في عالم المكملات الغذائية والمعادن الهامة والصحية للجسم يعد المغنيسيوم من أهم المعادن الأساسية التي يحتاج إليها البدن بصورة كبيرة وهذا للعمل على أداء بعض الوظائف البيولوجية الهامة، ولكن إذا تم استهلاك مكملات المغنيسيوم هذه بشكل غير صحيح، فلن تستطيع أن تحقق النتائج المرجوة والمفيدة للجسم وخاصة عند تناولها مع بعض من المكملات الغذائية الأخرى. لهذا الأمر قررنا أن نتحدث اليوم على أهم أسباب عدم تناول مكملات المغنيسيوم مع مكملات الكالسيوم والزنك والحديد، وهذا حتى نكون على علم ودراية بها.
أسباب عدم تناول مكملات المغنيسيوم مع مكملات الكالسيوم
عند الحديث عن عنصري المغنيسيوم والكالسيوم، فمن الواجب علينا معرفة أنهم من أهم المعادن الأساسية التي غالبا ما يوصى بهما للحفاظ على صحة العظام، ولكنهما من الممكن أن يتنافسا على الامتصاص الذي يحدث في الجسم، وهذا لأنهما يشتركان في مسارات الامتصاص بالأمعاء، مما ينتج على هذا الأمر حدوث حالة تنافسية خاصة إذا تم تناولهما في نفس الوقت.
يجب العلم أنه عندما يحدث هذا الأمر، فإنه يقلل من امتصاص واستخدام كل معدن، مما يترتب على هذا الأمر عدم الحصول على الفوائد الكاملة لهذه النوعية من المكملات ، مما يؤدي إلى حدوث حالة من القصور وخاصة مع مرور الوقت.
بالإضافة إلى ذلك، يؤثر الكالسيوم على كيفية استخدام المغنيسيوم في الخلايا، خاصة فيما يتعلق بوظيفته في الإنزيمات واسترخاء العضلات. لذلك، وعند تفاعل هذه المكملات مع بعضها البعض وبالأخص عند تناولها في نفس الوقت، فمن الممكن أن يتسبب هذا الأمر في حدوث حالة من التشنجات، والتعب، والأرق، وهذا لأن المغنيسيوم هو مرخي طبيعي للعضلات ويلعب دورا مهما في تهدئة الجهاز العصبي.
لذا، وعند الرغبة في تقليل هذا الخطر، فيوصى بضرورة تناول مكملات الكالسيوم والمغنيسيوم بفارق زمني كبير.
إقرأ أيضا: ما هو الوقت المناسب لتناول مكملات المغنيسيوم؟
أسباب عدم تناول مكملات المغنيسيوم مع مكملات الزنك
يعد الزنك من أهم المعادن المعنية بالحفاظ على الوظيفة المناعة داخل الجسم، وتخليق البروتين، والمساعدة على التئام الجروح ، ولكن يمكن أن يتداخل هذا العنصر مع امتصاص المغنيسيوم وخاصة عند تناوله بجرعات عالية.
مثل الكالسيوم، يتم إستخدام الزنك بنفس طريقة الإمتصاص داخل الأمعاء، مما يعني أنه يمكن أن يتنافس هذا العنصر إذا تم تناوله في نفس الوقت مع المغنيسيوم وخاصة إذا كان تركيز الزنك مرتفعا جدا حيث من الوارد أن يمنع امتصاص المغنيسيوم ويقلل من فوائده على صحة الجسم.
يمكن أن تؤدي مستويات الزنك المرتفعة أيضا إلى تعطيل توازن المعادن الأخرى في الجسم، وخاصة المغنيسيوم والنحاس، فالجدير بالذكر أن عنصري الزنك والنحاس لهما علاقة عدائية، أي أن الزنك الزائد يمكن أن يؤدي إلى نقص النحاس، والذي بدوره يمكن أن يؤثر على توازن المغنيسيوم.
من هنا يمكننا القول، بأن هذا هو السبب في أنه من الواجب علينا أن نحد من أمر تناول مكملات الزنك عند تناول المغنيسيوم خاصة إذا كنا نتناوله بجرعات عالية. لذا، وعند الرغبة في منع الاختلالات المعدنية، فينصح بأهمية التفكير في تناول هذه المكملات في أوقات مختلفة من اليوم أو استشارة أخصائي الصحة أو التغذية لتحديد التوازن الصحيح لاحتياجات الفرد.
أسباب عدم تناول مكملات المغنيسيوم مع مكملات الحديد
يعتبر الحديد معدن مهم جدا لصحة الجسم، وهذا لدوره الفعال في عملية إنتاج الهيموجلوبين ، والذي يدعم صحة المناعة ، ولكن يمكن أن يمنع امتصاص المغنيسيوم خاصة عند تناوله في نفس الوقت، فالجدير بالذكر أن كل من المغنيسيوم والحديد يحتاجان إلى نفس آلية النقل في الأمعاء ليتم امتصاصهما، مما يؤدي هذا الأمر إلى المنافسة داخل الجسم خاصة إذا تم تناولهما معا.
على سبيل التوضيح، فقد أظهرت الدراسات المعنية بهذا الأمر أن الحديد يمكن أن يضعف امتصاص المغنيسيوم في الأمعاء، خاصة عند تناوله بجرعات عالية، فمن الهام معرفة أن أمر تفاعل الحديد مع المغنيسيوم لا يتوقف عند الامتصاص حيث يمكن أن يزيد الحديد الزائد أيضا من الإجهاد التأكسدي في الجسم، مما قد يعطل دور المغنيسيوم في الحفاظ على الصحة الخلوية.
بالإضافة إلى ذلك، فغالبا ما توصف مكملات الحديد لبعض الحالات المرضية مثل فقر الدم حيث يكون تحسين الامتصاص ضروريا في هذه الأوقات. لذلك، يمكن أن يؤثر أمر تناول المغنيسيوم مع الحديد على فاعلية العلاج بالحديد وكذلك التقليل من امتصاص المغنيسيوم ، مما يؤدي إلى نقص كلا المعدنين.
بالنسبة لأولئك الذين يحتاجون إلى كل من هذه المكملات في آن زمني واحد، فمن المستحسن عموما تناول الحديد في الصباح والمغنيسيوم في المساء، أو الأفضل من ذلك أن يتم هذا الأمر تحت إشراف طبي قادم من المختصين.