كما هو معروف للجميع أن مرض السكري هو حالة مزمنة تتسم بارتفاع مستوى السكر في الدم وبشكل مستمر.لذا فيعد أمر الحفاظ على مستوى سكر الدم الطبيعي أمرا حاسما لا جدال فيه راغبين من خلاله الحفاظ على صحة الأفراد الذين يعانون من هذا المرض. فالجدي بالذكر أنه من بين المشاكل الصحية التي يمكن أن يواجهها مريض السكري، هي المعاناه من اضطرابات النوم حيث أنها تعد واحدة من الأمور الشائعة التي يعاني منها هؤلاء المرضى. بوجه عام، سوف نناقش في مقالنا اليوم بمزيد من التوضيح علاقة مرضى السكري بإضطرابات النوم وكيف يكون تأثيرها على حياتهم اليومية؟.
إضطرابات النوم ومرض السكري
في هذه الآونة تعد اضطرابات النوم من الأمور المنتشرة بين الكثير من الناس، لكنها تزيد بشكل كبير في حالة الإصابة بمرض السكري. حيث يعاني معظم مرضى السكري من مشاكل في النوم، مثل الأرق والأحلام الكابوسية وتوقف التنفس الليلي. فيجب العلم أن هذه المشاكل ليست فقط غير مريحة بل تؤثر أيضا على نوعية حياة المرضى وقدرتهم على إدارة مرض السكري بشكل سليم وفعال.
أسباب إصابة مريض السكري باضطرابات النوم
هناك العديد من الأسباب المحتملة لإصابة مرضى السكري بإضطرابات النوم، ومنها:
- التغيرات في مستويات الجلوكوز في الدم.
- الاضطرابات النفسية.
- التغيرات في هرمون الأنسولين.
- انقطاع التنفس أثناء النوم.
- الألم المزمن.
- الإرهاق الشديد.
إقرأ أيضا: الصداع كأحد مضاعفات مرض السكري
الأعراض التي تدل على إصابة مريض السكري بإضطرابات النوم
على وجه العموم قد يعانى مرضى السكري من الأعراض التالية التي تدل على حدوث إصابتهم بإضطرابات النوم والتي تتمثل في الآتي:
– الشعور بالأرق خلال فترات الليل حيث يشعر المرضى بعدم القدرة على النوم بشكل جيد، وقد يستيقظون بصورة متكررة خلال هذه الأوقات.
– نتيجة لما يحدث من أرق خلال فترات الليل، ففي الصباح يعاني المرضى من الشعور بالتعب والإرهاق خلال النهار حيث أنهم يصبحون غير قادرين على القيام بالأنشطة اليومية بصورة طبيعية إلى جانب ملاحظة قلة التركيز التي تقوم بالسيطرة عليهم.
– قد يعاني بعض المرضى من حالات الأحلام السيئة والكوابيس، مما يؤثر هذا الأمر على جودة نومهم ويعزز الأرق.
– الشعور بالعطش المفرط، وهذا لأن بعض المرضى يعانون من التعرق الشديد خلال فترة الليل مما يزيد هذا من العطش ويؤدي إلى الاستيقاظ المتكرر للشرب. فالجدير بالذكر أن هذا الأمر يؤثر بشكل مباشر على جودة النوم ويحد من عدد ساعاته المستدامه.
– الشعور بالحاجة للتبول بإستمرار، وبالأخص مع المرضى الذين يعانون من مستويات السكر في الدم المرتفعة، حيث أنهم قد يعانون من زيادة في الإدرار. مما يجبرهم هذا الأمر على الاستيقاظ باستمرار للذهاب إلى المرحاض، ومن ثم مما يعيق هذا نومهم ويسبب لهم اضطرابات النوم.
– سيطرة بعض الأحاسيس الغير مريحة في الساقين حيث أنه من الممكن أن يعاني بعض مرضى السكري من حالة تعرف باسم متلازمة الساق العصبية الليلية، والتي تتسبب في الألم والحكة والشعور بالوخز في الساقين خلال أوقات الليل. بالإضافة لذلك فيجب معرفة أن هذا الأمر يحدث غالبا أثناء النوم، مما يؤدي هذا إلى الشعور بالإستيقاظ والعجز عن العودة إلى النوم مرة أخرى.
– زيادة الرغبة نحو تناول الطعام في وقت متأخر من الليل. فالجدير بالذكر أن لبعض المرضى شهية زائدة في خلال هذا الوقت مما يجعلهم يتناولون كميات كبيرة من الطعام والوجبات الخفيفة، ومن ثم يؤثر هذا الأمر سلبا على جودة النوم، ويزيد من مخاطر زيادة الوزن والتعرض للسمنة.
– في بعض الأوقات قد يصاب مريض السكري بحالة من انقطاع التنفس أثناء النوم، وهي مشكلة تعرف باسم اختناق النوم أو اضطرابات تنفس النوم الانسدادية، فمن الهام معرفة أنه مع تطور هذه الحالة المرضية قد تحدث بعض المشكلات الصحية الخطيرة مثل الإصابة بالسكتة الدماغية وأمراض القلب.
طرق تغلب مرضى السكري على إضطرابات النوم
يجب علينا أن نعمل جاهدين للتحكم في مستويات السكر بصورة فعالة والوقاية من المضاعفات المحتملة. لذا، يجب على مرضى السكري العمل على تجاوز إضطرابات النوم من خلال الطرق التالية:
-
تناول الغذاء الصحي
يجب على مرضى السكري القيام بإتباع نظام غذائي صحي، والعمل على تناول وجبات صحية ومتوازنة طوال اليوم حيث ىيفضل تناول الأطعمة الغنية بالألياف والبروتين، وتجنب الأطعمة الدهنية والمحتوية على السعرات الحرارية العالية.
بالإضافة إلى ذلك ينصح أيضا بضرورة تناول الوجبات الخفيفة قبل النوم، مثل الفواكه أو الزبادي الخالي من الدسم، للمساعدة في استقرار مستويات السكر في الدم وتجنب نقص السكر أثناء النوم.
-
ممارسة الرياضة اليومية
تعتبر ممارسة التمارين الرياضية المنتظمة والنشاط البدني من الأمور الهامة جدا في حياة مريض السكري، وتوجيهه نحو الحفاظ على نوم صحي.
يمكن لمريض السكري أن يمارس بعض التمارين البسيطة مثل المشي الخفيف أو ركوب الدراجة لمدة 30 دقيقة يوميا، وذلك قبل وقت النوم ببضع ساعات. فالجدير بالذكر أن هذه التمارين تساعد في تجنب التوتر العقلي الذي قد يؤثر على النوم.
-
الحفاظ على جدول نوم منتظم
يعتبر الحفاظ على نمط نوم منتظم وتوقيت محدد للنوم والاستيقاظ من الأمور الهامة. لذا يجب علينا دائما أن نقوم بالمحاولة نحو النوم والاستيقاظ في نفس الوقت كل يوم حتى نساعد أجسامنا على تنظيم النوم بشكل أفضل.
بوجه عام يجب تجنب النوم المتأخر قبل ساعات الصباح الباكر، وتجنب الحصول على قيلولة طويلة خلال فترات النهار.
-
إنشاء بيئة مناسبة للنوم
ينصح الأطباء بضرورة تخصيص غرفة النوم في ثوبها المريح للجسم والأعصاب حيث يجب تجنب استخدام الهواتف الذكية وأجهزة التلفزيون في السرير، لأن جميع هذه الأمور تساهم في التحفيز العقلي وتعطيل عملية النوم.
بالإضافة إلى ضرورة تجنب أيضا توفير درجة حرارة مناسبة وظلام تام في غرفة النوم، حيث تساعد درجة حرارة الغرفة الباردة والظلام في تحقيق نوم عميق ومريح.
-
مراقبة مستويات السكر في الدم
يعد أمر ربط مستويات السكر في الدم بالنوم المريح والعميق أمر مهم لمرضى السكري. حيث أنه من الوارد أن تكون نسبة السكر في الدم مرتفعة خلال الليل هي السبب وراء حدوث هذا الأمر حيث التبول الكثير أو الشعور بالعطش وبشكل مستمر.