في أغلب الأوقات عادة ما تكون المضادات الحيوية من أهم الطرق الفعالة جدا في علاج العديد من الأمراض المعدية المختلفة حيث يتم اللجوء إلى هذه النوعية الدوائية بشكل دائم من قبل الأطباء المختصين، ولكن هل تعد المضادات الحيوية آمنة دائما ولا تتسبب في حدوث أي آثار جانبية؟ بالطبع تأتي الإيجابة بالسلب ويمكننا القول بأنها تتسبب في زيادة مخاطر الإصابة بالإمساك وهذا ما سنقوم بالحديث عنه اليوم بشكل توضيحي مفصل.
لماذا تسبب المضادات الحيوية حدوث المعاناة من الإمساك؟
تعد المضادات الحيوية هي واحدة من أهم الأدوية الموصوفة لعلاج الالتهابات التي تسببها البكتيريا.
الجدير بالذكر أنه من الممكن أن تسبب المضادات الحيوية الإمساك بطريقتين آلا وهما:
- التأثير على النباتات المعوية والتي تعمل على توازن البكتيريا.
- استنفاد المعادن الهامة اللازمة للجهاز الهضمي لكي يعمل على النحو الأمثل.
بشكل أكثر توضيحي، تحتوي أجسامنا على مجتمع كبير من جميع أنواع البكتيريا التي تعيش في الأمعاء لمساعدة الجسم على هضم الطعام وكذلك التخلص من النفايات، ومن هنا يمكن لعملية استخدام المضادات الحيوية أن تعمل على قتل العديد من البكتيريا المفيدة التي تسبب خللا في بكتيريا الأمعاء، مما يؤدي هذا الأمر إلى حدوث المعاناة من مجموعة متنوعة من الأمراض المعوية، والتي يمكن أن تشمل الإمساك محور حديثنا اليوم.
بالإضافة إلى التأثير على بكتيريا الأمعاء، فمن الممكن أن تؤثر المضادات الحيوية أيضا على امتصاص بعض المعادن المهمة مثل المغنيسيوم والذي يؤثر بشكل مباشر على حركة الأمعاء المناسبة، وإرخاء عضلات الأمعاء بحيث يمكن للطعام المرور عبر الجهاز الهضمي، ومن هنا يمكننا القول بأن نقص هذا العنصر يتسبب غالبا في حدوث الإمساك.
إلى جانب هذا، فإن روتين تناول العديد من المنتجات الدوائية يقوم بجعل الإمساك في حالته الأسوأ وخاصة مع كبار السن والأطفال حيث تزداد فرص تعرضهم للإصابة بالإمساك وتبعياته السلبية.
تشمل أعراض الإمساك وجود حركات الأمعاء أقل من ثلاث مرات في الأسبوع حيث يبدو البراز في حالته الصلبة أو الصغيرة والمتكتلة؛ إلى جانب الشعور بصعوبة في التغوط ويصبح الوضع في صورته المؤلمة أو الشعور بعدم إستطاعة المضي قدما بعد التغوط.
إقرأ أيضا: 6 آثار سلبية تعود على الجسم عند تناول المضادات الحيوية بصورة مفرطة
كيف يمكننا التغلب على مشكلة الإمساك الناجمة عن تناول المضادات الحيوية؟
بوجه عام، يمكن أن يؤثر الإمساك على الأنشطة اليومية والأنماط الحياتية، ولكن يجب على المرضى عدم التوقف بشكل تعسفي عن تناول أي منتجات دوائية دون استشارة الطبيب.
بالإضافة إلى ذلك، فإنه في حالة اتباع نظام غذائي متوازن وصحي بما في ذلك روتين تناول الأطعمة الغنية بالألياف، وشرب الكثير من الماء، والحد من الأطعمة الدهنية والحارة، وزيادة التمارين الرياضية، فسوف تساعم جميع هذه الأنماط في تكون استراتيجيات شائعة لعلاج الإمساك والمساعدة في تخفيف الألم الناجم عن هذه الحالة المزعجة.
بالرغم من ممارسة العادات الإيجابية السابق ذكرها، فإذا أستمرت مشكلة الإمساك، فيمكننا أن نقوم باللجوء إلى الآتي:
– استخدام مكملات البروبيوتيك التي تساعد على تجديد بكتيريا الأمعاء والتي يمكن أن تكون مفيدة في التغلب على حالات الإمساك.
– في حالة الإمساك الشديد، يمكن استخدام المسهلات والملينات للمساعدة في تخفيف الإمساك. ومع ذلك، فمن الضروري الالتزام بالجرعة وتناول الدواء في وقت قصير. لأن الإفراط في استخدام المسهلات يمكن أن يجعل الإمساك أكثر خطورة ويسبب العديد من المضاعفات الصحية الخطيرة.
يجب العلم أن غالبية حالات الإمساك التي تحدث مع المضادات الحيوية عادة ما تكون غير شديدة. ومع ذلك، إذا أصبحت الأعراض في حالتها الأكثر حدة، أو تفاقمت الآثار الجانبية الأخرى، فنحن هنا سنكون بحاجة إلى الاتصال بالطبيب المعالج على الفور. علاوة على ذلك، وإذا كان الإمساك لا يزال لا يهدأ بعد إيقاف المضادات الحيوية، فمن المستحسن أن يتم التعامل مع الأمر بمزيد من الحرص والذهاب أيضا إلى المختصين.
كيف نستطيع وقاية أنفسنا من الإمساك عند تناول المضادات الحيوية؟
أفضل طريقة لمنع حدوث المعاناة من الإمساك هي تجنب تناول المضاد الحيوي المسبب لهذه المشكلة ولكن بعد عرض الأمر على الطبيب المتابع للحالة الصحية. الجدير بالذكر أيضا أنه من الممكن أن تسبب هذه النوعية الدوائية العديد من الآثار الجانبية الأخرى مثل الطفح الجلدي والغثيان وعدم الراحة في المعدة، معي بعض الحالات الخطيرة، يمكن أن تسبب المضادات الحيوية أيضا آثارا جانبية صعبة مثل الحساسية المفرطة ومقاومة المضادات الحيوية وما إلى ذلك.
لذلك، يجب أن يتبع استخدام العقاقير تعليمات الطبيب، وتجنب تناول الأدوية بشكل تعسفي أو تتناولها وفقا لوصفات الآخرين.
لذا، إذا كنت مريضا ووصف لك الطبيب المضادات الحيوية، من أجل منع الإمساك والحفاظ على عمل الجهاز الهضمي بشكل صحيح، فمن الضروري أن يتم إتباع التالي:
– شرب كمية كافية من الماء حيث غالبا ما يحدث الإمساك بسبب الجفاف.
– تناول الكثير من الألياف التي تساعد في دعم الجهاز الهضمي.
– ممارسة التمارين الرياضية بلطف، لأنها لا تساعد الجهاز الهضمي فقط، بل تساعد الجسم أيضا على التعافي بصورة سريعة.