في لحظة ما هل راودتك عزيزتي حواء فكرة وجود طفل ملائكي داخل قلبك ومنزلك؟ إذن فقد جاء وقت الإستعداد والتأهب قبل الخوض في هذه التجربة حيث تعد هذه الفترة من الفترات العصيبة جدا على جميع النساء لما يصاحبها من إرهاق بدني، ونفسي، وصحي. لذلك من الهام والضروري على المرأه قبل إتخاذ قرار الحمل أن تقوم بالعمل على إعداد بنيانها بشكل صحي لكي تستطيع أن تستقبل هذه الفترة بمزيد من القدرة البدنية والتحمل. لذا فقد جئنا اليوم بمقالنا هذا لكي نتعرف على أهم الخطوات التي تستطيع حواء القيام بها لكي تستطيع إعداد صحتها لإستقبال هذه الفترة.
ما هي أهم العوامل التي يجب الإهتمام قبل الخوض في تجربة الحمل؟
أولا: التغذية
إلى وقتنا هذا لا يزال الكثير من النساء يعتقدن أنه يجب فقط أثناء فترة الحمل تناول العناصر الغذائية الكافية لقضاء حمل صحي آمن، ولكن هذا الإعتقاد غير صحيح إطلاقا، فالحقيقة هي أنه من الضروري على أي إمرأة ترغب في خوضها تجربة الحمل أن تبدأ في تناول المكملات الغذائية قبل 1 إلى 3 أشهر على الأقل من التخطيط لإنجاب الأطفال، وهذا لكي تستطيع إمداد بنيانها بأفضل العناصر الغذائية التي تساعد على حدوث الحمل بشكل أسهل، وقضاء هذه الفترة بشكل يسير ومريح بقدر الإمكان حيث توفير ظروف جيدة لنمو الطفل.
قومي سيدتي بالعمل على تناول العناصر الغذائية الصحية بشكل يومي، والحصول على ما يكفي من الطاقة اللازمة لجسمك بالإضافة إلى ضرورة تجنب تناول القهوة ومنتجات الكافيين بكثرة والبعد كل البعد عن التدخين في صورته المباشرة أو السلبية.
من أهم الفيتامينات التي تعتبر من المكملات التحضيرية للحمل هو حمض الفوليك (فيتامين المجموعة ب)، فيجب العلم أن هذا الفيتامين يساعد على الحد من حدوث عيوب الأنبوب العصبي الجنيني، ولكن من الضروري القيام بإستشارة الطبيب عند الرغبة في تناوله، وهذا لتجنب تناول المكملات الغذائية بشكل زائد وغير صحي.
ثانيا: مشاكل الوزن
قومي عزيزتي وبشكل رئيسي بالعمل على التحقق من وزنك قبل حدوث الحمل، وهذا لأن الإصابة بالنحافة الشديدة، أو زيادة الوزن تعتبر من أهم الأسباب التي تؤدي إلى صعوبة الحمل. لذلك، تحتاجين سيدتي القيام بضبط وزنك بشكل صحيح قبل أن تقررين إنجاب الأطفال.
من الهام عدم التسرع في القيام بإنقاص الوزن عن طريق تطبيق نظام غذائي صارم، وقاسي، وهذا لأن ذلك قد يسبب الكثير من المشاكل الصحية للجسم بسبب فقدان بعض العناصر الغذائية الضرورية، والهامة التي تضر بالصحة، وثؤثر على حدوث فرص في الحمل. في العموم إذا لزم الامر يجب المتابعة مع أخصائي تغذية مختص للعمل علي تنظيم هذا الامر.
إقرأ أيضا: البكاء أثناء الحمل .. هل يمكن أن يؤثر على صحة الجنين؟
ثالثا: إعداد الصحة النفسية
من الهام القيام بالعمل على إعداد صحة نفسية مريحة قبل الخوض في هذه التجربة التي يشوبها الكثير من الصعوبة على الجانب الصحي والنفسي مما قد يؤدي ذلك إلى خلق ضغط على النفس ، والتأثير على الصحة العقلية والجسمانية.
في حالة تملك مشاعر التوتر، والقلق من الرجل والمرأة فمن الوارد أن يحدث بعض الإضطرابات في الهرمونات التي قد تسبب الإصابة بالخلل في الدورة الشهرية للنساء، ومن ثم التأثير على دورة الإباضة لدىهن، ونوعية الحيوانات المنوية لدى الرجال.
يجب العلم أن الحمل لا يمكن أن يحدث بين عشية وضحاها، بل يجب أن يكون في أجواء صحية، وراحة نفسية وبدنية معقولة.
رابعا: توقيت الحمل
يعتبر الوقت المناسب لحدوث الحمل هو خلال أيام الإباضة، لذا فمن الهام على كل إمرأة أن تقوم بمعرفة تفاصيل دورتها الشهرية، وهذا للعمل على تحديد الأيام المناسبة لحدوث عملية الإباضة، فعادة ما تكون هذه العملية قبل حوالي 14 يوما من ظهور الدورة الشهرية التالية.
نظرا لأن البويضات تعيش فقط بعد 12 إلى 24 ساعة من عملية الإباضة ويمكن للحيوانات المنوية أن تعيش ما يصل إلى 72 ساعة في البيئة المناسبة ، لذا فمن الأفضل القيام بممارسة العلاقة الجنسية قبل يوم أو يومين من حدوث عملية الإباضة المتوقعة بحيث عندما يتم التبويض، تلاقي البويضة ما ينتظرها من الحيوانات المنوية.
يجب العلم أنه في حالة ممارسة العلاقة الجنسية في اليوم المتوقع للإباضة فإن فرص حدوث الحمل كبيرة جدا من أي وقت آخر، وإذا رغبت المرأة العمل على تسهيل هذا الأمر فمن الممكن أن تقوم بإستخدام شرائط اختبار الإباضة للتنبؤ بهذا اليوم.
خامسا: الإقلال من إستخدام مستحضرات التجميل
بعض مستحضرات التجميل لها آثار جانبية تؤثر على المبايض، أو جودة الحيوانات المنوية، أو تؤثر على عملية الحمل بشكل عام، لذلك فمن الهام القيام بتقييد إستخدام هذه المنتجات بشكل ملحوظ عند الرغبة الجادة في حدوث الحمل، ويجب أن يتم ذلك في فترة زمنية ليست قليلة قبل التخطيط للحمل.
إقرأ أيضا: الولادة المبكرة وكل ما تحتاجين لمعرفته عنها
سادسا: تجنب تناول الأدوية
من الأمور الخاطئة التي تقوم الكثير من النساء بفعلها هو العمل على استخدام بعض أنواع الأدوية بدون إستشارة طبية مما قد يسبب ذلك حدوث بعض المشاكل الصحية وضعف القدرة على حدوث الحمل، لذا فمن الهام في جميع الأوقات عدم تناول أي أنواع من الأدوية إلا تحت إشراف طبي.
إذا كنتِ عزيزتي تعالجين من مرض ما، إذن ففي هذه اللحظة أنتِ بحاجة إلى إبلاغ طبيبك بنيتك في الحمل حتى يتمكن من تقديم النصح لك أو إجراء تعديلات على أدويتك حتى لا تؤثر على صحتك، وصحة طفلك فيما بعد.
يجب ملاحظة أن بعض اللقاحات مثل الحصبة، أو التهاب الكبد، أو الحصبة الألمانية من الهام أن تترك بعد الحصول عليها فترة زمنية قبل حدوث الحمل، وهذا لضمان آمان وسلامة الأم والجنين، وبخصوص هذا الشأن يجب أن تعملي عزيزتي على عرض الأمر على طبيبك لكي يستطيع توضيح الامر بمزيد من التفصيل.
سابعا: الإستشارة الطبية
بشكل كبير تعتمد قدرة المرأة في الحمل على السن الذي يحدث فيه الإنجاب، فعادة كلما كبر العمر، كلما إنخفضت فرص حدوث الحمل. لذا فعادة ما يوصي الأطباء بضرورة القيام بالتحقق من الوظائف الإنجابية وبالأخص في حالة حدوث تأخر ملحوظ في ظل الرغبة في حدوث ذلك.
تحدث هذه المتابعة عن طريق القيام بالكشف على قناتي فالوب، والمبيضين، ولكن في حالة كبر سن المرأة وصعوبة حدوث الحمل فيفضل في ذلك الوقت القيام بالإستعانة ببعض الطرق التي تؤدي إلى سهولة حدوث ذلك مثل حقن الحيوانات المنوية في المبايض، أو استخدام منشطات الإباضة، أو عمليات التلقيح الصناعي.
عزيزتي.. لتكوني قادرة على الترحيب بطفلك وملاكك الصغير بطريقة يتخللها المزيد من الفرحة والسعادة مع جميع أفراد الأسرة، فإن ذلك يعتمد بشكل رئيسي عليكي لذا فمن الهام أن تتمتعي بالصحة، والمعرفة والطاقة، وهذا للعمل على العناية بطفلك بشكل مثالي من وقت كونه بذرة تنمو وتترعرع داخل رحمك.