عندما يصاب الطفل بالحمى، فسوف يترتب على هذا الأمر تعرض المحيطين وجميع أفراد العائلة لسيطرة الكثير من مشاعر القلق والخوف وخاصة الأم ومن هنا يلجأ البعض إلى الذهاب وبشكل فوري إلى الطبيب المختص لتفهم الحالة الصحية والتعامل معها بشكل طبي، ولكن في بعض الأوقات يكون الأمر بسيط ونستطيع ان نسيطر عليه قدر الإمكان. لذا جئنا إليكي عزيزتي الأم اليوم ومن خلال سطور مقالنا التالي وهذا حتى نتعرف على أهم طرق التعامل الصحية مع طفلك المصاب بالحمى لتجنب أي توابع سلبية خطيرة.
إصابة الأطفال بالحمى
تعد الحمى من أهم الإستجابات الطبيعية التي تصيب الجسم نتيجة التعرض للعديد من الأمراض وأكثرها شيوعا هي تلك المتعلقة بالعدوى، فالجدير بالذكر أنها في حد ذاتها ليست مرضا ولكنها جزء من استجابة الجسم الطبيعية للعديد من الأمراض.
بوجه عام عادة ما تتقلب درجة حرارة جسم الطفل بين 36.5 – 37.5 درجة مئوية، ولكن عندما يصاب بالحمى، فسوف ترتفع درجة حرارته فوق الـ 38 درجة مئوية.
يجب الآخذ في عين الإعتبار أن درجة حرارة جسم الطفل ستتغير حسب الأوقات المختلفة من اليوم حيث تكون أقل في الصباح وأعلى قليلا في المساء، وتزداد عندما يقوم الطفل بالركض أو القفز أو ممارسة التمارين الرياضية حيث يعد هذا رد فعل فسيولوجي طبيعي للطفل وهذه ليست حمى.
أسباب إصابة الأطفال بالحمى
أظهرت العديد من الدراسات والأبحاث أن الأطفال يعانون من الحمى بسبب العديد من الأسباب المحددة والتي تتمثل فيما يلي:
1- إنتاج السيتوكينات والمواد الوسيطة من قبل الجسم لمحاربة غزو مسببات الأمراض.
2- إنتاج الجسم للمزيد من البلاعم لمحاربة العوامل التي تغزو الجسم.
3- قيام الجسم بالعمل على إنتاج أجساما مضادة طبيعية لمكافحة العدوى ومنع دخولها في المحاولات اللاحقة.
4- وضع بعض أنواع البكتيريا في غشاء، ولكن في حال إنكسار هذا الغشاء، فسوف تدخل المواد الموجودة بداخله إلى الجسم، مما يسبب إصابته بالسمية وزيادة درجة حرارته.
العوامل التي تزيد من فرص تعرض الطفل للحمى
توجد العديد من العوامل التي تزيد من درجة حرارة الجسم، ومن ثم تؤدي إلى حدوث إصابته بالحمى، فالجدير بالذكر أن هذه العموامل تبدو واضحة في الآتي:
1- تعرض الجسم لبعض أنواع العدوى، والتي تعمل على تحفيز آليات الدفاع الطبيعية عن طريق زيادة درجة حرارة الجسم.
2- ارتداء الطفل للملابس الضيقة أو السميكة جدا حيث يترتب على هذا الأمر عدم إستطاعة الجسم على تنظيم درجة حرارته. لذلك، يجب عليكي عزيزتي الأم محاولة إختيار الملابس المناسبة لطفلك ولدرجة الحرارة.
3- تلقي الطفل لبعض التطعيمات المتسببة في إرتفاع درجة الحرارة بشكل طفيف. ولكن إذا كان الطفل يعاني من حرارة فوق الـ 38.5 درجة مئوية ولم تظهر عليه أي علامات على إنخفاض درجة حرارة الجسم بعد تناول الأدوية الخافضة للحرارة، فيجب على الفور أن يتم نقل الطفل إلى أقرب منشأة طبية.
4- عادة ما يصاب الأطفال بحمى طفيفة عند التسنين. فالجدير بالذكر أنه في هذا الوقت، تتقلب درجة حرارة جسم الطفل بين الـ 38 – 38.5 درجة مئوية.
5- المعاناة من بعض الأمراض المعدية التي تسببها الفيروسات مثل نزلات البرد والإنفلونزا.
6- الآثار الجانبية لبعض العناصر الدوائية.
7- الأطفال الذين تلقوا للتو عمليات نقل الدم.
طرق رعاية طفل مصاب بالحمى داخل المنزل
أولا: استخدام الأدوية الخافضة للحرارة
نظرا لأن طبيعة الحمى تتعبر رد فعل مفيد للجسم، فمن الواجب على الآباء استخدام الأدوية الخافضة للحرارة فقط للأطفال الذين يعانون من الحمى التي تبلغ 38.5 درجة مئوية أو أعلى.
إلى جانب هذا فيجب عدم إعطاء الأطفال دون سن الـ 2 أشهر أي دواء دون إستشارة الطبيب المختص حيث يجب إستخدام الأدوية الخافضة للحرارة فقط عند الضرورة والتووقف عنها عند اختفاء الأعراض.
ثانيا: تحميم الطفل بالماء الفاتر
مع إعطاء الطفل بعض الأدوية الخافضة للحرارة مثل الأسيتامينوفين، فيجب بعد ذلك العمل على تحميم الطفل بالماء الفاتر حيث يجب العلم أنه في حالة تحميمه بدون تناول الخافض المناسب، فسوف يصاب جسم الطفل حالة من الهزات المرضية المقلقة، وهذا لأنه يحاول رفع درجة حرارته مما يتسبب هذا في جعل الأطفال يشعرون بمزيد من التعب.
يجب مراعاة عدم خلط مياه الإستحمام بالكحول أو تحميم الطفل بإستخدام الماء الباردة ذات درجة الحرارة المنخفضة.
ثالثا: طرق مختلفة ومتنوعة
عندما يصاب الطفل بالحمى، فمن المؤكد أن يشعر بالتعب الشديد وعدم الارتياح، وفيما يلي سنقوم بذكر بعض الطرق التي يمكن للوالدين من خلالها جعل أطفالهم يشعرون بتحسن تجاه هذه الحالة المزعجة:
– أعطاء الطفل للكثير من الماء والعصائر والسوائل لمنع إصابته بالجفاف.
– إذا كان الطفل ييقوم بشرب كمية كافية من الماء، فينصح بعد إجباره على تناول الطعام إذا كان لا يريد ذلك.
– يجب التأكد من حصول الطفل على قسط كاف من الراحة.
– ارتداء الأطفال للملابس المناسبة لدرجة حرار الجو حيث يمكن أن يؤدي الإفراط في الاحماء أو ارتداء الملابس السميكة جدا إلى ارتفاع درجة حرارة جسم الطفل.
– إذا ظهرت على الطفل علامات البرد والارتعاش، فيجب أن يتم وضع بطانية إضافية، والعمل على إزالتها مع تحسن حالة الطفل.
الوقت المناسب لإصطحاب الطفل المصاب بالحمى إلى الطبيب
على الرغم من أن غالبية حالات الحمى يمكن علاجها عن طريق تناول أدوية خافضة للحرارة والعناية بها في المنزل. إلا أنه إذا كان الطفل صغيرا، فيجب على الآباء اصطحاب الطفل إلى الطبيب وخاصة عندما يعاني من الأعراض التالية:
– إرتفاع درجة حرارة جسم الأطفال الأقل من 3 أشهرإلى 38 درجة مئوية، حتى ولو كان مظهر الطفل لا يزال يبدو جيدا.
– فيما يخص الأطفال من عمر 3 إلى 36 شهرا، فيجب أن يتم الذهاب للطبيب خاصة إذا إستمرت الحمى إلى أكثر من 38 درجة مئوية لمدة تزيد عن 3 أيام ، أو عندما يعاني الطفل من أعراض سيئة مثل التهيج ورفض الرضاعة الطبيعية وما إلى ذلك.
بالإضافة إلى ذلك، يحتاج الأطفال من جميع الأعمار إلى زيارة الطبيب عندما تكون درجة الحرارة المقاسة في الفم أو المستقيم أو الأذنين أو الجبهة قد بلغت الـ 40 درجة مئوية أو أعلى، وهذا لتجنب حدوث أي مضاعفات صحية مزعجة.