تأتي على مسامعنا العديد والكثير من أنواع الأورام السرطانية التي من الوارد أن يتعرض البعض منا لمخاطر الإصابة بها، ولكن قد تتواجد بعض الأنواع الغريبة على آذاننا لندرتها مثل سرطان الغدة الصعترية والذي غالبا ما تكون أعراضه صامتة ويسهل التغافل عنها. الجدير بالذكر، أن آلية الاكتشاف المبكر والعلاج متعدد الوسائط من الأنماط التي تعمل على تحسين تشخيص الحالة المرضية ومن ثم زيادة فرص البقاء على قيد الحياة بشكل كبير. بمزيد من التوضيح، سنتعرف اليوم على ما هو سرطان الغدة الصعترية؟ وأهم أعراضه المرضية وكيف يتم التعامل معه بشكل طبي علاجي؟
سرطان الغدة الصعترية
سرطان الغدة الصعترية
الغدة الصعترية هي عبارة عن عضو صغير يقع خلف القص ويلعب دورا مهما في جهاز المناعة خاصة في مرحلة البلوغ المبكرة.
أما فيما يخص سرطان الغدة الصعترية، فهو يعد أحد أنواع الأورام السرطانية النادرة، والذي يصيب هذه الغدة بشكل قاسي وشرس، فعلى الرغم من أن هذا الورم السرطاني لا يمثل سوى نسبة صغيرة جدا من إجمالي أنواع السرطان، إلا أن له خصائص فريدة تؤثر بشكل كبير على صحة المريض خاصة إذا لم يتم اكتشافه وعلاجه في الوقت المناسب.
خصائص وتصنيف سرطان الغدة الصعترية
خصائص وتصنيف سرطان الغدة الصعترية
بشكل رئيسي يتكون سرطان الغدة الصعترية من مجموعتين رئيسيتين آلا وهما الورم الزعتري وسرطان الغدة الصعترية.
على وجه التحديد يعد ورم الزعتر هو النوع الأكثر شيوعا، والذي يمكن أن يتطور ببطء ويكون أقل ضررا وخباثة عن سرطان الغدة الصعترية شديد التوغل ذات القدرة على الانتشار لمسافة أبعد وله تشخيص أسوأ.
وفقا للتصنيف الحديث، فينقسم ورم الغدة الزعترية إلى العديد من المجموعات الفرعية مثل A و AB و B1 و B2 و B3، فمن الهام معرفة أن لكل مجموعة خصائص نسيجية مختلفة، والتي تؤثر بشكل مباشر على استراتيجيات العلاج والتشخيص.
يشمل سرطان الغدة الصعترية أيضا العديد من الأشكال النادرة، بما في ذلك السرطان الحرشفية أو السرطان الكيسي الغداني.
إقرأ أيضا: لماذا ينتقل سرطان الرئة في كثير من الأحيان إلى الدماغ؟
الأعراض الشائعة لسرطان الغدة الصعترية
الأعراض الشائعة لسرطان الغدة الصعترية
يجب العلم، أن أصعب نقطة في تشخيص سرطان الغدة الصعترية هي أن المرض غالبا ما لا يكون له أعراض واضحة في المراحل المبكرة حيث يتم اكتشاف العديد من الحالات بالصدفة فقط من خلال الأشعة السينية على الصدر أو الأشعة المقطعية أثناء فحوصات الصحة العامة.
الجدير بالذكر أن بعض الأعراض قد تتمثل في الآتي:
- آلام خفيفه أو مستمره في الصدر.
- السعال الجاف وضيق التنفس بسبب ضغط الورم على القصبة الهوائية.
- الشعور بالثقل في الصدر والتعب.
- تتمثل المظاهر المتعلقة بالوهن العضلي الوبيل ضعف العضلات وتدلي الجفون وصعوبة البلع.
- مع تقدم هذه الحالة المرضية، فقد تظهر علامات مرضية أخرى أكثر قسوه مثل متلازمة الوريد الأجوف العلوي، مما يتسبب ذلك في ظهور وذمة الوجه والرقبة والأطراف العلوية.
الآلية السليمة لتشخيص سرطان الغدة الصعترية
الآلية السليمة لتشخيص سرطان الغدة الصعترية
بسبب الأعراض السريرية الغير واضحة، فيمكننا الخلط بكل سهولة بين سرطان الغدة الصعترية وأورام المنصف الأخرى مثل سرطان الغدد الليمفاوية أو أورام الخلايا الجرثومية أو خراجات الغدة الدرقية في غير محلها.
لذا، وعند الرغبة في إجراء تشخيص دقيق، غالبا ما يتعين على الأطباء الجمع بين عدة طرق والتي تتمثل في الآتي:
– التصوير التشخيصي: يساعد التصوير المقطعي المحوسب للصدر أو التصوير بالرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني في تحديد موقع التوغل للورم وحجمه ومداه.
– خزعة الأنسجة: يتم في هذه الآونة آخذ عينة من الورم لتحليلها تحت المجهر.
– الكيمياء المناعية: مع هذا النمط التشخيصي ييتم تحديد بدقة نوع الخلية، ويتم التفريق ما بين الورم الزعتري عن سرطان الغدة الصعترية.
من الهام معرفة، أن التشخيص الصحيح لعلم الأنسجة المرضي هو المفتاح لابتكار نظام العلاج الأمثل لهذه النوعية من الأورام السرطانية.
الأنماط العلاجية للتغلب على سرطان الغدة الصعترية
الأنماط العلاجية للتغلب على سرطان الغدة الصعترية
يتطلب علاج سرطان الغدة الصعترية مزيجا متعدد التخصصات، بما في ذلك الجراحة والعلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي، فعلى سبيل التوضيح يتم تحقيق هذا الأمر من خلال الخطوات التالية:
1) الجراحة
تعد هذه الطريقة هي الأكثر أهمية مع هذه النوعية من الأورام السرطانية خاصة عندما يكون الورم موضعيا حيث تقلل الجراحة لإزالة الغدة الصعترية والورم بالكامل من مخاطر الإصابة بتكرارها أما في حال وجود ورم غازي، فقد يجمع الطبيب المعالج بين إزالة الغدة وجزء من الأنسجة المجاورة.
2) العلاج الإشعاعي
عادة ما يشار إلى هذه النوعية العلاجية بعد الجراحة خاصة مع الحالات التي يكون فيها الورم كبيرا أو لم يتم إزالته بالكامل، فالجدير بالذكر أن هذا الأمر يساعد في تقليل مخاطر التكرار الموضعي.
3) العلاج الكيميائي
تنطبق هذه النوعية من العلاج على المرضى الذين هم في مرحلة من الجراحة المتقدمة أو الغير مؤهلين لخوض تجربة الجراحة حيث يمكن للبروتوكولات المنسقة للعلاج الكيميائي أن تعمل على تقليل حجم الورم، مما يسهل التدخل الجراحي لاحقا.
4) العلاج الداعم الحديث
قد يحتاج بعض المرضى إلى إتباع آلية علاج الوهن العضلي الوبيل جنبا إلى جنب مع علاج السرطان حيث تقوم بعض الدراسات الجديدة في البحث عن العلاج الموجه والمناعي، مما يترتب على ذلك تحسين التشخيص في المستقبل.