ظاهرة إحتباس السوائل في تجويف الرحم تعد إحدى الظواهر الشائعة التي من الوارد أن تصاب بها النساء الحوامل الجدد حيث يحدث هذا اعتمادا على الحالة الخاصة بكل سيدة، فيجب معرفة أن هذه الظاهرة قد تؤدي إلى الخطر أو يمر الأمر مرور الكرام لا يحمل بداخله أي مشاكل صحية. في العموم جئنا اليوم لكي نقوم بمعرفة كل ما يخص أمر إحتباس السوائل في تجويف الرحم وكيف يتم التعامل معه طبيا إذا لزم الأمر؟
ماذا نعني بأمر إحتباس السوائل داخل الرحم؟
عندما تمر المرأة بمرحلة الولادة أو تتعرض للإجهاض، يتم خروج جزء من المخاط (الإفرازات) والمشيمة مع خروج الطفل. ولكن في حالة عدم خروج هذه السوائل بشكل كامل، فسوف يتم التخلص منها تدريجيا من قبل الجسم، وهذا من خلال القناة المهبلية بعد الولادة وعلى مدى فترة من الزمن حيث تعد هذه ظاهرة طبيعية ستواجهها كل امرأة حامل.
ما هو تكوين السوائل في تجويف الرحم؟
- الدم
- السائل الأمنيوسي
- الأنسجة المخاطية في الرحم
- البكتيريا والكائنات الحية الدقيقة
- أغشية الحمل المتبقية
- مخاط عنق الرحم
فالجدير بالذكر أنه عندما يتم حظر هذه السوائل داخل الرحم، فقد تسمى هذه الظاهرة بـ احتباس السوائل، أو إغلاق السوائل.
ما هي أعراض احتباس السوائل في تجويف الرحم؟
إذا كانت المرأة في حالتها الصحية الطبيعية، فعادة ما يتم إفراز السائل في 3 مراحل رئيسية، ففي المراحل المبكرة يكون الإفراز بشكل أساسي عبارة عن دم وبصورة وفيرة أما من خلال المرحلة الـ 2 والـ 3 وفي حالة تعافي الرحم، فسوف يقوم الجسم بإفراز كمية أقل من السوائل وسيتغير الإفراز أيضا من اللون الأحمر والبني إلى الأصفر والأبيض.
سيستغرق التخلص من هذه السوائل معدل زمني يتراوح من 2-4 أسابيع وبحد أقصى 45 يوما. ومع ذلك قد تعاني بعض الحالات من حالة ركود السوائل في الرحم (احتباس السوائل في تجويف الرحم) ممايؤدي هذا إلى حدوث بعض المضاعفات الخطيرة إذا لم يتم علاج هذه المشكلة على الفور. لذلك، تحتاج النساء دائما للإنتباه إلى بعض العلامات مثل:
- تفريغ الرائحة.
- آلام البطن لعدة أيام.
- الإرتفاع اامستمر في درجة الحرارة لأكثر من 37.8 درجة مئوية.
- لا يوجد تفريغ مرئي أو ذو نسبة قليلة جدا.
- ظهور كتل صلبة في بطن المرأة فعند الضغط عليها تظهر بوضوح شديد.
- النزيف الشديد المستمر مع تواجد التجلطات الدموية الكبيرة.
إقرأ أيضا: ظواهر ما بعد الإجهاض وتأثيرها على صحة المرأة
ما هي أسباب احتباس السوائل في تجويف الرحم؟
في ظل الظروف العادية، سوف يحدث لرحم المرأة أثناء الحمل إنتفاخ. لذلك عندما يولد الطفل يستمر هذا الجزء من الرحم كبيرا ولكن مرور الوقت سوف يحدث له حالة من التقلص والإنكماش، فبفضل عملية الانكماش هذه، يتم خروج السوائل المخاطية في الـ3 مراحل التي قمنا بذكرها من قبل.
أما في في حالة احتباس السوائل في تجويف الرحم، فلا تزال صحة المرأة ضعيفة وبالتالي فإن الرحم ينقبض بشكل سيئ، وغير مستقر بعد الولادة، وبالتالي لا يتم إفراز السائل بالكامل. فالجدير بالذكر أن هناك أيضا بعض حالات الحوامل اللائي يخضعن لعملية قيصرية قبل المخاض، ولا يزال الرحم لديهن مغلق، مما يتسبب هذا الأمر في ركود السوائل بالداخل.
ما مدى خطورة احتباس السوائل داخل الرحم؟
على الرغم من أن جميع النساء غير متشابهات في هذا الأمر، ولكن على وجه العموم فإن هذه الإفرازات تنبعث منها رائحة دم الحيض الطبيعية. ويجب العلم أن هذه الإفرازات لن يكون له رائحة كريهة إلا في حالة حدوث بعض أنواع العدوى بسبب إختراق البكتيريا لهذه المنطقة.
في حالة التعرض لبعض أنواع البكتيريا مع احتباس السوائل في الرحم فسوف تتسبب جميع هذه الأمور في حدوث العديد من المضاعفات للنساء مثل اضطرابات تخثر الدم، والنزيف الذي لا يمكن وقفه، والتهابات أمراض النساء وتعريض حياة المرأة بشكل عام للخطر.
كيف نعمل على توقف إحتباس سوائل الرحم؟
إذا ظهرت الأعراض المذكورة أعلاه، فأعلمي عزيزتي أنكِ على الأرجح تعانين من مشكلة احتباس السوائل في تجويف الرحم. لذا فيجب العمل على إجراء الموجات الفوق صوتية في ذلك الوقت حيث يعد هذا من الأمور الضرورية.
يجب العلم أنه على الرغم من أن هذه المنطقة حساسة، إلا أن الأطباء جميعهم على دراية وخبرة بكيفية التعامل مع هذه المشكلة الصحية، لذلك إبتعدي عن التوتر سيدتي، وقومي بإرتداء ملابس بسيطة ومريحة لجعل الفحص أكثر ملاءمة.
توجد حالتان من حالات إحتباس السوائل في الرحم وتتمثل فيما يلي:
أولا: إذا كانت الحالة لا يصاحبها أي نوع من وجود الإلتهابات، فإن العلاج يكون بسيط وسهل للغاية حيث يقوم الطبيب بإعطاء دواء مقلص يتمثل في الحقن أو يتم تناوله عن طريق الفم، وهذا لتعزيز تقلص الرحم ودفع السائل المتبقي للخارج.
ثانيا: إذا عانت المرأة من بعض أنواع العدوى أو غيرها من المشاكل، فإن العلاج هنا يبدو أكثر تعقيدا حيث يقوم الطبيب بإستخدام أدوات لرأب الأوعية الدموية لعنق الرحم ومن ثم حدوث خروج للسوائل ولكن يجب الإنتباه إلى ضرورة تطهير الأدوات جيدا لتجنب التسبب في حدوث بعض الالتهابات الضارة.
بالإضافة إلى ذلك، فمن الممكن أيضا اتخاذ بعض التدابير الداعمة الأخرى لتسريع عملية التعافي بعد الولادة ومنع احتباس السوائل في تجويف الرحم حيث تتمثل في مثل:
- الاستحمام بالماء الدافئ.
- تنظيف المنطقة الحميمة بشكل يومي.
- استخدام فوط الحماية القطنية الكبيرة خلال أول 6 أسابيع بعد الولادة.
- ارتداء الملابس القطنية الناعمة على الجسم.
- ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة جدا التي يتم وصفها من جانب الطبيب المتابع لحالة المرأة الصحية.
بإختصار، يعد أمر احتباس السوائل في تجويف الرحم ليس خطيرا جدا ولكن لا ينبغي تجاهله كعرض هام يجب التعامل معه بشكل صحيح. فعلى الرغم من أن العديد من النساء يرغبن في العودة بسرعة إلى أنشطتهن الطبيعية، إلا أن أجسامهن لا تزال بحاجة للتعافي ويجب التعامل مع الظروف الصحية طبقا لما هي عليه لتجنب حدوث أي مضاعفات صحية خطيرة.ِ