ينتاب البعض منا في كثير من الأوقات مشاعر الرغبة في القيام بجذب انتباه الجميع كنوع من تعزيز معالم الثقة داخل النفس، ولكن قد يتحول الأمر إلى حالة مرضية تسمى بـ “إضطراب الشخصية الهستيرية” عندما يبدأ أي شخص ما في التصرف بشكل درامي وغير لائق لكي يعمل على جذب انتباه الجميع نحوه. فالجدير بالذكر أنه يمكن أن تكون لهذه المشكلة تأثير خطير للغاية على طريقة تفكير الشخص، وتصرفاته، وسلوكياته التي يقوم بها. لذلك فسوف نذكر في سطورنا القادمة معلومات تعريفية هامةعن هذا الإضطراب من حيث أسباب حدوثه وأعراضه وأهم طرق العلاج المتبعة.
اضطراب الشخصية الهستيرية
يسمى هذا النوع من الإضطراب أيضا بـ “اضطراب الشخصية الدرامية” حيث جاء هذا المسمى من ظهور العواطف الغير مستقرة في الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب.فقد يسيطر عليهم مشاعر الإحترام للنفس طبقا لأحترام وقبول الآخرين لهم.
عند حدوث الإصابة بهذا النوع من الإضطراب يصبح لدي الأشخاص المصابين رغبة دائمة وبشكل كبير في جذب انتباه الآخرين حيث يقومو بالذهاب إلى الأماكن وزيارة الآخرين لهدف واحد فقط ألا وهو جذب إنتباههم وإظهار النفس لهم فالجدير بالذكر أن هذا يصيب النساء أكثر من الرجال.
ما هي أعراض اضطراب الشخصية الهستيرية؟
كما ذكرنا من قبل أن الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية الهستيرية لديهم رغبة مفرطة في جذب انتباه الآخرين. لهذا، يظهر ذلك من خلال تصرفاتهم العديدة بشكل غير لائق، وفيما يلي سنذكر أهم الأعراض الرئيسية التي وجدها الخبراء في المرضى الذين يعانون من هذا الإضطراب:
- التعامل بشكل دراماتيكيا مبالغ فيه للظهور بشخصية ذو مظهر جذاب.
- التأثر بسهولة بكلمات الأشخاص الآخرين.
- القلق المفرط بشأن المظهر والشكل العام.
- الظهور بالشكل العاطفي المتزايد.
- التحول في المشاعر والعواطف بشكل سريع.
- الحساسية المفرطة للنقد أو الرفض.
- الشعور بعدم الارتياح بين الناس حتى يكون محور الكلام، ومركز الاهتمام.
- القيام باتخاذ قرارات متسرعة كثيرة.
- التفاعل مع الأشياء دون تفكير.
- عدم إظهار الإهتمام بالآخرين.
- الشعور بالإحباط بسرعة كبيرة والملل من الروتينات المعتادة.
- البدء في بعض الوظائف والمهام دون إنهاء المهام الآخرى.
- عدم قدرة الحفاظ على العلاقات الإنسانية.
- قد يصل الأمر لمحاولة الانتحار لكي يحدث جذب للإنتباه
يمكن أن يكون لاضطراب الشخصية الهستيرية العديد من الأعراض الأخرى التي من الوارد حدوثها في كثير من الأوقات فعند ظهورها يجب على الفور الذهاب إلى الأخصائي النفسي المختص بالتعامل مع مثل هذه المشكلات.
إقرأ أيضا: إضطرابات التكيف.. الأعراض وأهم طرق العلاج
ما الذي يسبب حدوث اضطراب الشخصية الهستيرية؟
يعتبر السبب الرئيسي لحدوث الإصابة باضطراب الشخصية الهستيرية غير معروف إلى وقتنا هذا مثله كأغلب العديد من الإضطرابات. وفقا لآراء خبراء الصحة النفسية فمن الممكن أن تحدث هذه المشكلة بسبب الجينات وبعض السلوكيات الذي تم تعلمها في مرحلة الطفولة، وتم إكتسابها من المحيطين بالطفل وحدث لها تطور ونمو بعد ذلك.
كما ذكرنا من قبل فهذا النوع من الإضطراب يصيب النساء أكثر من الرجال وهذا لعدم رغبة الذكور في أغلب الأحوال في الإعلان عن مشكلاتهم النفسية حيث يرى بعض الخبراء أنه في حالة قيام الرجال بالتحدث بمزيد من الصراحة عن هذا فسوف تظهر المشكلة لديهم بشكل كبير عن النساء.
يجب العلم أنه عادة ما يوجد اضطراب الشخصية الهستيرية بكثرة لدى الأشخاص من سن المراهقة إلى مرحلة الـ 25 عاما.
كيف يمكن تشخيص اضطراب الشخصية الهستيرية؟
في حالة ظهور الأعراض التي قمنا بذكرها من قبل، فيجب وعلى الفور الذهاب للطبيب النفسي المختص والقيام بالإستعلام عن تاريخ العيلة المرضي تجاه الأمراض النفسية والعقلية ثم الإتجاه نحو الفحص السلوكي.
يجب العلم، أنه لا يتم إجراء أي اختبارات للكشف عن هذا المرض حيث يتلخص الأمر في قيام الأطباء النفسيون وعلماء النفس بإستخدام أدوات تقييم ومقابلة مصممة خصيصا للكشف عن اضطرابات الشخصية لدى الأفراد المصابين.
كيف تتم معالجة اضطراب الشخصية الهستيرية؟
لا يمكن علاج اضطراب الشخصية الهستيرية إلا بعد معرفة الأسباب النفسية المؤدية لحدوث ذلك حيث يعتمد الوقت المستغرق للتغلب على هذا النوع من الإضطراب تماما على المدة التي قضتها أعراض هذه المشكلة ومدى شدة تعرض المريض لها.
يقوم علماء النفس بدراسة أمور المصاب بمزيد من التحقق حيث دراسة سلوك المريض، ومظهره، وأفكاره، ومن هنا يقومو بوصف العلاج والدواء المناسب له.
يجب العلم أنه عادة لا يشعر المرضى الذين يعانون من اضطراب الشخصية الهستيرية أنهم بحاجة إلى أي نوع من العلاج حيث يميل هؤلاء الأشخاص إلى كره الروتين، مما يؤدي ذلك إلى صعوبة التخطيط لعلاجهم بمزيد من العقل والتنظيم.
إذا كان هؤلاء الأشخاص يعانون من الاكتئاب أو أي سبب آخر بسبب التعرض لبعض العلاقات الفاشلة فيمكنهم في ذلك الوقت طلب الدعم، والحصول على المساعدة من المختصين حيث ينصح بالعلاج النفسي في علاج اضطراب الشخصية الهستيرية، حيث يعتبر الغرض من هذا العلاج هو المساعدة في الكشف عن الدوافع والمخاوف المرتبطة بالأفكار، والسلوكيات.
يعد العلاج بالكلام هو العلاج الأفضل، والأكثر فعالية للتغلب على هذه المشكلة إلى جانب هذا يأتي دور الدواء الذي يساعد أيضا في الحد من حدوث هذه المشكلة، فإذا كان هناك شكوى ما من مرض الاكتئاب أو القلق الناتج عن هذا الاضطراب، فيمكن للطبيب أن يوصي ببعض الأدوية للتغلب عليها بشكل فعال.
يمكن لاضطراب الشخصية الهستيرية أن يدمر حياة الشخص الاجتماعي والرومانسي حيث إنهم لا يعرفون كيف يتفاعلون عندما يخسرون أو لا يحققون نجاحات في الأمور الحياتية والأشياء، ويجب العلم أن هؤلاء الناس أكثر عرضة لحدوث الإصابة بالإكتئاب والأمراض النفسية الأخرى.
مع إتخاذ التدابير اللازمة في الوقت المناسب، فإن العديد من المرضى الذين يعانون من اضطراب الشخصية الهستيرية يبلون بلاء حسنا في أمور حياتهم الاجتماعية والمهنية. ومع ذلك، يوجد بعض من الأشخاص المعرضين بشدة لحدوث هذا الخلل الذين لا يستطيعون التعامل تجاه أنماط الوقاية والعلاج بشكل مثالي حيث يجب أن يكافحوا في أداء مهامهم وروتين حياتهم اليومي للتغلب على هذه الأزمة. وفي حالةحدوث هذا، يجب على المريض استشارة الطبيب النفسي وعدم التأخر في طلب ذلك.