يصاب بعض الأشخاص بحالة مرضية يمكن أن تؤدي إلى عدم قدرتهم على التنفس أثناء النوم حيث تسمى هذه الحالة بإنقطاع النفس النومي، فالجدير بالذكر أن هذه الحالة إذا تركت دون علاج، فسوف تؤدي إلى حدوث العديد من المضاعفات القلبية الوعائية والعصبية الخطيرة. لهذا الأمر قررنا أن نتعرف اليوم على ما هي حالة توقف التنفس أثناء النوم؟ وما هي أهم أنماط الحياة الفعالة للتعامل مع هذه الحالة المرضية بشكل سليم؟
ما هي حالة توقف التنفس أثناء النوم؟
يعتبر توقف التنفس أثناء النوم، المعروف أيضا بفقدان التنفس المؤقت، من الحالات المرضية التي تظهر من خلال توقف الشخص عن التنفس لمدة قصيرة حيث يحدث هذا خلال فترات النوم.
يجب العلم أن التوقف في التنفس يحدث عدة مرات خلال فترات الليل وقد يستمر لثواني أو دقائق قبل استعادة التنفس السليم مرة أخرى. فالجدير بالذكر أن هذه الحالة قد تكون خطيرة إذا لم يتم تشخيصها بشكل صحيح، والتعامل معها بكثير من الأهمية والحرص.
ما هي أهم المضاعفات المترتبة على توقف التنفس أثناء النوم؟
يمكن أن يسبب توقف التنفس أثناء النوم حدوث عدد من المضاعفات الخطيرة، وبالأخص إذا تركت دون علاج، ومن أهم هذه المضاعفات:
- تفعيل مشاكل الصحة العقلية.
- ضعف الوظيفة المناعية.
- المساهمة في فقدان الذاكرة.
- زيادة خطر الإصابة بفشل عمل القلب.
من أهم طرق العلاج الشائعة لتوقف التنفس أثناء النوم هو القيام بالإستعانة بأجهزة التنفس والأدوية العلاجية والتدخلات الجراحية. إلى جانب ذلك، يمكن أن تساعد بعض التغييرات في نمط الحياة والرعاية المنزلية في تحسين نوعية الحياة والوقاية من حدوث هذه الحالة المرضية الخطيرة.
ما هي أفضل أنماط الحياة للتعامل مع مشكلة توقف التنفس أثناء النوم؟
تعد العلاجات التقليدية لانقطاع النفس النومي من أهم الأسباب التي تجعل الكثير من الناس يشعرون بعدم الارتياح. لذلك، غالبا ما يفضل هؤلاء الأشخاص اللجوء إلى بعض التغيرات في الأنماط الحياتية للخروج من دوامة هذه الحالة المرضية. وفيما يلي سنقوم بذكر هذه الطرق بمزيد من التوضيح.
أولا: الحفاظ على وزن صحي
يجب على الأشخاص الذين يعانون من توقف التنفس أثناء النوم الحفاظ على وزن صحي ومثالي. فالجدير بالذكر أن السمنة، وخاصة في الجزء العلوي من الجسم من الممكن أن تزيد من خطر انسداد مجرى الهواء وتضيق الخياشيم. مما يتسبب هذا في جعل الجسم أكثر عرضة لانقطاع النفس المفاجئ أو انقطاع النفس طويل الأمد أثناء النوم.
يمكن أن يساعد الحفاظ على وزن صحي أيضا في الحفاظ على نظافة مجرى الهواء، مع تقليل أعراض انقطاع النفس النومي حيث أظهرت بعض الأبحاث أن الأشخاص الذين يتمتعون بوزن صحي قد لا يحتاجون إلى جراحة مجرى الهواء العلوي أو علاج جهاز التنفس الصناعي CPAP الذي يتم إستخدامه على المدى الطويل.
ثانيا: ممارسة تمارين اليوغا
كما نعلم جميعنا أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام من الأمور التي تقوم بزيادة صحة القلب والمساعدة على تخفيف أعراض توقف التنفس أثناء النوم. فعلى وجه التحديد، يمكن أن تساعد تمارين اليوغا في تحسين قدرة التنفس وزيادة تدفق الأكسجين في الدم.
يجب العلم أن توقف التنفس أثناء النوم يرتبط بانخفاض تشبع الأكسجين في الدم ومع ممارسة هذه النوعية من التمارين فإنها تعمل على تحسين تدفق كمية الأكسجين من خلال تمارين التنفس المختلفة. مما ينتج عن هذا تقليل عدد الانقطاعات التنفسية أثناء النوم.
ثالثا: العمل على تغير وضعيات النوم
في كثير من الأوقات يمكن أن يؤدي تغيير وضعيات النوم إلى تقليل أعراض توقف التنفس أثناء النوم وتحسين وقت الراحة ليلا حيث أثبتت العديد من الدراسات أن أكثر من نصف حالات انقطاع النفس الانسدادي مرتبطة بأوضاع النوم.
يجب العلم أن النوم في بعض الأوضاع الخاطئة من الأمور التي يمكن أن تؤدي إلى حدوث تفاقم أعراض المرض. الجدير بالذكر أن بعض البالغين، يمكن أن يساعدهم أمر النوم على الجانبين في التنفس بشكل طبيعي والتغلب على هذه المشكلة. لذا يفضل في هذه النقطة الصحية التحدث إلى الطبيب لاختيار وضعية النوم التي تساعد على تقليل أعراض توقف التنفس أثناء النوم.
رابعا: إستخدام المرطبات الهوائية
يتسبب الهواء الجاف في حدوث الكثير من التهيج في الجسم، والجهاز التنفسي بشكل خاص. لذلك، يمكن أن يساعد استخدام المرطبات الهوائية في تنظيف الشعب الهوائية وتقليل الملوثات.
نستطيع إتمام هذه المهمة من خلال إضافة بعض الزيوت المرطبة الأساسية مثل زيت اللافندر أو النعناع أو الأوكالبتوس حيث تعد هذه الزيوت ذات تأثيرات مضادة للالتهابات ومهدئة، وهو أمر رائع للأشخاص الذين يعانون من توقف التنفس أثناء النوم.
شيء واحد فقط يجب مراعاته عند استخدام هذا الجهاز ألا وهو الحاجة إلى تنظيفه بشكل صحيح. نظرا لأن الجهاز يمكن أن يحتوي على العفن والبكتيريا، مما قد يؤثر ذلك على جودة الهواء.
خامسا: التوقف عن التدخين
لتقليل مضاعفات توقف التنفس أثناء النوم، يجب علي من يعانون من هذه المشكلة الصحية رجالا كانو أم إناث الإقلاع عن التدخين بصورة نهائية. فالجدير بالذكر أن هذه العادة السيئة يمكن أن تؤدي إلى حدوث الشخير وتعطيل دورة النوم. بالإضافة إلى تعزيز الإصابة بإلتهاب الشعب الهوائية ومنع تدفق الهواء عبر الجهاز التنفسي.
سادسا: الإستعانة بالأجهزة المساعدة
يمكن أن تساعد بعض أجهزة المساعدات الفموية في علاج انقطاع النفس النومي عن طريق تغيير موضع الفك أو اللسان، مع إبقاء مجرى الهواء مفتوحا أثناء النوم. تعمل هذه الأجهزة عن طريق تحريك الفك السفلي أو اللسان للأمام لتقليل الاحتقان في الجزء الخلفي من الحلق. فالجدير بالذكر أن هذه الأجهزة آمنة ويمكن بيعها بدون الإستعانة وصفة طبية.
في النهاية نريد التأكيد على أن التغييرات الصغيرة في الأنماط الحياتية تستطيع أن تعمل على تقليل أعراض انقطاع النفس النومي بشكل كبير. ومع ذلك، لا تزال الوصفات الطبية أو العلاجات الدوائية الجراحية ضرورية لعلاج هذه الحالة المرضية. بوجه عام يجب أن تتم جميع هذه الأمور تحت إشراف طبي للوصول لأفضل النتائج.