مع التقدم في العمر والوصول إلى مرحلة الشيخوخة، فيصاب أصحاب هذه الفئة العمرية بالعديد من الأزمات الصحية والتي تتمثل في المعاناة من الأمراض المزمنة وضعف الذاكرة وفقدان الحركة، ولا يقتصر الأمر على ذلك بل يمتد أيضا إلى الاضطرابات النفسية المزعجة. من هنا، فسوف نتحدث اليوم على الاضطرابات النفسية عند كبار السن وأسباب معاناتهم منها وما رأي الأطباء والمختصين للتعامل مع هذه الوضع؟.
ما هي أسباب إصابة كبار السن بالاضطرابات النفسية؟

ما هي أسباب إصابة كبار السن بالاضطرابات النفسية؟
بوجه عام، يمكن أن نصاب جميعا بالاضطرابات النفسية في أي مرحلة من الحياة ولكن لماذا تحدث في أغلب الأحيان عند كبار السن على وجه التحديد؟
يرجع السبب في ذلك هو أن كبار السن غالبا ما يعانون من ضعف في الحالة الصحية مثل انخفاض الذاكرة وضعف وظيفة الدماغ والأعضاء الأخرى مثل عدم وضوح الرؤية والصمم وما إلى ذلك، مما يترتب على ذلك إيجاد صعوبة في ممارسة التمارين الرياضية والأنشطة البدنية، والشعور بآلام العظام والمفاصل، والآلام المزمنة في الجسم بالكامل، والضعف أو المعاناة من بعض المشاكل الصحية الأخرى مثل صعوبة النوم، والاضطرابات الدهليزية، وتباعا تتدهور الحالة الصحية وتبدأ الشكوى من الأمراض.
بالإضافة إلى المشاكل الصحية، فسوف يتغير في هذه الأوقات العامل العقلي لدى كبار السن أيضا حيث يمكن أن يتعرضوا لخسائر نفسية غير مرئية تتمثل في قلة التفاعل وتدهور العلاقات الاجتماعية بسبب قلة الحديث والتواجد مع المحيطين مثل الأبناء والأطفال والأحفاد حيث انشغالهم بالمهام اليومية ولا يكون لديهم سوى القليل من الوقت للانتباه؛ ومن هنا يشعر المسن بالإهمال.
الجدير بالذكر، أنه من الممكن أن تؤدي جميع هذه الضغوطات إلى الشعور بالوحدة أو الضيق النفسي لدى كبار السن، ومن ثم تتعرض الصحة البدنية والعقلية لمخاطر التدهور، وتباعا تحدث الإصابة بالاضطرابات النفسية محور حديثنا اليوم.
إقرأ أيضا: لماذا يجب على كبار السن المشي لمدة 30 دقيقة يوميا؟
ما هي مظاهر معاناة كبار السن من الاضطرابات النفسية؟

ما هي مظاهر معاناة كبار السن من الاضطرابات النفسية؟
للاضطرابات النفسية عند كبار السن العديد من المظاهر الشائعة والخصائص المميزة لها حيث تتمثل في الآتي:
- المعاناة من متلازمة الاكتئاب لفترات طويلة.
- حدوث تغيرات في الحالة المزاجية.
- تراجع الإدارة الذاتية للحياة والسلوك الاجتماعي حيث يقوم المسن بارتداء الملابس المتسخة، أو يتواجد الأثاث داخل المنزل بشكل فوضوي.. إلخ.
- المعاناة من اضطرابات النوم الشديدة حيث قلة النوم في الليل أو التجول في الغرفة لساعات، أو البحث طوال اليوم عن إعادة الترتيب حيث يكون المسن في حالة شبه استيقاظ ونصف غيبوبة.
- ضعف الذاكرة والقدرات العقلية حيث النسيان بشكل ملحوظ، ومع ذلك، قد يتذكر المسن أشياء من الماضي وبوضوح تام خاصة تلك التي حدثت في مرحلة الطفولة أو بمشاعر قوية قد قامت بترك انطباعا عميقا.
- الارتباك في التوجه المكاني والزماني، وقلة الوظائف التركيبية الأساسية بشكل ملحوظ حيث قد يؤدي الإحساس والإدراك المحدودان إلى تصورات ومفاهيم خاطئة واضطرابات معرفية.
- يتم تشتيت الانتباه بسهولة وبشكل غير مستدام ويصعب التركيز على الأهداف حيث يصبح الأمر متعبا بسرعة كبيرة وخاصة في حال محاولة التركيز على شيء ما.
- تصاب شخصية المسن بحالة من التغيرات الملحوظة مثل الخمول والعناد والتحيز والأنانية وضيق الأفق وفقدان ضبط النفس في التواصل حتى في الكلام أو في التعبير، ففي بعض الأحيان تنشأ الصراعات لأسباب صغيرة جدا وغير متوقعة.
يجب العلم، أنه عادة ما يكون مسار هذه الأزمة النفسية تدريجيا، ولكنه يؤدي بشكل متزايد وملحوظ إلى تدهور الحالة الصحية بشكل عام حيث يتجلى هذا الأمر في إصابة الجسم بالهزال الواضح، وصعوبة المشي، وسلس البول، والتدهور العقلي الشديد الذي يصل إلى درجة الجنون.
من الهام معرفة، أن هذه الحالة تكون معقدة لدى كبار السن وتتطلب وقتا أطول للعلاج عن الفئات الشبابية بسبب أن هذه الفئة تكون معرضة بنسبة كبيرة لمشاكل الصحة الجسدية حيث يتعين عليهم استخدام الكثير من الأدوية للعلاج ولكن قدرتهم على الاستجابة تكون أضعف وفي أنماطها الأسوء.
ما هي أهم النصائح الطبية لتغلب كبار السن على الاضطرابات النفسية؟

ما هي أهم النصائح الطبية لتغلب كبار السن على الاضطرابات النفسية؟
من الواجب علينا جميعا معرفة، أن مراحل العمر المتقدمة تأتي مع مشاكل صحية كثيرة، والعديد من التغييرات والتحديات في الحياة حيث تعد هذه الأسباب هي التي تجعل كبار السن يشعرون بالتوتر والقلق والحزن بشكل دائم.
لذلك، وعند الرغبة في تقليل مخاطر الاضطرابات العقلية لهذه الفئة العمرية، فسوف يحتاج كبار السن إلى بناء نمط حياة سليم عن طريق المشاركة ببعض أنشطة التدريب الصحي لدعم آلية الرعاية الصحية ذات الجودة المعرفية اللازمة.
بالإضافة إلى ذلك، فمن الضروري أن يكون المسن في حالة من الاستعداد المسبق للتعامل مع الأمراض التي تسببها شيخوخة الجسم حيث يتم تحقيق هذا الهدف عن طريق المشاركة الفعالة في الأنشطة الاجتماعية لتجنب الشعور بأحاسيس اليأس والاكتئاب الناتجة عن التقاعد والسكون.
يجب على كبار السن أيضا الاهتمام بصحتهم حيث يتم تحقيق هذا عن طريق إجراء الفحوصات الطبية بشكل دوري منتظم وتلقي العلاج في الوقت المناسب، لمساعدة المريض على التحسن البدني وتجنب حدوث أي مضاعفات لا يحمد عقباها بعد ذلك.
