تمر المرأة الحامل بالعديد من الظروف الصحية التي تجعلها في بعض اللحظات عرضة لخطر الولادة المبكرة، مما يستدعي هذا الطبيب إلى تقديم النصيحة بضرورة الحصول على حقنة نضوج الرئة حيث أنها تعتبر وسيلة مهمة تلعب دورا رئيسيا في مساعدة الجنين على زيادة فرص بقاءه على قيد الحياة، والحد من مضاعفات فشل الجهاز التنفسي، وتقليل تأثير المضاعفات الناجمة عن الولادة المبكرة. في العموم يجب عليكِ عزيزتي المرأة الحامل أن تقومي بالتعرف على حقن نضج الرئة بمزيد من التفصيل من حيث فوائدها وعيوبها ومضاعفاتها وهذا للاستعداد بشكل أفضل لولادة طفلك.
ما هي حقنة نضوج الرئة؟
تعتبر حقن نضج الرئة من أهم الوسائل التي تقوم بمساعدة رئتي الجنين على التطور، والنمو بسرعة أكبر مما يساعد هذا في العمل على تقليل خطر إصابة الأطفال الخدج بفشل عمل الجهاز التنفسي لأن الرئتين لم تتطور بشكل كامل بعد.
يجب العلم أنه هذه الطريقة تقوم أيضا بالتقليل من خطر الإصابة بالإلتهابات الجهازية، والنزيف الدماغي، والتأخر في النمو، ووفاة الأطفال الخدج، وحماية الأطفال حديثي الولادة الذين يعانون من سوء التغذية.
من الهام جدا معرفة أن الحقن الرئوية المتواجدة حاليا هي حقن الكورتيكوستيرويدات. فالجدير بالذكر أن هناك نوعان من الأدوية الرئوية شائع إستخدامهم ألا وهما الـ “بيتاميثاتسون”، و الـ “ديكساميثازون”.
ما مزايا إستخدام هذان النوعان من حقن الرئة؟
- ضعف القدرة على المقاومة، والمناعة وتحقيق الهدف المرجو.
- يستمر التأثير لفترة أطول من حقن الهيدروكورتيزون.
- الدواء يعبر المشيمة بشكل سليم مما يحقق أقصى إستفادة للجنين.
- الدواء لا يدوم طويلا في الدورة الدموية للطفل أي بمعدل زمني 40 ساعة فقط.
ما هو تأثير حقن نضج الرئة؟
يمكن أن يؤدي تناول حقن نضج الرئة بين الأسبوعين الـ 25، و33 من الحمل إلى تسريع نمو رئة الجنين بشكل كبير حيث يزيد هذا من فرص بقاء الأطفال الخدج على قيد الحياة. بالإضافة إلى ذلك، توجد العديد من المزايا، والفوائد لهذه الحقن حيث تشمل ما يلي:
- التقليل من الخطر الذي يحيط بالأطفال الخدج ممن يعانون من مشاكل في الرئة مثل فشل الجهاز التنفسي، وخاصة أولئك الذين يولدون قبل الأوان.
- التقليل بنسبة كبيرة من حدوث خطر النزيف في الدماغ.
- الحماية من خطر الإصابة بمرض الأمعاء الخطير المسمى التهاب الأمعاء، والقولون الناخر.
- مساعدة رئة الطفل على العمل بشكل أفضل بعد الولادة.
من الهام معرفة أنه يمكن النظر في دورة ثانية من تناول حقنة نضوج الرئة إذا كانت الجرعة الأولى قد مر عليها أكثر من أسبوعين، ولا يزال الجنين داخل رحم الأم معرضا لخطر الولادة المبكرة حيث تشير الدراسات إلى أن الحقن الثاني من دواء الرئة قد يكون له فوائد جمة وأهمها التقليل من أخطار، ومشاكل الجهاز التنفسي، وعواقب وخيمة كثيرة أخرى.
إقرأ أيضا: أيهما تفضلي .. الولادة الطبيعة أم القيصرية
كيف تعمل الأدوية الرئوية؟
عندما يتم حقن النساء الحوامل بالأدوية الرئوية سوف يقوم هذا الدواء بإتباع الأوعية الدموية إلى جسم الجنين، ويعمل بعدة طرق:
- تعمل هذه الحقن على زيادة القدرة على إنتاج الفاعل بالسطح، وهو ما يكفي فقط بعد مرور الـ 32 أسبوعا من الحمل فيجب العلم أن الفاعل بالسطح له دور في تقليل التوتر السطحي لطبقة السائل السنخي، ومواجهة القوة المرنة للرئتين. فبدون حدوث إنتاج كاف لخافض التوتر السطحي، تكون الرئتان معرضتين لخطر الانهيار، مما يؤدي هذا إلى فشل عمل الجهاز التنفسي.
- زيادة حجم الرئة.
- التقليل من كمية السوائل في الرئتين.
ما هي الحالات التي يتم فيها الإحتياج إلى الحصول على حقن دعم الرئة؟
يوجد العديد من الحالات التي يصف فيها الأطباء ضرورة تناول حقن نضوج الرئة. فالجدير بالذكر أن هذه الحالات تشمل ما يلي:
- يوصى بضرورة تناول دورة واحدة من الكورتيكوستيرويدات للنساء الحوامل اللائي تتراوح أعمارهن بين الـ 24 و 33 حيث يعتبرن معرضات لخطر الولادة المبكرة في خلال 7 أيام بسبب الإصابة بحدوث التمزق الأمنيوسي، والحمل المتعدد.
- يوصى بحصول النساء الحوامل على دورة واحدة من بيتاميثازون بين الأسبوعين الـ 34 و 37 وذلك لتعرضهن لخطر الولادة المبكرة في غضون 7 أيام، ولم يقمن بالحصول سابقا على أي علاج كورتيكوستيرويد.
- لا ينصح بالعمل على تكرار العلاج أكثر من جرعتين وفي العموم لابد أن يكون هذا الأمر تحت الإشراف الطبي.
في العموم لا تزال فوائد الحقن المعززة، أو الكورتيكوستيرويدات الطارئة للحمل المبكر محل نقاش الكثير من الدراسات والأبحاث.
في الحالات المذكورة أعلاه، تحتاج النساء الحوامل إلى دخول المشفى لكي تتم مراقبتهن من قبل الطبيب المتابع لحالتهن، وللحصول على أفضل تأثير، يجب إعطاء دواء الرئة قبل 24 ساعة على الأقل من الولادة وليس أكثر من أسبوع قبل تاريخ ولادة الطفل. فالجدير بالذكر أن توقيت حقن الكورتيكوستيرويد للأطفال الخدج أمر بالغ الأهمية لنجاح هذا النهج، فإذا تم إعطاء الحقن في خلال فترة زمنية أكثر من أسبوع قبل الولادة؛ سيتم تقليل تأثيرها بصورة ملحوظة.
ما هي مضاعفات تناول حقن نضوج الرئة للأم الحامل؟
أولا: مضاعفات حقن نضوج الرئة على الجنين
لا يوجد دليل ملموس على الآثار السلبية التي يمكن أن يتعرض لها الجنين إذا حقنت المرأة الحامل بحقنة نضج الرئة. ومع ذلك، تشير بعض الدراسات القديمة إلى أن الأجنة المعرضة لدورات متكررة من حقن الأدوية الرئوية داخل الرحم هم أكثر عرضة لفقدان الوزن، والطول، والمحيط عند الولادة.
فعلى الرغم من أن الأطفال المعالجين بهذه الحقن كانوا أكثر عرضة لأن يكونوا أصغر حجما عند الولادة، ولكن لم يتم العثور على أي ضرر طويل الأجل تجاه هذا الأمر.
قد أظهرت بعض الدراسات أنه توجد صلة بين حصول الأم على حقن نضوج الرئة، واضطراب نقص الانتباه، وفرط النشاط لدى الأطفال حيث يشعر بعض الخبراء بالقلق أيضا من أن الاستخدام طويل الأمد لجرعات عالية من أدوية الرئة يمكن أن يضر بنمو دماغ الجنين.
ثانيا: مضاعفات حقن نضج الرئة على المرأة الحامل
إلى هذه الأوقات لم يتم إكتشاف أي مضاعفات ضارة بصورة كبيرة على المرأة الحامل نتيجة حصولها علة هذه الحقن، فالإستثناء الوحيد الواقع هو أن الحوامل اللواتي خضعن لدورات متعددة من العلاج بالحقن الرئوية، يعانين من حدوث بعض مشاكل في النوم.
من الهام معرفة أنه وارد حدوث بعض المضاعفات الأخرى عند النساء الحوامل اللائي يلدن أطفالا خدج تتمثل فيما يلي:
- إرتفاع مستوى السكر في الدم الخفيف حيث يحدث هذا كتابع للحقن الأول أي بعد 12 ساعة وقد يستمر هذا الأمر لمدة 5 أيام تقريبا. لذلك، يجب العمل على إجراء فحص سكري الحمل قبل الحقن؛ أو بعد 5 أيام وهذا للحصول على نتائج دقيقة، ومن ثم القيام بمراقبة الوضع بمزيد من الإهتمام والحرص بالأخص للحوامل المصابات بسكري الحمل.
- زيادة نسب كريات الدم البيضاء بمعدل 30 ٪ بعد مرور 24 ساعة من الحقن ومن ثم معاودتها إلى وضعها الطبيعي بعد 3 أيام.
في النهاية إنتبهي عزيزتي الحامل.. فبمجرد وجود علامات تهدد بحدوث الولادة المبكرة، يجب عليكِ الذهاب بشكل فوري إلى المشفى، وهذا لتوقيع الفحص المبكر، ووصف العلاج اعتمادا على الحالة، فقد يقوم الطبيب بوصف دواء لتخفيف تقلصات الرحم، أو اللجوء لحقن نضوج الرئة.
بالإضافة إلى حالات التهديد بالولادة المبكرة، يشار أيضا إلى ضرورة الحصول على حقن نضوج الرئة في حالات سوء تغذية الجنين، والأمهات الحوامل ذو الأعمار الكبيرة، وحالات الحمل المتعدد حيث يجب على النساء الحوامل آنذاك استشارة الطبيب، ومعرفة إيجابيات وسلبيات ومضاعفات حقن نضوج الرئة قبل إتخاذ القرار بشأن تناول هذه الحقن.