يعد تناول أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم من الأمور الهامة جدا التي تمنع حدوث الإصابة بمضاعفات إرتفاع ضغط الدم إلى جانب تقليل خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية. ومع ذلك، من الوارد أثناء القيام بتناول هذه الأدوية معاناة بعض المرضى من عدة آثار جانبية خطيرة ناتجة عن إعتياد تناولها ومسببة العديد من الأزمات والمشاكل الصحية. لذا يجب على مرضى إرتفاع ضغط الدم ملاحظة هذه الأعراض الغير طبيعية والتعامل معها بشكل جاد حيث الذهاب بشكل فوري للطبيب، ومن خلال موقعنا سنقوم الآن بالتعرف على أهم هذه الأعراض بشكل مفصل.
الآثار الجانبية الغير آمنة عند تناول أدوية ارتفاع ضغط الدم
توجد عدة آثار جانبية مترتبة على تناول أدوية علاج إرتفاع ضغط الدم والتي تتمثل في الآتي:
أولا: السعال الجاف المستمر
يعتبر الأنجيوتنسين هو مضيق للأوعية وعلاج لارتفاع ضغط الدم حيث أن مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين يشار إليها بـ ACE (إنزيم تحويل الأنجيوتنسين) الذي يلعب دورا فعالا في علاج هذا المرض عن طريق تثبيط تأثير مضيق للأوعية من الأنجيوتنسين على الشرايين، ومساعدة الأوعية الدموية على الاسترخاء، وخفض ضغط الدم.
ومع ذلك، فإن الدواء غالبا ما يسبب السعال الجاف لفترات طويلة حيث أن هذه الحالة من الحالات التي لا يمكن علاجها بأدوية السعال الشائعة. فإذا كان ظهور لهذا العرض، فيجب على المريض الذهاب إلى الطبيب لاستبعاد أي أسباب مرضية واردة من الجهاز التنفسي، أو الأنف والأذن والحنجرة، أو الرئتين، وبالتالي يتم العمل على وصف العلاج المناسب طبقا للحالة الصحية ولكن مع مرضى إرتفاع ضغط الدم غالبا ما يتمثل العلاج في تغيير الدواء للمريض.
بالإضافة إلى ما سبق ذكره، فمن أهم الآثار الجانبية الأخرى التي قد تصادف عند تناول مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين هي الشعور بالتعب، وفقدان الشهية، وفقدان الوزن، واضطرابات إنزيم الكبد، والفشل الكلوي. لذا يجب على النساء المصابات بارتفاع ضغط الدم أيضا الحرص على عدم استخدام هذه المجموعة من الأدوية عند الاشتباه في كونهم حوامل.
ثانيا: ظهور الوذمات
بعض الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم من الوارد أن يصابو ببعض الوذمات في الأطراف السفلية كأثر جانبي لحاصرات قنوات الكالسيوم، خاصة عند استخدام أدوية الـ (أملوديبين).
الجدير بالذكر أنه غالبا ما تستخدم حاصرات قنوات الكالسيوم معا أو بشكل منفصل عن الأدوية الأخرى لعلاج ارتفاع ضغط الدم حيث تعمل آلية هذه الأدوية عن طريق إرخاء الأوعية الدموية بحيث يمكن للدم أن يدور بسهولة أكبر.
حتى الآن ، لا يزال دواء الأملوديبين خيارا آمنا وفعالا للأدوية الخافضة للضغط ، خاصة مع المرضى كبار السن، فعند الذهاب إلى الطبيب المختص يحتاج المريض إلى إبلاغ الطبيب عن تاريخ أمراض القلب والأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم واستخدام أدويته حتى يصف الطبيب الدواء المناسب لحالته الصحية ولكن في حالة ظهور بعض هذه الوذمات التي تسببها حاصرات قنوات الكالسيوم، فيجب على المرضى إجراء الاختبارات التي يحددها الطبيب والعمل على إتباع طرق العلاج المناسبة لهذا الوضع الصحي.
إقرأ أيضا: هل يمثل ارتفاع ضغط الدم الليلي أي خطورة؟
ثالثا: التشنج القصبي
تعد بعض أدوية علاج إرتفاع ضغط الدم مثل أتينولول، وبيسوبرولول، ونيبيفولول، وكارفيديلول، وميتوبرولول، إلخ من الأدوية الغير مناسبة في كثير من الأحيان للمرضى الذين لديهم تاريخ من الربو القصبي والربو العام ومرض الانسداد الرئوي المزمن بالإضافة أيضا إلى إمكانية تفاقم هذه الأعراض.
لذلك، يحتاج المرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم إلى إبلاغ الطبيب المعالج بشكل كامل بتاريخهم الطبي لتجنب التعرض لآثار جانبية تسبب التشنج قصبي. إلى جانب هذا، فيجب على الأشخاص المصابين بداء السكري وتناول الأنسولين توخي الحذر الشديد، لأن أدوية حاصرات بيتا هذه يمكن أن تخفي أيضا علامات نقص السكر في الدم لدى مرضى السكري.
بعض الملاحظات الهامة عند استخدام الأدوية لعلاج ارتفاع ضغط الدم
للتحكم الجيد في ضغط الدم يتطلب من المرضى اتباع تدابير نمط الحياة والنظام الغذائي المتوازن، والإقلاع عن التدخين، والعمل على ممارسة النشاط البدني لمدة 30 دقيقة في اليوم والعمل على العلاج الدوائي على النحو الذي يحدده الأطباء. ومن خلال مراعاة بعض المعايير التالية:
– الالتزام بتناول الجرعات الصحيحة وفي أوقاتها المناسبة. بالإضافة إلى وجوب محافظة المرضى على عادة تناول الدواء بانتظام في نفس الوقت كل يوم حيث يساعد هذا في ضمان عمل الدواء في أفضل حالاته، والتقليل من مخاطر الآثار الجانبية.
– عدم زيادة الجرعة أو إنقاصها أو التوقف عن استخدام الدواء فجأة حيث أن كثير من المرضى، عندما يرون ضغط الدم في حالة إستقرار، فيقومون بتجنب تناول الدواء من تلقاء أنفسهم، مما يمكن أن يسبب هذا ارتفاع ضغط الدم بسرعة دون أن يدرك المريض، مما يؤدي إلى زيادة فرص حدوث مضاعفات خطيرة في القلب والأوعية الدموية مثل السكتة الدماغية.
من ناحية أخرى، لا يسمح للمرضى أيضا بزيادة جرعة الأدوية الخافضة للضغط بشكل تعسفي دون وصفة طبية، والعمل على تجنب الاستخدام غير السليم الذي يسبب آثارا غير مرغوب فيها، مما يؤثر هذا الأمر على الأعضاء الأخرى في الجسم.
– يجب أن يتم تناول جميع الأدوية بالماء حيث أن العديد من المرضى قد يلجأن إلى الشاي أو العصاير عند الحصول على هذه الأدوية مما قد يؤدي هذا إلى حدوث بعض التفاعلات الدوائية، والتأثير على فاعلية الدواء.
– الإلتزام قدر الإمكان بفحوصات المتابعة المنتظمة حيث يجب التأكيد على أن ارتفاع ضغط الدم هو مرض مزمن يتطلب علاجا فعالا مدى الحياة. بشكل عام يحتاج مرضى ضغط الدم المرتفع إلى العودة للطبيب المعالج عند نفاذ الدواء حتى يتمكن من تقييم فاعلية العلاج، والتي يمكن من خلالها تعديل الجرعة أو تغييرها حسب الحاجة الصحية.