كحلا علاجيا مثاليا لداء الأمعاء الالتهابي أو كتوصية طبية ينصح الطبيب بفئة المضادات الحيوية كعلاج لميكروب جرثومة المعدة , أما عن حالات سوء التغذية فإنها تتصل بإتباع نظام غذائي صحى ومتوازن والإلتزام بجرعة المكملات الغذائية، مثل فيتامين ب12 والحديد وحمض الفوليك
استكمالا لخطة العلاج يمكن أن يجد الطبيب كنوع من الدعم العلاجي أنه من المهم وصف الكريمات الموضعية الهلامية غير الموصوفة طبيا أو غسولات الفم الطبية للسيطرة على مايصاحب تقرحات الفم من أعراض