بشكل رئيسي، يحتاج كبار السن إلى مزيد من الراحة البدنية لاستعادة صحتهم والحفاظ على ذاكرتهم، ولكن في حال ممارسة عادة السهر لأوقات متأخرة ليلا أو فقدان النوم أو عدم النوم بعمق حيث تعد جميع هذه الأمور شائعة مع أصحاب هذه الفئة العمرية، فسوف يزيد هذا من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري واضطرابات الجهاز الهضمي ونقص المناعة وحتى الخرف. لذا، فينصح الأباء بأهمية إجراء بعض التعديلات لأنماط الحياة وتحسين النوم للمساعدةعلى تقليل المخاطر وتحسين نوعية الحياة في سن الشيخوخة. بشكل أكثر فهما، سنتحدث اليوم على أزمة السهر عند كبار السن لأوقات متأخرة ليلا وما هي أهم الآثار والتداعيات السلبية المترتبة على هذا الأمر.
أهمية النوم السليم على صحة كبار السن
أهمية النوم السليم على صحة كبار السن
مما لا شك فيه، أن لآلية النوم الصحي السليم العديد من الفوائد للجسم مثل التمتع بالكثير من الراحة وتباعا استعادة وتجديد طاقة الجسم، وكذلك تحسين جودة الوقت الذي يقضيه الدماغ للتخلص من السموم والحفاظ على توازن الأنشطة البيولوجية.
بناء على الفوائد السابق ذكرها، فيمكننا القول بأنه عندما يتم حدوث حالة من الخلل في نوم كبار السن فسوف تنخفض كفاءة الحالة الصحية بشكل شامل.
الآثار السلبية الناتجة عن سهر وقلة نوم كبار السن
1) ضعف جهاز المناعة
ضعف جهاز المناعة
غالبا ما يعاني كبار السن الذين يبقون مستيقظين لأوقات متأخرة ليلا إلى إضعاف جهاز المناعة بشكل كبير. على سبيل التوضيح، تسبب قلة النوم حدوث حد من قدرة الجسم على إنتاج الأجسام المضادة والخلايا للحماية من الفيروسات والبكتيريا.
لذلك، فهم أكثر عرضة لنزلات البرد والإنفلونزا والالتهاب الرئوي، كما أن وقت الشفاء من بعض الحالات المرضية يكون أطول من المعتاد، ومن ثم يعد هذا هو السبب في أن كبار السن غالبا ما يعانون من أمراض الجهاز التنفسي مرارا وتكرارا خاصة في موسم البرد.
2) زيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب
زيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب
يعد النوم هو الوقت المناسب لتمتع القلب والأوعية الدموية بالراحة المرجوه. لذا،وفي حال الاستيقاظ لأوقات متأخرة في كثير من الأحيان، فسوف يكون الجهاز العصبي دائما في حالة من التوتر، ويقوم القلب بالنبض بشكل أسرع، ويرتفع ضغط الدم.
على المدى الطويل، سوف يزيد هذا الروتين من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وفشل القلب والسكتة الدماغية أما في كبار السن تحديدا، فسوف يكون الخطر أكبر لأن الأوعية الدموية أقل مرونة ومن ثم يضعف نظام القلب والأوعية الدموية بطبيعته مع تقدم العمر.
3) الإصابة باضطرابات التمثيل الغذائي
الإصابة باضطرابات التمثيل الغذائي
بوجه عام، تتسبب قلة النوم في حدوث خلل بالتوازن الهرموني في الجسم، وتباعا قد يتعرض كبار السن الذين يبقون مستيقظين لوقت متأخر ليلا لزيادة الشهية الغذائية، وخاصة الحلويات والنشويات، وبالتالي زيادة الوزن.
في الوقت نفسه، وفي حال السهر لفترة زمنية طويلة فسوف يترتب على ذلك أيضا الحد من حساسية الأنسولين، مما يؤدي ذلك إلى زيادة مخاطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2 أما فيما يتعلق بالأشخاص الذين يعانون بالفعل من أمراض كامنة مثل مرض السكري أو دهون الدم أو ارتفاع ضغط الدم، فهم أكثر عرضة للمضاعفات.
إقرأ أيضا: لماذا يجب على كبار السن المشي لمدة 30 دقيقة يوميا؟
4) ضعف الذاكرة والإصابة بالخرف
ضعف الذاكرة والإصابة بالخرف
يلعب النوم العميق دورا في تقوية الذاكرة، مما يساعد هذا الدماغ على تنظيف السموم العصبية. لذا، وفي حال استمرار المعاناة من الأرق ، فلن يكون لدى الدماغ وقت للراحة والتعافي، مما يؤدي هذا إلى ضعف الذاكرة وصعوبة التركيز وردود الفعل البطيئة.
في كبار السن، يعد هذا سببا مهما لزيادة مخاطر الإصابة بالخرف ومرض الزهايمر، مما يترتب على ذلك فقدان القدرة على الاعتناء بأنفسهم لمجرد الحرمان من النوم لفترات طويلة.
5) الآثار النفسية السلبية
الآثار النفسية السلبية
غالبا ما يكون كبار السن حساسين نفسيا، وخاصة عند حرمانهم من النوم حيث يكونون أكثر عرضة للانفعال السريع والقلق وحتى الاكتئاب.
تعد الحلقة المفرغة من الأرق، والإجهاد، والمزيد من الأرق من الأسباب الأساسية التي تتسبب في حدوث حالة من التدهور العقلي وانخفاض كبير في نوعية الحياة، وزيادة مخاطر الإصابة بالاكتئاب المزمن مرتفعا للغاية.
6) زيادة مخاطر السقوط والحوادث
زيادة مخاطر السقوط والحوادث
النوم السيئ يجعل كبار السن أكثر عرضة في كثير من الأحيان للشعور بالنعاس أثناء فترات النهار، بالإضافة إلى المعاناة من بطئ التفاعل والتعرض للدوخة.
الجدير بالذكر، أن هذا هو السبب الرئيسي الذي يزيد من مخاطر السقوط في الحياة اليومية حيث قد تحدث العديد من حالات الكسور والإصابات الخطيرة بسبب الأرق وكثرة الاستيقاظ لأوقات متأخرة ليلا.
7) المعاناة من اضطرابات الجهاز الهضمي
المعاناة من اضطرابات الجهاز الهضمي
عند السهر لأوقات متأخرة ليلا، فسوف يتم أيضا عكس نشاط الجهاز الهضمي حيث يمكن إفراز حمض المعدة أكثر من المعتاد في الليل، مما يتسبب هذا في الإصابة بالارتجاع وقرحة المعدة وعسر الهضم.
في هذه الآونة، سوف يكون كبار السن الذين يعانون من الجهاز الهضمي الحساس أكثر عرضة للإصابة بمشاكل معوية خاصة في حال استمرار السهر لفترات زمنية طويلة.
8) التعرض لمخاطر الإصابة بانقطاع النفس النومي
التعرض لمخاطر الإصابة بانقطاع النفس النومي
تعد أزمة توقف التنفس أثناء النوم من الحالات المرضية الشائعة لدى كبار السن، وتباعا تتسبب عادة السهر لأوقات متأخرة ليلا في جعل فرص التعرض لهذه الأزمة المرضية أكبر.
يترتب على أزمة انقطاع النفس المطول أثناء الليل حدوث حالة من انخفاض إمداد الدماغ بالأكسجين، مما يؤدي ذلك إلى زيادة مخاطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم وفشل القلب والسكتة الدماغية حيث يعد هذا هو أحد المضاعفات الخطيرة والتي من الوارد عدم ملاحظتها من جانب كبار السن الذين يعانون من الأرق.
حلول لمساعدة كبار السن على تحسين النوم
حلول لمساعدة كبار السن على تحسين النوم
عند الرغة في تعديل جودة النوم عند كبار السن، فمن الواجب عليهم الحفاظ على نمط حياة علمي وتعديل عاداتهم المعيشية بشكل معقول عن طريق الآتي:
- النوم في الوقت المحدد حيث يوصى بالذهاب إلى الفراش قبل الساعة الـ 10 مساء والحفاظ على 7-8 ساعات من النوم كل ليلة.
- القيام بإنشاء مساحة نوم مريحة عن طريق التواجد في غرفة نوم هادئة ومظلمة وجيدة التهوية وتجنب الضوء من التلفزيون أو الهاتف.
- التقليل من تناول المشروبات المحفزة مثل القهوة والشاي في المساء.
- أداء بعض التمرينات الرياضية الخفيفة أثناء النهار مثل المشي واليوغا لتسهيل النوم ليلا.
- تناول الطعام باعتدال خلال فترة المساء حيث ينصح بالوجبات الخفيفة سهلة الهضم.
- الحفاظ على الاسترخاء العقلي عن طريق القراءة الخفيفة، وأخذ أنفاس عميقة قبل النوم لتقليل التوتر.
- إجراء الفحوصات الصحية الروتينية في حال استمرار أزمة الأرق أو ظهور علامات توقف التنفس أثناء النوم، فمن الضروري مراجعة الطبيب للتشخيص والعلاج المبكر.