يعد الكولاجين من أهم العناصر المعنية بالحفاظ على صحة الجلد وتعزيز مرونته، وإكساب البشرة للكثير من النضارة ومعالم الجمال، فالجدير بالذكر أنه في حال إفتقاد الجسم لهذا العنصر، فسوف يترتب على ذلك إصابة الجلد بالجفاف ومن ظهور التجاعيد. لذا، فمن الواجب علينا وبشكل توضيحي مفصل أن نقوم بالتعرف على ما هي أهم أسباب معاناة الجسم من نقص الكولاجين؟ وهذا لمحاولة التعامل مع هذا الأمر بصورة صحية سليمة.
فوائد الكولاجين للجسم
يعتبر عنصر الكولاجين هو أكثر أنواع البروتين وفرة في داخل جسم الإنسان حيث يمكن العثور عليه بكل سهولة في عظام العضلات أو الجلد أو الأوتار. بالإضافة إلى إمكانية العثور عليه أيضا في أعضاء أخرى مثل الأوعية الدموية والأسنان والقرنية وما إلى ذلك.
إلى جانب هذا، فيعد الكولاجين أيضا هو عنصر مهم للحفاظ على صحة الجلد وتعزيز حيويته مع زيادة مرونته وترطيبه حيث أنه مع تقدم الجسم في العمر، فسوف ينتج على هذا الأمر تباطؤ إنتاج الكولاجين وإصابة الجلد بحالة من الجفاف ومن ثم ظهور التجاعيد القبيحة.
الجدير بالذكر أيضا أن الكولاجين لا يقوم بالعمل على تغذية البشرة فقط، بل لديه أيضا القدرة الرائعة في الحفاظ على سلامة غضروف المفاصل كطبقة من المطاط لحماية صحة المفاصل بشكل عام، فمن الهام معرفة أنه عندما تضعف مستويات الكولاجين، فسوف تتعرض أيضا للإصابة بهشاشة العظام.
بصورة شاملة، يمكن أن تساعد العظام الصحية المكونة أساسا من الكولاجين في الحفاظ على بنية أقوى وأكثر كفاءة، لأنه في حالة تلاشي إنتاج الكولاجين، فسوف تصبح كتلة العظام أضعف أيضا.
بالإضافة إلى المنافع والفوائد المذكورة أعلاه، فسوف يتسبب عنصر الكولاجين في تحسن صحة الإنسان بشكل عام وخاصة فيما يتعلق بالشعر والأظافر، فعلى سبيل التوضيح يقوم الكولاجين بمنع هشاشة الأظافر ويحفز من صحة الشعر على أن يكون أقوى وينمو بشكل أسرع وأطول. بشكل عام، يجلب عنصر الكولاجين الكثير من الفوائد الصحية خاصة فيما يتعلق مع البشرة.
أسباب نقص الكولاجين
في بداية الأمر يجب العلم أنه جنبا إلى جنب ومع تطور العمر تتناقص كمية الكولاجين المنتجة في الجسم، بالإضافة إلى تواجد بعض الأسباب الأخرى والتي من الوارد أن تتمثل في الآتي:
أولا: التعرض لأشعة الشمس
عند التعرض لأشعة الشمس الفوق بنفسجية الضارة ، فسوف يتسبب ذلك في ضعف الكولاجين وتدهور الجلد والصحة العامة بسرعة.
على سبيل الفهم أكثر، فقد نظرت إحدى الدراسات الحديثة في الكولاجين تحت الأشعة فوق البنفسجية ووجدت أن بنية الكولاجين قد انخفضت بشكل كبير حيث يمكننا القول هنا بأن الأشعة فوق البنفسجية تؤثر سلبا على الكولاجين من خلال آليات مختلفة، ويتضمن ذلك تغييرات الحمض النووي في الخلايا التي تصنع الكولاجين، وإنتاج الجذور الحرة، والتي تؤثر بشكل مباشر على تناول الكولاجين. لذلك ، يمكن أن يساعد وضع واقي الشمس وتجنب التعرض الشديد لهذه الأشعة الضارة في منع علامات شيخوخة الجلد المبكرة.
ثانيا: التقدم في العمر
يبدأ إنتاج الكولاجين في الانخفاض بنحو 1٪ سنويا في معظم أجسامنا وفي سن مبكرة من الـ 20 عاما، ومع ذلك فإن العمر الدقيق الذي تبدأ فيه هذه العملية يختلف من سيدة إلى أخرى حيث يحدث انخفاض الكولاجين بشكل أسرع أثناء وبعد انقطاع الطمث.
يمكننا القول بأن زيادة العمر وشيخوخة الجسم هو قانون لا مفر منه خارج عن سيطرة كل إمرأة، ومن ثم تقوم أجسامنا بالعمل على الموازنة دائما بين إنتاج وتحلل الكولاجين، فعندما نكون في مرحلة الطفولة أو المراهقة، فسوف يقوم الجسم بإنتاج المزيد من الكولاجين الذي يتم تكسيره، ومن ثم سوف ينحرف هذا التوازن مع التقدم في العمر وهذا لأن تجديد الأنسجة ينخفض بصورة كبيرة.
ثالثا: تناول الأنظمة الغذائية الغير صحية
عند اتباع نظام غذائي غني بالسكر المضاف، فمن الممكن أن تؤدي الأطعمة سريعة المعالجة إلى الشيخوخة المبكرة من خلال المساهمة في عملية تسمى الجلوك، والتي تقلل من دوران الكولاجين حيث يتداخل هذا الأمر أيضا مع قدرة الكولاجين على التفاعل مع الخلايا والبروتينات المحيطة.
رابعا: المعاناة من الإجهاد والإرهاق
يمكن أن يقلل الإجهاد المطول والإرهاق من القدرة على إنتاج الكولاجين بشكل طبيعي حيث يتم إنتاج كمية أقل من هذا العنصر في حالة الإجهاد لأن المزيد من موارد الجسم تستخدم لمحاربة الإجهاد والالتهاب الذي يحدث في هذه الأوقات.
خامسا: علم الوراثة
يعتبر علم الوراثة هو عامل مهم في تحديد كمية الكولاجين التي يقوم الجسم بصناعتها. لذلك، إذا كان لدى الوالدين أو الأجداد بشرة جميلة لسنوات عديدة، فهناك احتمال كبير أن تبدو بشرتك مثل بشرتهم أما إذا كانت أزمة ظهور التجاعيد هي السمة المميزة، فسوف تصاب البشرة بهذه العلامات بصورة مبكرة.
بالرغم من ذلك، يجب عدم الإعتماد على هذا الأمر بشكل رئيسي لأن تواجد الكولاجين داخل الجسم يمكن أن يعتمد على النظام الغذائي وأنماط الحياة والبيئة وما إلى ذلك.