تعد أمراض الكبد من أهم المشاكل المرضية الشائع حدوثها مع الكثير من الفئات العمرية، فالجدير بالذكر أنها عبارة عن أزمة صحية يمكن أن تهدد الحياة وخاصة إذا لم يتم علاجها على الفور. لذلك، يلعب التعرف المبكر عليها دورا هاما في الخطة العلاجية. بوجه عام يتم إكتشاف أمراض الكبد من خلال بعض العلامات والأعراض المرضية الدالة على هذا الأمر والتي سنقوم بالتعرف عليها بشكل توضيحي من سطورنا القادمة.
الأعراض الشائعة الدالة على الإصابة بأمراض الكبد
أولا: المشاكل الجلدية
يعد هذا العرض من أهمهي المظاهر الشائعة التي تحدث عند المعاناة من أمراض الكبد، فعلى سبيل التوضيح وعندما يكون الكبد في حالة من الإرهاق والمرض، فسوف تحدث حالة من ضعف وظيفة ترشيح السموم في الكبد، مما يؤدي هذا الأمر إلى تراكم الرواسب في الدم، بما في ذلك البيليروبين – وهو منتج ثانوي أصفر داكن ينتج عن موت خلايا الدم الحمراء أثناء مرورها عبر الكبد.
من هنا يمكننا القول، بأنه كلما زاد تراكم البيليروبين في الدم، كلما كان الجلد أكثر عرضة للاحمرار والشرى وكلما كان أكثر إزدادت الإصابة بالحكة. بالإضافة إلى ذلك، فمن الممكن أيضا أن تسبب بعض أمراض الكبد مثل التهاب الكبد C مشاكل جلدية أخرى مثل الشرى بسبب تهيج الجهاز المناعي.
ثانيا: البول الداكن
يمكننا أن نقوم بإعتبار علامة البول الداكن أيضا من أكثر العلامات شهرة ووضوحا في حدوث الإصابة بأمراض الكبد، فالجدير بالذكر أنه عندما يكون الكبد مريضا، تتأثر وظيفة المعالجة والقضاء على البيليروبين (صبغة صفراء داكنة تشكلت بعد انهيار خلايا الدم الحمراء)، وبدلا من التخلص منه خارجا عن طريق البراز، فيمكن أن يدخل البيليروبين إلى مجرى الدم ، ثم يتم ترشيحه عن طريق الكلى والتخلص منه عن طريق البول، ومن ثم يتسبب هذا الأمر بشكل مباشر في أن يكون البول أصفر فاتح أو أصفر داكن.
ثالثا: الشعور بالتعب وفقدان الشهية
عند الحديث عن الكبد، فمن الواجب علينا معرفة أنه عبارة عن عضو هام يساعد الجسم على استقلاب العناصر الغذائية وتخزين الطاقة وإزالة السموم وإنتاج وتخزين العصارة الصفراء الهضمية والبروتين والفيتامينات المختلفة.
لذلك ، يؤدي ظهور أمراض الكبد حتما إلى ضعف سلسلة من الوظائف المتعلقة بالكبد، مما يتسبب هذا الأمر أيضا في التأثير على عملية الهضم وامتصاص العناصر الغذائية، والشعور بالتعب والإجهاد وفقدان الشهية.
رابعا: الإصابة باليرقان
تعد حالة اليرقان واصفرار العينين من أكثر مظاهر أمراض الكبد تميزا،.ف بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من أمراض الكبد، فسوف يقوم الجسم بإفراز مادة البيليروبين بنسبة أقل من الشخص العادي.
لذلك، فعندما تكون مستويات البيليروبين في الدم مرتفعة للغاية، يمكن للأشخاص المصابين بأمراض الكبد أن يعانوا من اليرقان واصفرار العينين حيث تعد هذه أحد الأعراض الشائعة لأمراض الكبد.
إقرأ أيضا: أهم العلامات التحذيرية التي تدل على حدوث الإصابة بسرطان الكبد
الأشخاص المعرضون لمخاطر الإصابة بأمراض الكبد
يتعرض أي شخص لخطر الإصابة بأمراض الكبد خاصة إذا لم ينتبه إلى النظام الغذائي العلمي المتناول يوميا، ويقوم بالعيش أسلوب حياة صحي، ويبتعد عن مصادر التلوث، ويرفع وعيه المعرفي بالمسارات التي يمكن أن تنقل مسببات الأمراض المتعلقة بصحة الكبد.
ومع ذلك، توجد عدة فئات تتعرض لمخاطر الإصابة بأمراض الكبد ألا وهما:
* الأشخاص الذين يتناولون المشروبات الكحولية كثيرا وبشكل متكرر حيث يتم استقلاب الكحول في الكبد مما يؤدي هذا الأمر إلى تلف أو التهاب أو تليف الكبد أو المعاناة من الأورام السرطانية.
* السمنة أو مرض السكري حيث يمكن أن تسبب كل من هذه الحالات أمراض الكبد الدهني، ومن ثم تحدث المعاناة من التهاب وتليف الكبد.
* تعرض الأفراد للمواد الكيميائية السامة والتي يمكن أن تتسب في تليف الكبد عند استنشاقها أو ابتلاعها عن طريق الالتصاق بالطعام الذي لم يتم غسله بشكل صحي وسليم.
* الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بأمراض الكبد حيث من الوارد أن تسبب الحالات الوراثية النادرة أمراض الكبد، بما في ذلك نقص ألفا -1 أنتيتريبسين، وداء ترسب الأصبغة الدموية، ومرض ويلسون.
* الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة أو أمراض المناعة الذاتية، وهذا بسبب كون هذا الجهاز في حالة من الضعف حيث يعد من السهل على البكتيريا والفيروسات والطفيليات مهاجمة الكبد بصورة مباشرة.
* الاستخدام غير الآمن أو غير السليم للأدوية، وهذا لأن البعض منها يتسبب في تلف الكبد وخاصة إذا تم تناولها بجرعة زائدة أو على المدى الطويل، مثل تلك التي تحتوي على الرتينوئيدات والكورتيكويدات والمنشطات.
* الأشخاص الذين يتلامسون مع دم ومخاط المرضى المصابين بالفيروسات التي تسبب التهاب الكبد A ، B ، C ، D.
نصائح هامة للحفاظ على صحة الكبد
عند الرغبة في الحصول على كبد صحي، فسوف نحتاج إلى الإلتزام ببعض أنماط الحياة الصحية والتي من الوارد أن تتمثل فيما يلي:
– بناء نظام غذائي متوازن كل يوم عن طريق تناول الكثير من الفواكه والألياف من الخضروات والمكسرات والبذور والحبوب الكاملة.
– تجنب الأطعمة السريعة التي تحتوي على الكثير من الشحوم والمحتوى العالي من الكربوهيدرات، والتي يمكن أن تؤدي بسهولة إلى زيادة الوزن والسمنة وأمراض التمثيل الغذائي مثل مرض السكري.
– ممارسة الرياضة بانتظام بمعدل 30 دقيقة على الأقل يوميا، وفي حالة الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي، فمن الضروري أن تتم ممارسة الرياضة وفقا لتوجيهات أخصائي لضمان السلامة الصحية.
– من الضروري أن يتم التطعيم ضد التهاب الكبد، وعدم ممارسة العلاقات الجنسية غير المشروعة والمحرمة، وعدم مشاركة مواد النظافة الشخصية مثل فرشاة الأسنان وشفرات الحلاقة مع أحد.. إلخ.
– تجنب تماما مشاركة الحقن المستخدمة مع أحد.
-تجنب تناول الطعام غير المطبوخ للوقاية من أمراض التهاب الكبد الفيروسي التي تنتقل عن طريق الجهاز الهضمي.
– يحتاج المرضى الذين يعانون من التهاب الكبد المزمن B و C وأمراض الكبد الكحولية وتليف الكبد إلى إتباع طرق الفحص الدوري لسرطان الكبد، لإكتشاف المرض وعلاجه في مرحلة مبكرة، وتحقيق النتائج الجيدة.