ربما إعتادت آذاننا على سماع كلمة الحروق عندما يرتبط الأمر بالتعرض للمواد في درجة الغليان أو حدوث الحرائق أو ما شابه، ولكن هل سمعنا من قبل عن الحروق الباردة والتي يمكن أن تؤدي إلى حدوث تلف أنسجة الجلد، مما يسبب هذا الأمر الشعور بالألم والتنميل. إذن يجب علينا أن نعرف جيدا ما هو الحرق البارد؟ وكيف يحدث؟ وما نستطيع القيام به من إجراءات إسعافية أوليه عند التعرض له؟
ما هو الحرق البارد؟
الحرق البارد هو عبارة عن حالة تتجمد فيها الأنسجة الحية في الشخص المصاب، وتتلف بسبب التعرض لدرجات الحرارة المنخفضة للغاية التي قد تبلغ (-0.55 درجة مئوية). فيجب العلم أن الحروق الباردة شائع حدوثها في اليدين والقدمين والأنف والأذنين.
يمكن أن تكون الحروق الباردة نوعا خطيرا جدا من الجروح حيث من الوارد أن تحتاج إلى أسابيع للتعافي قد يفقد المرضى خلالها الجلد والأصابع وأصابع القدم وكذلك يعانون من التشوهات وتغير اللون. إلى جانب ذلك فيمكن للأشخاص المصابين بحروق البرد أيضا أن يحدث لهم حالة من إنخفاض درجة حرارة الجسم.
ما هي درجات الحروق الباردة؟
يتم تصنيف حروق الجلد الباردة إلى ثلاث درجات مختلفة وهذا على حسب شدتها:
– الدرجة الأولى: تتميز هذه المرحلة بالآلام الخفيفة والاحمرار والتورم في المنطقة المتضررة حيث يحدث ذلك الأمر عندما يكون الجلد قد تعرض للبرد لفترة قصيرة من الوقت.
– الدرجة الثانية: تكون أكثر شدة من الدرجة الأولى وتتضمن تكوين فقاعات صغيرة مملوءة بالسائل، ويمكن أن تحدث إصابة بهذه الحروق عندما يستمر الجلد في التعرض للبرد لفترة طويلة.
– الدرجة الثالثة: تعتبر الأشد وتتضمن حدوث تلفا في الأنسجة العميقة تحت السطح، و قد تصاحبها تجمد للأنسجة وهنا تحتاج هذه الحالة إلى رعاية طبية فورية.
ما هي أسباب الإصابة بالحروق الباردة؟
هنا سوف نقوم بتناول بعض الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى الإصابة بحروق الجلد الباردة والتي تتمثل في الآتي:
1) تعرض الجلد للهواء البارد: عندما يتعرض الجلد للهواء البارد لفترة طويلة، فإن درجة حرارته تنخفض، وبالتالي يتجمد الجلد ويسبب ما يسمى بالحروق الباردة.
2) ملامسة الجلد للسطوح الباردة: عند لمس الجلد لبعض السطوح الباردة مثل المعدن، فإن درجة الحرارة تنتقل سريعا من الجلد إلى السطح البارد، مما يؤدي هذا إلى حدوث تلف في الأنسجة ومن ثم الإصابة بالحروق.
3) تعريض الجلد للثلج أو الجليد: يعتبر تعريض الجلد للثلج لفترات طويلة أو الغمر في الماء الجليدي أمرا خطيرا يمكن أن يسبب حروق الجلد الباردة حيث أنه من الممكن أن يتسبب الثلج أو الجليد في تجمد الانسجة وتلفها بشكل دائم.
4) نقص الدورة الدموية: عندما يحدث انقباض في الأوعية الدموية أو تعرض الجلد للبرد الشديد لفترة طويلة، فمن الممكن أن يقل أمر التروية الدموية للجلد. حيث يعني هذا أن الدم لا يتدفق بشكل صحيح إلى المناطق المتضررة، مما يزيد من خطر تشكل حروق الجلد الباردة.
5) العوامل الجينية: قد يحدث لبعض الأشخاص عوامل وراثية تجعلهم أكثر عرضة للإصابة بحروق الجلد الباردة، وهذا بسبب أن لديهم بشرة أكثر حساسية للبرد، أو نقص في وظائف الأوعية الدموية التي تسبب حدوث حساسية الجلد.
ما هي أهم أعراض الإصابة بحروق الجلد الباردة؟
تظهر أعراض حروق الجلد الباردة بشكل مختلف وهذا على حسب شدتها. ففي حالات الحروق الخفيفة، يمكن أن تكون هناك تورمات بسيطة واحمرار في المنطقة المصابة التي يشعر من خلالها الشخص المصاب ببعض الألم والحكة. فالجدير بالذكر أنه عادةما تختفي هذه الأعراض خلال فترة زمنية قصيرة ولا تترك أي آثار جانبية.
أما في حالات الحروق الشديدة، فإن الأعراض قد تكون أكثر حدة وتتطلب رعاية طبية فورية حيث يتضمن ذلك الأمر تشكل فقاعات مملوءة بالسوائل على الجلد المصاب وحدوث تورم كبير وتغير في لون الجلد إلى الأبيض أو الأزرق أو الرمادي.
بالإضافة إلى ذلك فقد يشعر الشخص بآلام حادة وحرقة كبيرة في المنطقة المصابة وفي بعض الحالات الشديدة، قد يحدث تنكس في الأنسجة وقد يكون هناك تلفا دائما يتطلب تدخلا جراحيا للتعامل معه.
كيف يتم تقديم الإسعافات الأولية لحروق الجلد الباردة؟
من الضروري الاعتناء الجيد بحروق الجلد الباردة من أجل تجنب الإصابة بالندبات وتقليل الألم. وفيما يلي سوف نقوم بتقديم بعض الإسعافات الأولية التي يمكن اتباعها للتعامل مع حروق الجلد البارد والتي تتمثل في الآتي:
— من أولويات علاج هذه الحالة من الحروق هو العمل على إعادة تدفئة الجلد بسرعة لتجنب الأضرار الجديدة حيث يمكن أن يتم ذلك عن طريق تغطية المنطقة المصابة بقطعة قماش أو وضعها في ماء دافئ لمدة15-20 دقيقة. ولكن يجب تجنب استخدام الماء الساخن أو الماء المغلي، لأنهما من الممكن أن يؤديان إلى التسبب في حدوث تأثيرات سلبية إضافية على الجلد المتضرر.
— بعد العمل على تدفئة الجلد، من المهم أن يتم حمايته من التعرض المجدد للبرد حيث أنه من الممكن أن يتم استخدام وشاح أو ملابس ثقيلة لتغطية المنطقة المتضررة والحفاظ على درجة حرارة الجسم المناسبة.
— يجب تجنب وضع الثلج أو المكعبات الجليدية مباشرة على الجلد المتضرر، حيث يمكن أن يسبب ذلك الأمر ضررا أكبر للأنسجة المحيطة ويزيد من الألم. فما نعاني منه هنا هي جروح باردة ناتجة عن البرودة.
— يمكن العمل على استخدام مراهم قائمة على الماء مثل العلاجات المخففة للحروق لتهدئة الجلد وتسريع عملية التئام الجروح حيث أنه من الضروري أن يتم استشارة الطبيب قبل استخدام أي منتج للعناية بالجلد في حالة تطور الأعراض أو استمرار الألم.
— يجب العمل على الاحتفاظ بالجلد مرطبا ومحميا من الجفاف، حيث يمكن استخدام مرطبات الجلد الطبية مثل كريم الفازلين أو غيرها للمساعدة في هذا الأمر.
— في حالة تفاقم الأعراض أو استمرار الألم، فيجب العمل على استشارة الطبيب لتقييم الحالة وتوجيه المريض نحو العلاج المناسب، فقد يكون من الضروري الحصول على مضاد حيوي إذا كان هناك خطر التعرض للعدوى.
في النهاية، يجب أن يتم التعامل مع حروق الجلد الباردة بجدية واتخاذ الخطوات اللازمة لتجنب تفاقم الأضرار وتسريع عملية التئام الجروح. فوجب التنبيه أنه في حالة التأكد من الإجراء الصحيح، فيجب العمل فورا على استشارة الطبيب لتقديم النصائح والإرشادات المناسبة.