غالبا ما ينصح الأشخاص المصابون بالنقرس بضرورة الإلتزام تجنب الأطعمة الغنية بالبروتين، وهذا لأنها تحتوي على البيورينات والتي تتواجد في اللحوم الحمراء والأعضاء الحيوانية وبعض المأكولات البحرية، ومن هنا يأتي السؤال بما أن البيض غذاء يحتوي على الكثير من البروتين، فهل يجب على المصابين بالنقرس الامتناع عن تناوله؟ بمزيد من التوضيح سوف نتحدث اليوم عن هذا الأمر بشكل توضيحي مفسر.
هل النظام الغذائي له تأثير مباشر على النقرس؟
تحدث الإصابة بالنقرس بسبب ترسب بلورات ملح اليورات أو بلورات حمض اليوريك، ومن ثم يتسبب هذا الأمر بشكل مباشر في حدوث المعاناة من التهاب المفاصل والتورمات والالتهابات حيث تواجد الكثير من حمض اليوريك في الدم.
على سبيل التحديد، تحدث المعاناة من نوبات النقرس الحادة عادة في الليل، وحاصة بعد تناول الوجبات الغنية بالبروتين حيث من الوارد أن يستمر هذا الأمر المرضي من 3 إلى 10 أيام، ومن هنا يمكننا القول بأن النظام الغذائي وما نقوم بتناوله من أطعمة له تأثير مباشر على النقرس وشدة المرض.
الجدير بالذكر أن هناك بعض الأطعمة التي يمكن أن تزيد من مستويات حمض اليوريك وتسبب تكرار الألم وتفاقم أعراض النقرس حيث تتمثل في العناصر العالية في البيورينات، وهي عبارة عن مادة موجودة بشكل طبيعي في بعض الأنواع بما في ذلك اللحوم الحمراء والمأكولات البحرية الغنية بالبيورين مثل الأنشوجة والسردين وبلح البحر والاسكالوب والسلمون والتونة.
عندما يتم هضم البيورينات، فسوم يقوم الجسم بإنتاج حمض اليوريك كمنتج نفايات، وعند تناول الأطعمة والمشروبات الغنية بالبيورينات، فسوف تزداد مخاطر الإصابة بنوبات النقرس الحادة.
ما هي الفوائد الغذائية للبيض؟
كما نعلم أن البيض غذاء بروتيني كامل حيث يعني هذا الأمر أنه يحتوي على جميع الأحماض الأمينية الأساسية ال 9 التي يحتاج إليها جسم الإنسان، كما أنه يحتوي على الدهون والفيتامينات والمعادن والمواد المغذية المفيدة الأخرى مثل حمض الفوليك والفوسفور والسيلينيوم وفيتامين أ وفيتامين ب 2 وفيتامين ب 5 وفيتامين ب 12 وما إلى ذلك.
الجدير بالذكر أن معظم العناصر الغذائية تتركز في صفار البيض أما فيما يتعلق بالبياض فهو يتكون بشكل أساسي من البروتين، بالإضافة إلى ذلك فيعد البيض أيضا من أهم الأطعمة الغنية بالمعادن المغذية مثل النياسين والبوتاسيوم والريبوفلافين والمغنيسيوم، والجيدة بوجه عام للصحة العامة.
بوجه عام يمكننا القول بأن صفار البيض يحتوي على نسبة أقل من البروتين ولكنه يحتوي على المزيد من الفيتامينات A و B6 و B12 و D والكالسيوم والفولات وخاصة أوميغا 3، مما يوفر هذا الكوليسترول والأحماض الدهنية الأساسية.
إقرأ أيضا: 7 أطعمة يجب على مرضى النقرس تضمينها في قائمتهم اليومية
ما هو التركيب الغذائي للبيض؟
سوف نقوم هنا بالإستشهاد بمقدار 1 بيضة للتعرف على التركيب الغذائي الدقيق لها:
- السعرات الحرارية: 72 سعر حراري.
- الدهون الكلية: 4.8 جرام.
- إجمالي الكربوهيدرات: 0.4 جرام.
- البروتين: 6.3 جرام.
- الصوديوم: 71ملغ.
- الكوليسترول: 186 مع.
- فيتامين A: 160مكغ.
- الكالسيوم: 24.1 ملغ.
- الحديد: 4.9٪ من القيمة اليومية.
هل يمكن للأشخاص المصابين بمرض النقرس تناول البيض؟
على الرغم من أن الأشخاص الذين يعانون من النقرس بشكل عام يجب أن يتجنبوا أو يحدوا من تناول البروتين الحيواني الذي يحتوي على نسبة عالية من البيورين مثل اللحوم الحمراء والأعضاء الحيوانية والمحار وما إلى ذلك، ولكن لا يزال بإمكانهم تناول كميات معتدلة من البروتين منخفض البيورينات.
فعلى سبيل الفهم ليست كل الأطعمة الغنية بالبروتين غنية بالبيورينات حيث يتواجد العديد من البروتينات في الخضروات الخضراء والحبوب التي تم إثبات آمان تناولها مع الأشخاص الذين يعانون من مرض النقرس، إلى جانب كل هذا يأتي أيضا البيض الغذاء الغني بالبروتين ولكنه عنصر آمن مع الأشخاص الذين يشكون من النقرس لأنه منخفض في البيورينات.
قامت بعض الأبحاث بالعمل على دراسة كيفية تأثير مصادر البروتين المختلفة على النوبات لدى الأشخاص المصابين بالنقرس حيث أن منتجات البيض والحليب والفواكه لديها مستويات منخفضة من البيورينات، ولم يجد الباحثون هنا أي ارتباط بين البيض أو منتجات الألبان أو المكسرات أو البذور أو الحبوب وخطر الإصابة بالنقرس.
بوجه عام يجب العلم أن البيض غذاء مغذي للغاية ومفيد للصحة، فعلى الرغم من أنه يحتوي على كميات كبيرة من الكوليسترول، إلا أن هناك علاقة مواتية بين الليسيثين والكوليسترول، فالليسيثين هذا هو عبارة عن مستقلب الكوليسترول في جسم الإنسان، والذي يلعب دورا في تنظيم الكوليسترول، ومنع تصلب الشرايين والقضاء على الكوليسترول من الجسم. لذلك ، يمكن للأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية أو أمراض أخرى مثل النقرس تناول البيض بشكل آمن.
ما هي النسب الصحية للجسم التي يجب تناولها من البيض؟
تأتي النسب المناسبة من البيض طبقا للحالة الصحية والمرحلة العمرية حيث يتم تحديدها على النحو التالي:
- لكبار السن المصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية ينبغي عدم تناول أكثر من 2 بيضة يوميا.
- في حالة ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم يمكن أن يتم تناول البيض بمعدل مرتين في الأسبوع.
- يجب على الأشخاص المصابين بالنقرس عدم تناول أكثر من 1 بيضة يوميا، وعدم تجاوز هذا المعدل بنسب تؤدي إلى حدوث الكثير من المشاكل الصحية وخاصة مع مرضى النقرس.