من الممكن أن توجهي كلامك إلى أحدهم لتجدي أنه فاقدا للتركيز لايتفاعل مع الحديث , وهذا مايعنيه أن يكون الشخص شارد الذهن كثيرا مايجلس في حالة من السرحان مع النفس , وعلى الرغم من أن مسئوليات الحياة والضغوط الكثيفة التي باتت تشكل أعباء حياتية قد تكون هي السبب الذي يدفع الأشخاص إلى الإستسلام إلى هجوم العديد من الأفكار المتلاحقة التي تجعلهم في حالة يطلق عليها الشرود الذهني , وقد يحدث هذا الأمر في بعض الأحيان فقط عند يشغل تفكيرك أمر معين فتجعلين عقلك مهموما به , ولكن المشكلة تكمن في أن يطول الأمر ويصبح زائدا عن الحد كحالة يصعب التخلص منها .. وسوف نقدم من خلال مقالنا التالي أسباب الشرود الذهني .
حول الشرود الذهني
تلك اللحظات التي يمر بها المرء وتجعله في عالم آخر لبعض الوقت غير منتبها لما يدور حوله , وتكون عيناه مفتوحتين ولكن بلا استجابة , وفي حين أن هذا الأمر قد يصادفك بين الحين والآخر حيث يمثل شيئا طبيعيا يمر به أعداد كبيرة من الأشخاص سواء كانوا بالغين أو أطفالا حيث من الممكن أن يأخذ الطفل جانبا بعيدا عن أقرانه الآخرين وقت اللعب ليكون في تلك الحالة من الصمت والسرحان.وربما يكون لدى الشخص أكثر من مهمة في العمل تتطلب الإنجاز ليجد أن هذا الأمر قد استحوذ على نطاق تفكيره .
أسباب الشرود الذهني
لذلك يمكن تصنيف الشرود الذهني بأنه عبارة عن ظاهرة حياتية منتشرة بشكل كبير , إلا أنها لاترجع إلى سبب واحد فقط بل توجد أسباب عديدة تتفاوت بين شخص وآخر خاصة إذا كانت تحدث بشكل متكرر ومستمر , ووفقا لمعتقدات استشاري الصحة النفسية فإن كثرة التوهان والذهن الشارد دائما ترتبط في الغالب بعوامل متعلقة بالصحة النفسية ومن أكثرها شيوعا :
1- الضغوط النفسية
مع رتم الحياة السريع ودوامة المشكلات التي لاتنتهي , فإن الشخص يجد نفسه غارقا في المسئوليات التي تزيد من مقدار الضغط الواقع عليه , وتكون صحته النفسية والعقلية من أكثر الجوانب تأثرا في ظل كل تلك الظروف , حتى أنه قد لايشعر بنفسه عندما يكون جالسا شاردا حتى يبدأ الآخرون بسؤاله عن أحواله .
2- التفكير المفرط
لايوجد أكثر إرهاقا من أن العقل دائم التفكير الذي لايترك لنفسه ولو بعض الوقت لإعادة شحن قواه المهدرة , خاصة إذا داهمته مثل تلك الأفكار السلبية الإنهزامية التي تأكله من الداخل والتي قد تتنوع بين التفكير في الأحداث المستقبلية المجهولة المبهمة , وماسوف تنتهي إليه شئون الحياة , بينما البعض الآخر يسترجع ذكريات ماضية أليمة حتى تنتصر عليه وتقوم بإستنزافه كل ذلك يتسبب في سوء الحالة النفسية ويدفع بالشخص إلى كثرة السرحان الزائد عن الحد
3- عدم القدرة على تخطي الصدمات النفسية
يمر العديد من الأشخاص بصدمات نفسية تشكل عقدة في حياتهم , ونتيجة لوقع تأثيرها الشديد فإنها تخلف جرحا يصعب التئامه مما يجعل الشخص يستغرق وقتا طويلا دون أن يحقق هدف التعافي منها مثل فقدان شخص عزيز, أو حوادث العنف الجسدي , لتضاف هي الأخرى لأحد مسببات الشرود الذهني , فمن المهم أن يأخذ الشخص وقته للمثول للشفاء من تلك الصدمات مما ينعكس إيجابا على الصحة النفسية.
4- أصحاب الشخصية الإنطوائية
توجد اختلافات في سمات الشخصية بين شخص وآخر , وقد قام علماء النفس برصد عدة أنواع وأنماط مختلفة للشخصيات مثل الشخصية النرجسية , والإجتماعية ,الوسواسية, القيادية , الشكاكة , والشخصية الإنطوائية التي تكون أيضا أكثر عرضة للجلوس في زاوية من شرود الذهن حتى أن الشخص يتجنب تماما أن تدور بينه وبين الآخرين أي أحاديث , كما أن أصحاب تلك الشخصية يفضلون العزلة بعيدا عن الدخول في أي علاقات اجتماعية , كما أن الخجل يصبح السمة السائدة لديهم.
اقرأ أيضا 7 نصائح لمساعدتك في السيطرة على الأفكار السلبية
5- الإصابة بالأمراض العضوية
أن يكون الشخص تائها في معظم الأوقات فإنه ليس شرطا أن يكون السبب نفسي فقد يكون السبب مرتبطا بمشكلة عضوية مثل استكشاف اختلالات في خلايا الدماغ , أو اضطرابات التدهور الإدراكي كالزهايمر والخرف لدى فئات كبار السن.
أعراض الشرود الذهني
يمكن توقع ظهور عدد من الأعراض المرافقة لحالات الشرود الذهني لدى الأفراد ومن أبرزها :
1- زيادة مستويات التوتر والقلق والعصبية المفرطة
2- مواجهة اضطراب الإكتئاب وسيطرة مشاعر اليأس والإحباط
3- فقدان الشغف بممارسة الأنشطة الروتينية المعتادة
4- تفضيل البقاء في عزلة وحيدا بعيدا عن الآخرين
5- اضطرابات النوم والأرق الليلي
6-زيادة مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري
7- اضطرابات الطعام الشائعة سواء بتناول كميات كبيرة أو فقدان وضعف في الشهية
الخيارات العلاجية للشرود الذهني
أما عن مرحلة العلاج فإن الأطباء عادة مايقومون بالتوصية بعدة أساليب فعالة تم صياغتها في عدة خطوات يجب الإلتزام بها لتحقيق نتائج فعالة
- محاولة الإنخراط مع أشخاص آخرين وبناء علاقات اجتماعية سوية وأحاديث مع الآخرين ,والخروج من دائرة العزلة
- الحصول على قسط كافي من النوم والراحة
- جدولة الوقت ووضع مخطط منظم للأعمال ,ومحاولة آداء المهام بمنتهى الكفاءة
- ممارسة الأنشطة الرياضية, وعدم الخنوع لمختلف المواقف العصيبة
- الإطلاع على تجارب الأشخاص الآخرين الذي مروا بحالة الشرود الذهني الناجم عن ضغوط حياتية
- تجنب الإحتكاك مع الأشخاص السلبيين حيث يبعثون طاقة التشاؤم والسلبية في كل مكان ,ويمتصون الطاقة الإيجابية