يلعب روتين الحصول على قسط كاف من النوم ليلا دورا مهما في دعم عملية النمو البدني والفكري للأطفال. بالرغم من ذلك، فمن الوارد مع الأطفال الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) أن تصبح فترات النوم لديهم مليئة بالمتاعب والعراقيل. لهذا الأمر، قررنا أن نقوم اليوم بالتعرف على أهم 5 أنواع من اضطرابات النوم التي من الوارد أن تصيب أطفال فرط الحركة ونقص الانتباه، وكيف يتم التغلب على هذه الاضطرابات بشكل فعال؟
5 مشاكل في النوم يعاني منها الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه
المشكلة 1: صعوبة الخلود إلى النوم
صعوبة الخلود إلى النوم
يعاني العديد من الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه من صعوبة الخلود إلى النوم حيث يحدث هذا الأمر بسبب قيامهم بتشتيت انتباههم نحو العديد من المؤثرات مثل طلب الماء باستمرار، والرغبة في الذهاب إلى المرحاض بشكل دائم ومستمر أو القيام بطرح بعض الأسئلة الواردة على الذهن لتأخير وقت النوم، بالإضافة إلى قيام البعض منهم بالحركة المستمرة، والضرب بأطرافهم على السرير وعدم التمكن من الاستلقاء في الوضع ساكنا.
إلى جانب هذا، فمن الوارد أن تؤدي عادة الذهاب إلى الفراش في وقت متأخر من الليل إلى عدم حصول الأطفال على الوقت الكافي للراحة، مما يعطل هذا الأمر من إيقاعهم اليومي الطبيعي.
الجدير بالذكر، أنه على المدى الطويل، سوف يشعر الأطفال بالتعب بكل سهولة في الصباح، ومن ثم فقدان قدراتهم على التركيز في العوامل الدراسية حيث المعاناة من الكسل والخمول وعدم القدرة على إنجاز المهام. بالإضافة إلى إمكانية التعرض للكثير من مشاعر الإثارة والغضب والتقليل من قدرة الأطفال على تنظيم العواطف.
المشكلة 2: معاناة الأطفال من الخوف والذعر
معاناة الأطفال من الخوف والذعر
غالبا ما يعاني أطفال فرط الحركة وتشتيت الإنتباه من ظاهرة الثرثرة والخوف والذعر في الليل مما يترتب على هذا الأمر خلق الكثير من العراقيل خلال فترات النوم هذه، وبناء عليه يصاب الجهاز العصبي بحالة من قلة المرونة، مما يؤثر هذا على نشاط هرمونات النمو بشكل خاص على الأطفال الذين هم في سن النمو البدني.
إقرأ أيضا: اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة والنشاط لدى البالغين
المشكلة 3: استيقاظ الأطفال في منتصف الليل وصعوبة النوم مرة أخرى
استيقاظ الأطفال في منتصف الليل وصعوبة النوم مرة أخرى
غالبا ما يستيقظ أطفال فرط الحركة ونقص الإنتباه في منتصف الليل، ويقومون بالتجول في المنزل، ويضيئون الأنوار، ويطلبون من والديهم النوم معهم حتى قد يصل الأمر إلى مطالبتهم بمشاهدة هواتفهم أو تشغيل التلفاز والجلوس أمامه.
الجدير بالذكر، أن بعد التعرض لأزمة الاستيقاظ هذه، فقد يستغرق الأمر من 30 دقيقة إلى ساعات قبل أن يتمكن الطفل من النوم مرة أخرى أو لا يستطيع أن يعاود النوم على الإطلاق.
بوجه عام، يؤدي أمر الاستيقاظ فجأة إلى تعطيل دورة النوم، مما يؤدي ذلك إلى التأثير على قدرة تذكر المعلومات المستفادة وتعلمها وتعزيزها. إلى جانب هذا، فمن الوارد أن يقع الأطفال في حالة من الخمول ونقص الطاقة ويكونون عرضة للنعاس طوال فترات النهار ولكنهم لا يستطيعون تعويضه بسبب الشكوى من اضطرابات في الجهاز العصبي.
المشكلة 4: استيقاظ الأطفال مبكرا وسرعة الإنفعال
استيقاظ الأطفال مبكرا وسرعة الإنفعال
يستيقظ الأطفال الذي يشكو ذويهم من أزمة فرط الحركة وتشتيت الإنتباه في أغلب الأوقات باكرا بداية من الساعة الـ 5 إلى 6 صباحا على الرغم من أنهم ناموا في وقت متأخر جدا.
الجدير بالذكر أنه بعد الاستيقاظ، غالبا ما يشكو الأطفال من مشاعر التعب أو عدم الراحة أو يرفضون النهوض من السرير أو يتفاعلون بشكل سلبي عند استدعاؤهم، بالإضافة إلى إمكانية معاناة البعض منهم من الغضب والتهيج وصعوبة التعاون ولا يريدون تناول وجبة الإفطار.
يجب العلم أن دورات النوم غير الكافية قد تتسبب في معاناة الأطفال من الحرمان المتراكم من النوم الصحي، مما يؤثر هذا الأمر على وظائف المخ، والقدرة على التحكم في الانفعالات والتخطيط وحل المشكلات، وضعف الأداء الأكاديمي، والمعاناة من السلوك المتمرد أو فقدان الثقة.
المشكلة 5: العزوف عن أخذ فترة القيلولة
العزوف عن أخذ فترة القيلولة
على الرغم من قيام أطفال فرط الحركة وتشتيت الإنتباه من الشكوى من التعب والإرهاق خاصة بعد القدوم من يوم دراسي حافل والإستيقاظ باكرا، إلا أنهم لا يرغبون على الإطلاق في أخذ فترات قيلولة وهذا لأن الجهاز العصبي لديهم يكون دائما في حالة يقظة مزيفة.
يترتب على أزمة قلة الحصول على فترات النوم في خلال الليل وأثناء النهار حدوث حالة من فقدان السيطرة السلوكية على الأطفال بشكل ملحوظ أكثر.
طرق لمساعدة أطفال فرط الحركة ونقص الانتباه في تحسين فترات النوم لديهم
طرق لمساعدة أطفال فرط الحركة ونقص الانتباه في تحسين فترات النوم لديهم
من الهام جدا معرفة، أنه عند الرغبة في تحسين النوم للأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، فلا يمكن للوالدين الاعتماد على مقياس واحد فقط حيث يجب أن يتم الجمع بين بعض الحلول الفعالة مثل تعديلات أنماط الحياة وتلقي التغذية المناسبة والحصول على الدعم من المنتجات الآمنة المدروسة جيدا.
بوجه عام، سنقوم فيما يلي بذكر بعض التدابير الفعالة لتحسين نوم الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والتي يمكن للوالدين الرجوع إليها:
– تحديد وقتا علميا للنوم والاستيقاظ حتى في عطلات نهاية الأسبوع.
– تجنب التعرض للضوء الأزرق والأنشطة المحفزة للعقل قبل النوم مثل مشاهدة التلفزيون وممارسة الألعاب وما إلى ذلك.
– زيادة أداء الأطفال للتمارين النهارية المعتدلة للعمل على إطلاق الطاقة الزائدة وتدعم الجهاز العصبي الأكثر استقرارا في المساء.
– التركيز على التغذية لدعم الجهاز العصبي حيث يتم إجراء هذا من خلال تناول أطعمة التورين والمغنيسيوم وفيتامين ب 6 وسكسينات الصوديوم وحمض الفوليك والإنزيم المساعد Q10، وهذا لدعم التنظيم العصبي ومن ثم الحصول على فترات نوم جيدة.
– إمكانية تناول بعض المشروبات العشبية الدافئة مثل البابونج والينسون والشمر قبل نوم الطفل بفترة زمنية مناسبة حيث ينصح أن تتراوح من 2-3 ساعات لتجنب الإستيقاظ كثيرا ليلا للتبول.