تعتبر حالة تمدد الأوعية الدموية في الدماغ من أهم وأكثر الحالات المرضية شيوعا عند النساء أكثر من الرجال حيث تعد أكثر الفئات العمرية إصابة بها هي ما بين الـ 40-60 عام. فمن الضروري معرفة أن حالة تمدد الأوعية الدموية في الدماغ هذه تعد مهدد للحياة إذا حدث تمزق أو توسع فيها وبالأخص على الهياكل التشريحية المحيطة. لذا قررنا اليوم إلقاء الضوء على حالة تمدد الأوعية الدموية بشكل توضيحي ومعرفة أهم أسباب وأعراض الإصابة وكيف نستطيع الوقاية منها قدر الإمكان؟
أسباب تمدد الأوعية الدموية الدماغية
تعد عواقب الإصابة بتمدد الأوعية الدموية وخيمة وخطيرة جدا حيث من الممكن أن تحدث الإصابة بها بسبب المعاناة من بعض التشوهات الخلقية في الأوعية الدموية بالدماغ. إلى جانب هذا فقد تبدو هذا الحالة أيضا أكثر ظهورا لدى الأشخاص الذين يعانون من الإجهاد المفرط، مما يؤثر هذا الأمر بشكل مباشر على بنية وعمل الأوعية الدموية الدماغية.
بالإضافة إلى ذلك، فقد يؤدي القيام بتناول تعاطي المشروبات الكحولية والتدخين المتكرر إلى زيادة المعاناة من هذه الحالة المرضية الصعبة وبالأخص إذا كانو قد أصيبو من قبل ببعض الأمراض والإصابات مثل إصابات الدماغ أو تصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم أو التهابات الدماغ.
عوامل الخطر لتمزق تمدد الأوعية الدموية الدماغية
لا نستطيع أن نقوم بتعميم الحالات الإنفجارية الناتجة عن تمدد الأوعية الدموية لأن هذا الأمر قد يختلف بسبب عدة عوامل يجب وضعها في عين الإعتبار وتتمثل في الآتي:
- التعرض للدخان.
- ارتفاع ضغط الدم.
- حجم تمدد الأوعية الدموية
- موقع تمدد الأوعية الدموية.
- سرعة تطور الحالة المرضية.
أعراض تمدد الأوعية الدموية الدماغية
عند قيامنا بالحديث عن علامات تمدد الأوعية الدموية في الدماغ (غير الممزقة)، فيجب العلم أنها تعد نادرا ما تسبب تمدد أي أعراضا واضحة يتم من خلالها الإستدلال على شيء. فالجدير بالذكر أن معظم حالات تمدد الأوعية الدموية هذه تكون بدون أعراض عندما لا تصاب بالتمزق.
من الوارد أن تسبب هذه الحالة بعض الأعراض وبالأخص عندما يتضخم الكيس ويصبح من علامات الضغط والتي تتمثل فيما يلي:
- الصداع المستمر.
- الخدر أو ضعف الأطراف.
- الحول أو تدلي الرموش.
- تغيرات في الرؤية أو الرؤية المزدوجة.
إقرأ أيضا: 8 تدابير هامة للحد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية
مظاهر تمدد الأوعية الدموية الدماغية الممزقة
عند حدوث الإصابة بحالة تمدد الأوعية االدموية ومن ثم يحدث لها تمزق، فسوف تظهر بعض الأعراض التالية:
- الصداع شديد والمفاجئ حيث يصفه المختصون بأنه الصداع الأكثر كثافة على الإطلاق.
- الغثيان والقيء.
- الخوف من الضوء.
- التشنجات.
- الشلل النصفي.
- الغيبوبه.
عند حدوث تمزق أو تمدد بالأوعية الدموية، فإن الدم يتسرب إلى المنطقة المحيطة بالدماغ. وهذا ما يسمى بـ (نزيف تحت العنكبوتية) أو (النزيف السحائي). فيجب العلم أنه اعتمادا على كمية الدم، يمكن أن تحدث حالة من الصداع المفاجئ والشديد حيث يمكن أن يستمر من عدة ساعات إلى عدة أيام أو أكثر، وقد يكون مصحوبا بالغثيان والقيء، وانخفاض الوعي أو الغيبوبة.
يمكن أن يؤدي النزيف الناتج عن هذه الحالة المرضية أيضا إلى تلف الدماغ بصورة مباشرة الذي يحدث عادة عن طريق النزيف في الدماغ مما يمكن أن يؤدي هذا إلى ضعف أو شلل في ذراع أو ساق واحدة، أو صعوبة في التحدث أو فهم الكلام، أو فقدان البصر، والتعرض للنوبات، إلخ.
تشخيص تمدد الأوعية الدموية في الدماغ
عند الاشتباه في تمزق تمدد الأوعية الدموية في الدماغ، يجب على الفور الذهاب إلى أقرب منشأة طبية والعرض على الطبيب المختص الذي سيقوم بتوجيه المريض نحو ضرورة القيام بإجراء فحص التصوير المقطعي المحوسب للجمجمة لمعرفة ما إذا كان هناك نزيف في الدماغ أم لا.
إذا كانت هناك علامات على نزيف توحي بتمزق تمدد الأوعية الدموية الدماغية، فسوف يخضع المريض لفحص التصوير المقطعي المحوسب متعدد التسلسل للأوعية الدماغية للبحث عن تمدد الأوعية. ولكن في بعض الأحيان، لا يمكن إكتشاف هذا الأمر عن طريق الحص السابق حيث سيتم توجيه المريض نحو ضرورة القيام بتصوير الأوعية الدماغية الرقمية لإزالة الخلفية حيث يعد هذا هو المعيار الذهبي لتشخيص هذا النوعية من الأمراض.
يتم تطبيق التصوير بالرنين المغناطيسي أيضا للبحث عن تمدد الأوعية الدموية في الدماغ. ومع ذلك ، نادرا ما يتم استخدامه في حالات الطوارئ، ولكن يشار إليه عادة أثناء الفحص الروتيني أو مراقبة المرضى الذين يتم تشخيص إصابتهم بتمدد الأوعية الدموية الدماغية.
الوقاية من تمدد الأوعية الدموية في الدماغ
توجد عدة طرق نستطيع من خلالها الوقاية من حدوث تمدد في الأوعية الدموية والتي تتمثل في بعض العناصر سنقوم بالعمل على ذكرها فيما يلي:
- اعتماد نظام غذائي علمي وصحي ومفيد.
- البعد تماما عن تناول المشروبات الكحولية.
- الإقلاع عن التدخين.
- علاج الأمراض والسيطرة عليها مثل تصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم.
- ممارسة الرياضة بانتظام بكثافة معتدلة.
- تجنب الإجهاد والإرهاق لفترات طويلة.
- عندما تكون هناك علامات غير طبيعية، وخاصة الصداع طويل الأمد لسبب غير معروف، فمن الضروري الذهاب إلى الطبيب المختص لكي يقوم بتوجية المريض نحو وسائل التشخيص المناسبة لفحص الجهاز الوعائي الدماغي، وخاصة تمدد الأوعية الدموية غير الممزقة وهذا لتلقي العلاج المبكر لتجنب تمزق تمدد الأوعية الدموية وتدهور الحالة المرضية.