في حياتنا الحديثة، أصبحت الهواتف الذكية شيئا لا ينفصل عن كثير من الناس حتى قد وصل الأمر إلى اصطحاب هذه الهواتف إلى المرحاض، ولم لا! فقد وصل روتين الإستخدام هنا إلى أزمة الإدمان وعدم القدرة على التخلي، فبالرغم من هذا الفعل قد يبدو غير ضار إلا أنه يمكن أن يسبب سلسلة من الآثار الصحية السلبية، ومن هنا فقد قررنا أن نتحدث اليوم على ما هي أضرار استخدام الهاتف المحمول داخل المرحاض؟ وهذا لمحاولة التوقف عن هذه العادة السيئة.
ما هي عواقب استخدام الهاتف المحمول داخل المرحاض؟
1) زيادة مخاطر الإصابة بالبواسير
زيادة مخاطر الإصابة بالبواسير
من أكثر الأضرار وضوحا وشيوعا عند الجلوس لفترة طويلة في المرحاض هي حدوث الإصابة بأزمة البواسير.
على سبيل التوضيح، وعند الجلوس على المرحاض لمدة زمنية زائدة عند الحد حتى لو لم تتم عملية الدفع، فسوف تصبح فتحة الشرج والمستقيم تحت ضغط وزن الجسم، مما يؤدي هذا إلى ضغط الأوردة في هذه المنطقة وتوسعها بشكل غير طبيعي، ومن هنا تحدث حالة تكون البواسير الداخلية أو الخارجية تدريجيا.
من الهام معرفة، أن أزمة البواسير المرضية لا تسبب آلاما مزعجة وحكة ونزيف عند التغوط فقط، بل يمتد الوضع إلى التأثير على نوعية الحياة بشكل عام أما بالنسبة للنساء بعد الولادة، فمن المرجح أن تتفاقم هذه الحالة لأن عضلات قاع الحوض تصبح ضعيفة وبشكل ملحوظ.
2) ضعف كفاءة المسالك البولية
ضعف كفاءة المسالك البولية
تؤدي عادة استخدام الهاتف المحمول أثناء الذهاب إلى المرحاض إلى تشتيت انتباه الكثير من الناس عن ممارسة آلية التخلص من الفضلات والسموم بشكل سليم، مما يترتب على ذلك حدوث العديد من العواقب الصحية الضارة والطويلة المدى.
يجب العلم، أنه في حال عدم الاستماع إلى إشارات الجسم، فقد يحتفظ المستخدمون بالبول دون وعي، أو يقمون بكبح حركات الأمعاء، أو يجلسون لفترة زمنية طويلة ولكنهم يدفعون بشكل غير صحيح، مما يترتب على ذلك حدوث الإصابة بالإمساك المزمن أو احتباس البول – وهما اضطرابان شائعان وخاصة لدى النساء في منتصف العمر والأشخاص الذين يعانون من أنماط حياة مستقرة.
3) زيادة فرص الإصابة بالعدوى
زيادة فرص الإصابة بالعدوى
مما لا شك فيه، أن الهاتف الذي يتم اصطحابه إلى المرحاض يمكن أن يكون أكثر اتساخا وحاملا للكثير من الميكروبات والجراثيم والفيروسات وهذا بسبب تواجده في بيئة رطبة لجميع هذه العوامل.
بناء على هذا، فمن الوارد أن تحمل الهواتف المتواجده في هذا المكان العديد من البكتيريا مثل الإشريكية القولونية والسالمونيلا والمكورات العنقودية الذهبية والتي تتواجد على سطح الجهاز، وعند القيام بلمسه ومن ثم لمس الوجه أو الفم، فسوف تزداد مخاطر العدوى.
يعد هذا الأمر خطير بشكل خاص مع مرضى ضعف المناعة أو مع النساء الحوامل أو خلال فترات الحيض أو أثناء الأوقات التي يكون فيها جهاز المناعة أكثر ضعفا، فالجدير بالذكر أن هذا الوضع لا يسبب الإسهال والتهاب المسالك البولية فقط، بل يؤثر أيضا على نشر البكتيريا من المرحاض إلى الأقارب والبيئة المعيشية المحيطة.
4) ضعف عضلات قاع الحوض
ضعف عضلات قاع الحوض
يؤدي الجلوس على المرحاض لفترة طويلة إلى تمدد عضلات قاع الحوض حيث يعد هذا هو الجزء الذي يدعم الرحم والمثانة والمستقيم بشكل دوري مستمر.
من الهام معرفة، أنه مع مرور الوقت سوف يؤدي هذا إلى إضعاف النظام الذي يدعم أعضاء الحوض، مما يترتب على ذلك تدلي الحوض والمثانة وحدوث أزمة هبوط الرحم، فالجدير بالذكر أن جميع هذه الأمراض شائعة وخاصة لدى النساء اللواتي ولدن أو كبار السن.
يجب العلم، أن عواقب هذه الظاهرة هي الشكوى من سلس البول عند السعال والضحك والجري والقفز أو الشعور بالثقل في أسفل البطن أو حتى الاضطرار إلى إجراء عملية جراحية لإعادة التأهيل، ومن هنا يمكننا القول بأن الكثير من الناس لا يدركون أن العادات الصغيرة هذه هي السبب الصامت للعديد من المضاعفات الرئيسية.
5) الشكوى من آلام الظهر والرقبة
الشكوى من آلام الظهر والرقبة
ضرر آخر ملحوظ لهذه العادة السيئة يتمثل في المعاناة من آلام الرقبة، والكتف، والرقبة خاصة لدى الأشخاص الذين غالبا ما يحافظون على رؤوسهم منخفضة وينظرون إلى هواتفهم لفترات طويلة من الزمن.
الجدير بالذكر، أن هذه النوعية من الوضعيات والتي تتمثل في الرأس المنخفضة والظهر المنحني تمثل ضغطا غير متوازن على العمود الفقري العنقي وأسفل الظهر.
بمرور الوقت، يمكن أن تؤدي هذه الحالة إلى داء الفقار العنقي أو آلام الظهر المزمنة أو اضطرابات الوضعية أو حتى تكوين الحدب أما بالنسبة للنساء اللواتي غالبا ما يحملن أحمالا ثقيلة أو يلدن، فإن الجهاز العضلي الهيكلي الضعيف بالفعل يكون أكثر عرضة لهذه المخاطر نتيجة ضعف حالته الصحية.
ما هي النصيحة الطبية المقدمة من جانب الأطباء تجاه هذا الأمر؟
ما هي النصيحة الطبية المقدمة من جانب الأطباء تجاه هذا الأمر؟
- تجنب الجلوس في المرحاض لأكثر من 5 دقائق.
- عند الدخول بالهاتف مطلقا إلى المرحاض أما إذا كان حملها إلزاميا، فيجب تنظيف الجهاز بانتظام بمحلول مضاد للبكتيريا.
- الذهاب إلى المرحاض في الوقت المناسب وعند الطلب، والبعد تماما عن عادة الإمساك بالبول أو تجنب التغوط أو محاولة إجبار نفسك على الذهاب إلى المرحاض خاصة عندما لا يكون ذلك ضروريا حقا.
- أداء بعض التمرينات الصحية والمفيدة لقاع الحوض، وخاصة تمارين كيجل، لمنع خطر تدلي أعضاء الحوض وسلس البول.
- الحفاظ على عادات النظافة الجيدة والتي تتمثل في غسل اليدين بالصابون والماء النظيف بعد الذهاب إلى المرحاض،وهذا لتجنب انتقال تلوث البكتيريا من المرحاض إلى البيئة المعيشية، ومن ثم وقاية جميع افراد الأسرة.