يعتبر الفصام هو أحد أنواع الإضطرابات النفسية التي تقوم بالعمل على تغيير طريقة التفكير، والشعور والإتجاه نحو فعل أي شيء حتي لو كان هذا السلوك لا يتميز بالعقلانية والمنطق حيث يعمل على تبديل الشخصية تماما، وبشكل سيء. ولكن يجب علينا الإنتباه وعدم الخلط بين هذه المشكلة، واضطراب الشخصية المنقسمة. فالإنفصام يعد نوع من الأمراض العقلية التي لا يستطيع فيها المريض معرفة ما هو حقيقي وما هو متخيل؟ وبسبب هذا، يصبح الشخص غير قادر على التعامل أو الاعتناء بنفسه. لذلك سيدور حديثنا اليوم عن ما هي أعراض مرض انفصام الشخصية وكيف يمكن التعامل مع هذا المرض بأفضل الطرق؟.
ما هي أسباب حدوث مرض “الفصام”؟
يعد السبب الدقيق لحدوث الإصابة بـمرض “انفصام الشخصية” غير معروف إلى هذه اللحظة. ولكن يتفق خبراء علم النفس على أن هذا النوع من المرض النفسي يحدث لأسباب بيولوجية، مما يعني أن الأب والأم ليس لهم يد في حدوث هذه المشكلة كسلوكيات مكتسبة أو كردود أفعال لمواقف سلبية.
ما هي أعراص الإصابة بمرض “الفصام”؟
هناك العديد من الأعراض التي تدل على حدوث الإصابة بـ الفصام حيث سنقوم الآن بذكرها فيما يلي:
أولا: مشاكل عاطفية
يعاني مرضى الفصام كثيرا من اللامبالاة حيث يفقدون الاتصال بالعالم الخارجي، مما يؤدي هذا إلى ولادة شعور اللامبالاة أيضا مع الأشخاص الذين يعيشون من حولهم حيث لا يوجد شعور بالسعادة أو الحزن عند التعامل مع هؤلاء الأفراد، وهذا لأنهم غير قادرين على تجربة السعادة والحزن مثل الأفراد العاديين. فعلى سبيل المثال فإنهم لا يشعرون بالحزن عند وفاة شخص ما ولا يشعرون بالسعادة في أي مناسبات تستدعي الفرح.
ببساطة، نستطيع تلخيص ذلك في إن مرضى الفصام يفقدون عواطفهم بقدر كبير مما يجعلهم هذا يجلسون بمفردهم لساعات، ولا يحبون التحدث إلى أي شخص. إلى جانب عدم شعورهم في كثير من الأوقات بالجوع والعطش، لذلك فيعتبر من الهام جدا القيام بتقديم رعاية خاصة لأصحاب هذا المرض.
ثانيا: الهلوسة
تعني الهلوسة ظهور بعض الأشياء للمريض المصاب بالفصام حتى في حالة عدم وجودها حيث يستطيع أن يرى المريض بعض الكائنات أو الأشخاص في حالة عدم وجودهم إلى جانب هذا أيضا قد يستطيع الشخص المصاب أن يقوم بسماع بعض الأصوات الغير حقيقة والتعامل معها على إنها واقعية.
ثالثا: الوهم
يعني الوهم هو تملك اليقين الداخلي بالإعتقادات الخاطئة في العقل حيث يستمر المرضى في مواجهته هذا حتى بعد وجود دليل واضح وملموس وعقلاني. فعلى سبيل المثال يعتقد المريض أن الناس من حوله يتآمرون ضده او في أوقات أخرى يشعر أن الناس يتحدثون عنه أو يسخرون منه.
رابعا: انخفاض القدرة على التفكير
يعاني مرضى الفصام من انخفاض ملحوظ في القدرة على التفكير والفهم للعديد من المواقف من حولهم حيث في حالة مناقشتهم في بعض الأمور قد يستغرقون الوقت الطويل لفهم ما يتم قوله أو التوجه والإنتقال لموضوعات أخرى ليست لها أي أهمية مطلقا.
خامسا: التغيرات في السلوك
يجب العلم أنه يتم تضمين الأعراض السلوكية أيضا في مرضى الفصام، فغالبا ما يصبح المرضى في هذه الحالة مندفعين، وأحيانا يقومون بالضحك دون التحدث، ومع مرور الوقت، يواجه العديد منهم صعوبة في الجلوس، وفي كثير من الأحيان يشعرون بعدم الارتياح عند الإستيقاظ من النوم.
إقرأ أيضا: الإرهاق العقلي وأهم العلامات التي تدل على حدوثه
سادسا: التغيرات في الحركة
من الطبيعي أن يسبب مرض الفصام حدوث بعض التغيرات السلوكية المتمثلة في نوعيات معينة من الحركة أو القيام أيضا بتكرار بعض الحركات عدة مرات خلال اليوم بشكل ملحوظ أو الصمت عند الحديث بشكل مفاجيء حيث تسمى هذه الحالة بـ “كاتاتونيا” التي من الوارد أن تحدث للبعض والبعض الآخر لا يعاني منها مطلقا.
سابعا: الأعراض المعرفية
لا يمكن ملاحظة الأعراض المعرفية لهذا المرض بسهولة، حيث يمكن أن تقوم هذه الأعراض بإزعاج المريض بشكل خاص فالأشخاص الذين يعانون من مرض انفصام الشخصية ويقومون بالعمل في وظائف محددة قد يجدون صعوبة في أداء ذلك وفقا لقدرتهم المعرفية.
في الأعراض المعرفية، قد يواجه الشخص المصاب صعوبة في اتخاذ أي قرار، وفي حالة تعلم القيام بأي أعمال مهنية قد تكون هناك مشكلة في القيام بذلك. أي أنه بعد تعلم شيء جديد، يواجه هؤلاء الأشخاص صعوبة شديدة في القيام بها.
الجدير بالذكر ان هذه المشكلة تحدث بسبب نسيانهم الملحوظ لكيفية أداء هذه المهام أو أنهم غير قادرين على القيام بذلك بسبب الخوف الشديد الذي يسيطر عليهم. في الوقت نفسه، فإنهم يشعرون بصعوبة في الانتباه إلى الأشياء أثناء أداء المهام.
تعتبر جميع الأعراض السابق ذكرها غير مرئية للاشخاص المحيطين بالشخص المريض، ولكنها تقوم وبشكل كبير بالعمل على إزعاج الشخص المصاب.
ثامنا: العنف
على الرغم من أن مرضى الفصام لا يتميزو بالسلوك العدواني أو العنيف ولكن من الوارد أن يحدث هذا بسبب عدم إتباع روتين العلاج المناسب في الوقت المحدد، فإذا غضب الشخص لسبب ما ولم يكن عقله قادرا على العمل بشكل صحيح، فإنه يبدأ في ارتكاب العنف وأتباع الأنماط العدوانية، وفي هذا الوقت يصبح من الصعب جدا التعامل مع المريض.
كيف يتم علاج مرض “الفصام”؟
يجب معرفة أن الهدف الأساسي من أي علاج يقدم لمرضى انفصام الشخصية هو العمل على تقليل الأعراض المسببة لهذا المرض، وقد يشمل علاج الفصام ما يلي:
- الأدويه الموصوفة طبيبا من قبل المتخصصين
- الرعاية الخاصة (CSC)
- جلسات العلاج النفسي
- الدعم النفسي والعاطفي من جانب المحيطين والاسرة.
كيف يمكن مساعدة المرضى مصابي “الفصام”؟
عند رؤية أي شخص مريض يعاني من الفصام يجب وبشكل ودي القيام بمساندته والعمل على تحفيزه لكي يقوم بطلب الدعم والمساعدة من الاسرة أولا ثم تدريجيا نقوم بتوجيهه نحو العرض على خبير نفسي مختص لنستطيع الوصول لأفضل الحلول والنتائج.
إذا حاول الشخص المصاب إيذاء نفسه، أو الآخرين أو لم يكن قادرا على القيام بعمله بشكل صحيح، فيجب عليه وبشكل فوري زيارة الطبيب، وفي بعض الحالات الشديدة، قد تكون هناك حاجة إلى دخول المستشفى.
يجب العلم أن أفكار الانتحار تتبادر إلى الذهن خلال التعرض لمرض انفصام الشخصية. لذا فعند إكتشاف الإصابة بهذا المرض يجب عدم ترك المريض بمفرده والعمل دائما على تقديم الدعم والرعاية المثالية له.