في حال التعرض للإصابة بأزمة تجلط الأوردة العميقة، فيجب العلم أن هذا الوضع المرضي خطير للغاية لأنه من الوارد أن تتسبب جلطة دموية بالوريد في حدوث حالة من الانفجار ومن ثم تدفق الدم وتباعا التعرض لانسداد في الشريان الرئوي، والذي يعرف أيضا باسم الانسداد الرئوي. بمزيد من التوضيح، سنقوم اليوم بالحديث على أزمة تجلط الأوعية الدموية وما هي أهم المخاطر الصحية التي تصيب الجسم عند الإصابة بها؟.
تجلط الأوردة العميقة

تجلط الأوردة العميقة
تحدث أزمة تجلط الأوردة العميقة عندما تتشكل جلطة دموية في واحد أو أكثر من الأوردة في أعماق الجسم، والتي عادة ما تكون في الساقين، مما يتسبب هذا الأمر في انسداد الوريد، بالإضافة إلى إمكانية حدوث آلاما أو تورما في الساقين، ولكن من الممكن أيضا أن تكون هذه الأزمة الصحية بدون أي أعراض مرضية.
من الهام معرفة، أنه من الممكن أن تتطور أزمة تجلط الأوردة العميقة خاصة إذا كان الشخص يعاني من ظروف تساعد على هذا الأمر مثل السكون لفترات زمنية طويلة بعد إجراء التدخلات الجراحية أو بسبب التعرض لحادث أو عند الاستلقاء على السرير بشكل دوري متكرر في حالة من الخمول.
بوجه عام، تعد أزمة تجلط الأوردة العميقة خطيرة لأن الجلطة الدموية التي تصيب الوريد يمكن أن تنكسر وتتبع مجرى الدم وتسبب انسدادا في الشريان الرئوي.
مظاهر تجلط الأوردة العميقة

مظاهر تجلط الأوردة العميقة
قد تشمل علامات وأعراض تجلط الأوردة العميقة ما يلي:
- ظهور حالة من التورم في الساقين مع تجلط الدم الوريدي حيث يجب الآخذ في عين الإعتبار أنه نادرا ما يظهر التورم هذا في الساقين معا.
- المعاناة من آلام في الساق مع تجلط الدم حيث يبدأ الألم عادة في ربلة الساق ويمكن أن يتم الشعور بالتشنج أو الألم.
- احمرار أو تغير لون الجلد على الساقين مع الإصابة بجلطات دموية.
- تواجد إحساس أكثر سخونة في الساقين مع انسداد الأوردة.
يجب العلم، أنه من الممكن أن تحدث أزمة تجلط الأوردة العميقة دون أعراض، بالإضافة إلى أن درجة ظهور المرض تعتمد أيضا على موقع ومدى انتشار التخثر الوريدي.
إقرأ أيضا: 5 عادات سيئة تسبب تكون الجلطات في الأوعية الدموية
المضاعفات الخطيرة لتجلط الأوردة العميقة
أولا: الانسداد الرئوي

الانسداد الرئوي
من المضاعفات الخطيرة التي تهدد الحياة المرتبطة بتجلط الأوردة العميقة يمكننا أن نقوم بالحديث عن الانسداد الرئوي.
تحدث هذه النوعية من المضاعفات عندما يتم انسداد الأوعية الدموية في الرئتين بسبب الإصابة بجلطة دموية (تجلط الدم)، وتشمل علامات الانسداد الرئوي وأعراضه ما يلي:
- ضيق التنفس المفاجئ والشديد.
- آلام شديدة في الصدر وتزداد مع التنفس العميق أو السعال.
- الإغماء أو الشعور بالدوار.
- سعال الدم.
ثانيا: متلازمة ما بعد التخثر

متلازمة ما بعد التخثر
من المضاعفات الشائعة التي يمكن أن تحدث بعد تجلط الأوردة العميقة هي حدوث حالة من تلف الوريد الناجم عن جلطة دموية تعطل عمل الدورة الدموية الوريدية وتسبب ضعف هذه الأوردة، مما قد يسبب:
- ظهور تورمات ووذمات مستمرة في الساق.
- المعاناة من آلام في الساق وتشنجات.
- حدوث حالة من التغيرات التي تصيب لون البشرة.
- تقرحات الجلد.
طرق علاج تجلط الأوردة العميقة
تهدف الآلية العلاجية المتبعة للتغلب على أزمة تجلط الأوردة العميقة إلى غرضين آلا وهما منع الجلطة من أن تصبح أكبر ومن التعرض للتمزق مما يتسبب هذا في حدوث انسداد رئوي وتباعا يقلل من فرصة حدوث تجلط الأوردة العميقة مرة أخرى.
على سبيل التوضيح، تشمل العلاجات الشائعة ما يلي:
1- تناول مضادات التخثر

تناول مضادات التخثر
تعد هذه النوعية من الأدوية هي أحد أهم العناصر الدوائية التي تقلل من تعرض الجسم لمخاطر التجلط، فهي لا تعمل على تكسير جلطات الدم الموجودة، ولكنها تعمل على أن تمنع جلطات الدم من أن تصبح أكبر وتقلل من مخاطر تكون المزيد من جلطات الدم.
يمكن إعطاء هذه النوعية من الأدوية عن طريق الحقن تحت الجلد أو عن طريق الوريد. على سبيل التوضيح، عادة ما يتم إعطاء الهيبارين عن طريق الوريد أما فيما يخص حقن مميعات الدم الأخرى مثل إينوكسابارين (لوفينوكس) وفوندابارينوكس (أريكسترا) فيتم الحصول عليها تحت الجلد.
إلى جانب هذا، فتتمثل بعض أدوية مضادات التخثر التي يتم تناولها عن طريق الفم في أسينوكومارول (سينتروم- أسيرونكو)، والوارفارين (الكومادين). يجب العلم، أن مدة العلاج تعتمد على شدة المرض حيث يجب استخدامها وفقا لتعليمات الطبيب لأن شرب الكثير أو القليل جدا يمكن أن يسبب آثارا جانبية وصحية خطيرة.
من الهام أيضا معرفة، أنه إذا كان المريض يتناول مضادات التخثر المقاومة لفيتامين K، فستكون هناك حاجة إلى إجراء اختبارات دم دورية للتحقق مما إذا كان مؤشر PT-INR بين الـ 2.0 و 3.0.
2- جوارب الضغط

جوارب الضغط
للمساعدة في التغلب على الوذمة المرتبطة بتجلط الأوردة العميقة، فسوف يتم اللجوء إلى ارتداء جوارب الضغط بداية من إصبع القدم إلى أعلى موقع للتخثر الوريدي في الساق.
الجدير بالذكر، أن هذا الضغط يساعد في تقليل ركود الدم بالساقين ويقلل من مخاطر تكون جلطات الدم أما فيما يتعلق بطريقة الإرتداء فهي تتمثل في ارتداء هذه الجوارب خلال فترات النهار، وخلعها عند الاستلقاء على السرير لمدة عامين على الأقل.
