خدر الأطراف من أكثر المشكلات شيوعا والتي يمكن معاناة جميع الفئات العمرية منها بداية من كبار السن إلى الشباب، فالجدير بالذكر أن هذه الحالة المرضية تقوم بخلق الكثير من مشاعر عدم الراحة والإزعاج، مما يؤثر هذا الأمر على حالتهم النفسية وأنشطتهم اليومية. لهذا الأمر قررنا أن نتعرف اليوم على أهم 7 أسباب تؤدي إلى حدوث الإصابة بخدر الأطراف وهذا بشكل توضيحي مفصل للتعامل مع هذه الحالة بمزيد من الوعي والحرص.
ما هو خدر الأطراف؟
في الواقع تعد حالة خدر الأطراف هي عبارة عن اضطراب حسي أو تنمل في بعض أجزاء الجسم حيث غالبا ما تكون هذه الحالة مصحوبة بإحساس نابض يتمثل في الشعور بنغز إبر لا تتعلق بالتحفيز الحسي. على الجانب الآخر ومع بعض الناس، فمن الوارد أن يتم الشعور أيضا بالألم أو الشلل في الأطراف، وفي كلتا الأحوال ترتبط حالة الخدر هذه بحدوث خلل في الأعصاب الطرفية.
مع معاناة اليدين والقدمين، فعادة ما يكون للذراع شعور بالخدر أولا ثم ينتشر إلى الرسغين واليدين وأخيرا الأصابع، فعلى الرغم من أن هذه الحالة ليست خطيرة للغاية، ولكن إذا لم يتم علاجها مبكرا فسوف ستؤثر بشكل كبير على قبضة المريض والمشي وممارسة مهامه بوجع عام.
ما هي أسباب الإصابة بخدر الأطراف؟
قام الخبراء والمختصين بالبحث والدراسة للوقوف على أعراض التنميل والخدر في الأطراف بشكل دقيق، فالجدير بالذكر أن هذه المسببات تتمثل فيما يلي:
1- تلف الأعصاب الناجم عن الإصابات الرياضية أو الحوادث المرورية ومن ثم يتسبب بشكل مباشر ورئيسي في حدوث التنميل بالأطراف.
2- المعاناة من الاعتلال العصبي المسمى بالتهاب polyradiculis والذي يؤدي إلى الإصابة بالاضطرابات الحسية، والخدر في الأطراف والحركة المحدودة.
3- التعرض للأمراض الوريدية والتي يمكن أن تسبب الانسداد الوريدي أو انحلال الوريد أو التهاب الوريد ومن هنا تحدث عملية الخدر بشكل مرضي.
4- المعاناة من فقر الدم الدماغي الذي يمكن أن يسبب خدرا ومشاعر عدم راحة في اليدين والساقين مصحوبا بأعراض أخرى مثل التعب والدوخة والغثيان وعدم وضوح الرؤية.
5- نقص الفيتامينات والمعادن حيث يؤدي نقص فيتامين ب 12 أو البوتاسيوم أو المغنيسيوم في الجسم إلى إصابة كل من اليدين والساقين بالخدر.
6- إصابات العظام والعمود الفقري حيث يمكن أن تسبب الأقراص المنفتقة أو تنكس العمود الفقري انضغاطا عصبيا يعيق عمل الدورة الدموية، ومن ثم يمكن للمفاصل التنكسية تخدير الأطراف وتجعل من الصعب تحريكها. كما أن التهاب وتلف مفاصل اليدين والساقين يسبب خدرا في الأطراف أيضا وغالبا ما يحدث بعد الاستلقاء أو الجلوس لفترة طويلة في وضع واحد ويرافقه حالة من تصلب العضلات.
7- عند تعرض العمود الفقري لبعض المشكلات مثل التشوه أو التقلص أو الضغط على جذور الأعصاب التي تمر عبره، فقد يتسبب هذا الأمر في حدوث خدر طويل الأمد للأطراف. فمن الواجب معرفة أن هذه الحالة، إذا تركت لفترة طويلة، فسوف تسبب انسداد الدورة الدموية وصعوبة الحركة.
إلى جانب الـ 7 أسباب السابق ذكرهم، فمن الممكن أيضا أن يسبب الضغط طويل الأجل على العصب خدرا حيث يمكن أن يحدث هذا بسبب طريقة الجلوس أو الوقوف لفترة طويلة جدا، أو العمل في وضع خاطئ، أو ارتداء ملابس ضيقة جدا، أو بسبب الاستخدام المطول للأجهزة المحمولة.
إقرأ أيضا: الحلول العلاجية لمضاعفات التنميل في الأطراف لدى مرضى السكري
متى يحتاج الأشخاص الذين يعانون من خدر في الأطراف إلى زيارة الطبيب؟
عادة ما تكون العلامات الأولية لخدر الأطراف خفيفة للغاية حيث تظهر في خدر بأطراف الأصابع، والشعور بالتنميل، والنمل الزاحف، والتشنجات، والأوجاع.. إلخ. لذلك، فمن الوارد على من يعانون من هذه الحالة ن يتعاملوا مع الأمر بشكل ذاتي ويتجنبوا الذهاب للطبيب في أوقات مبكرة.
يجب العلم أنه كلما طالت مدة بقاء المرض زاد مستوى الألم، ومن ثم تصبح في هذه الأوقات الأصابع مخدرة أكثر حيث ينتشر الألم بسرعة أسفل الذراع والساعد، ويجعل من الصعب علينا القيام بتحريكهم. في الوقت نفسه، وفيما يتعلق بأصابع القدم والكاحلين وأسفل الساقين والفخذين والأرداف ومنطقة أسفل الظهر، فتبدو هذه الحالة ظاهرة أيضا.
بالإضافة إلى ذلك، فمن الوارد أيضا أن تحدث بعض الأعراض اعتمادا على بعض المسببات مثل آلام الكتف والرقبة، وآلام أسفل الظهر بسبب تنكس العمود الفقري، والألم على طول مسار العصب الوركي بسبب فتق القرص الفقري القطني؛ الشلل الحركي في التهاب الأعصاب.
بوجه عام، عادة لا يؤثر خدر اليدين والقدمين بشكل خطير على الحياة، ولكن في حالة مواجهة الأعراض التالية، فيجب الوجه إلى زيارة الطبيب على الفور:
– إستمرار حالة الخدر هذه لأكثر من 6 أسابيع.
– يصاحب حالات الخدر في اليدين والقدمين حدوث تغيرات في لون أو درجة حرارة اليدين والقدمين.
– ظهور بعض الأعراض الغير معتادة مثل الدوخة أو الصداع أو النوبات أو ضيق التنفس أو النسيان.
في النهاية يجب الآخذ في عين الإعتبار أنه من الممكن أن يؤدي خدر الأطراف إلى حدوث المعاناة من ضمور العضلات أو شلل الأطراف أو فقدان الحركة أو حتى اضطرابات التبول التي تهدد الحياة. لذا يجب التعامل مع هذا الأمر بشكل جاد والذهاب إلى الطبيب بشكل فوري إذا تطلبت الحالة المرضية ذلك.