عالم الطب النفسي لايقتصر على الإكتئاب فقط حيث تتواجد مصطلحات أخرى تعبر عن حالات تؤثر سلبا على عقل الشخص وهذا ماينطبق على الذهان والذي يعبر عن أحد الإضطرابات التي ماإن أصيب بها الشخص فإنه يواجه صعوبات التفرقة بين الحياة الواقعية والخيالية وكأنه منفصل عن العالم الحقيقي حيث تطرأ مظاهر من التغيير في الأفكار والمشاعر والسلوكيات وذلك على نحو تدريجي حيث يلاحظ على المصاب وجود تدهور واضح في قدرات التفكير السليم , مع تراجع مهارات التحصيل الدراسي والأداء المهني, وهذا مايتطور بمرور الوقت إلى رؤية هلاوس سمعية وبصرية مع الغرق في محيط الأوهام .. وسوف نقدم من خلال مقالنا كل مايتعلق بإضطراب الذهان المبكر
ماالمقصود بالذهان المبكر؟
ماالمقصود بالذهان المبكر؟
تلك البداية التي تجسد المرحلة الأولية في الإصابة بإضطراب الذهان وخلالها تنطلق ظهور بوادر الأعراض على الشخص الذي يشعر بفجوة تفصله عن الواقع الإجتماعي المحيط ونستطيع أن نجد أن مشاعره قد أصبحت مضطربة وبات فاقدا للشغف فيما يتعلق بكل شىء في الحياة إلى درجة إهمال النظافة الشخصية
وفي تلك الفترة المبكرة التي يشهدها المرض يصبح التدخل العلاجي أمرا ضروريا للحصول على أفضل النتائج في التعامل مع الإضطراب, مع بروز الحاجة إلى دعم ومساندة أفراد الأسرة
وبما أن الذهان يوصف بأنه مبكر فهذا يعني أنه مازال في بدايته حيث تظهر أعراضه للنور لأول مرة على الشخص , وفي الغالب يحدث ذلك في غضون مايتراوح بين أول سنتين أو ثلاث سنوات من الإضطراب, وربما تظهر بعض الصعوبات التي يجعل الأشخاص يقومون بالخلط بين أعراضه الإضطرابية والتصرفات الطبيعية في بداية حدوث الأمر, لكن هناك مؤشرات واضحة تدل على أن الشخص بصدد بدايات مرض عقلي
ويجب العلم أن هذا الذهان يطلق عليه أيضا ذهان النوبة الأولى أو متلازمة الذهان السابقة لنوباته الكاملة حيث لايكون الشخص مدركا أن مالديه إضطرابا في حد ذاته وربما يفسرها بأنها سلوك طبيعي
اقرأ أيضا 4 مكملات غذائية تساعد في تقليل أعراض الاكتئاب
الأعراض الشائعة للذهان المبكر
الأعراض الشائعة للذهان المبكر
نستطيع أن نقول عن شخص أن لديه اضطراب الذهان من خلال بعض الشواهد التي نستند إليها في صورة علامات على النحو التالي :
- ضعف وتراجع شديد في الأداء سواء في المدرسة أو العمل مما يؤدي لإنخفاض الإنتاجية في العمل , وضعف التحصيل الدراسي
- صعوبات في التركيز: حيث تظهر معوقات تحول دون القدرة على التفكير الواضح بدون تشتت
تغيرات عاطفية : حيث تطغى أنواع غريبة من المشاعر التي تجعل شعور اللامبالاة العاطفية هو السائد مع تبني مشاعر اندفاعية غير مناسبة - تفضيل العزلة والإنسحاب الإجتماعي مع زيادة الشكوك في مايحمله الآخرين من نوايا
- تجاهل أي نوع من إجراءات النظافة الشخصية
- زيادة الهلاوس السمعية والبصرية مع التفكير في أشياء ليس لها وجود
- غزو العقل بالأوهام حيث تترسخ في الذهن معتقدات خاطئة لاصلة لها بالواقع
أسباب الذهان المبكر
العامل الوراثي
من خلال البحث عن المنشأ الذي ينبثق منه الإضطراب الذهاني فقد وجد أنه عبارة عن تفاعلات ذات طبيعة معقدة تنشأ بين عوامل وراثية وبيئية وكيميائية تتم في الدماغ وهذا ماأفرز لنا عدد من الأسباب الرئيسية مابين العامل الوراثي حيث أن وجود تاريخ طبي من حالات الإصابة في شجرة العائلة يرفع خطر الإصابة , مواجهة صدمات شديدة وتوترات حادة , اضطرابات النوم المزمنة المؤثرة على جودته , كما يمكن أن يتداخل مع أمراض نفسية أخرى كالفصام واضطراب ثنائي القطب
يجب الإشارة إلى أن التغيرات التي تجلبها الهرمونات خلال مرحلة البلوغ تجعل الشباب في هذا العمر أكثر عرضة للإصابة بالذهان المبكر
الخيارات العلاجية للذهان المبكر
مضادات الذهان
قد يبدو الأمر عاديا للوهلة الأولى وكأن الشخص يحيا حياته الطبيعية العادية إلا أنه يخفي اضطرابا في بداية انطلاقه حيث تنطلق النوبة الأولى دون سابق إنذار وتكون محملة بقدر من الإرتباك , الخوف , والإجهاد ولكن الأمر يجب ألا يترك هكذا بل ينبغي التعمل معه بقدر من الحكمة حيث يوجد أكثر من خيار علاجي يمكن الإستعانة به :
العلاج بالأدوية
عادة مايصف أخصائي الصحة النفسية الأدوية المضادة للذهان للسيطرة على شدة الأعراض والحد من وقوع النوبات المستقبلية , ومن أمثلة العقاقير ذات التأثير المضاد للذهان أريبيبرازول,أولانزابين ,كويتيابين
الدعم النفسي والإجتماعي
تلعب دورا رائدا في تحسين الحالة من خلال حضور جلسات نفسية للحصول على تشخيص واستشارة سليمة , إلى جانب الإنضمام إلى برامج الدعم المجتمعية
الدعم الأسري
لابد أن يقدم أفراد الأسرة يد العون والمساعدة من خلال تجميع المعلومات الكافية عن المرض وبناءا عليه تحديد أسلوب المعاملة المثلى وتفعيل الإستراتيجيات العاطفية للشخص المصاب