تعد نزلات البرد من أهم الحالات المرضية المزعجة التي من الوارد أن تصيب أغلب الفئات العمرية، وخاصة الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة مثل الأطفال الصغار وكبار السن، فعلى الرغم من أن هذه الحالات المرضية ليست خطيرة للغاية، إلا أنها تقوم بخلق الكثير من مشاعر عدم الراحة. من هنا قررنا أن نتعرف اليوم على الآلية الصحيحة التي نستطيع من خلالها التغلب على نزلات البرد المزعجة وبشكل صحي سريع؟
مرضى نزلات البرد
في بداية الأمر يجب العلم أن معظم مرضى البرد يتعافون من هذه الحالة المرضية من تلقاء أنفسهم، وبعد مرور فترة زمنية تتراوح من أسبوع إلى 10 أيام.
ولكن، يجب الآخذ في عين الإعتبار أنه لا يزال من الممكن أن تستمر الأعراض لدى الأشخاص المدخنين أو الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة لفترة زمنية أطول
العوامل التي تزيد من مخاطر الإصابة بنزلات البرد
هناك العديد من الفيروسات المختلفة التي تسبب حدوث المعاناة من نزلات البرد، ولكن الأكثر شيوعا لا يزال فيروس الأنف.
على سبيل التوضيح، تدخل فيروسات البرد إلى جسم الإنسان عن طريق الفم والعينين والأنف. بالإضافة إلى إمكانية إنتقالها بشكل سريع من خلال الرذاذ المحمول جوا في كل مرة يسعل فيها شخص مريض سواء بالعطس أو التحدث.
علاوة على ذلك، فإن الأشخاص العاديين معرضون بصورة كبيرة جدا للإصابة بهذه الحالة المرضية خاصة إذا شاركوا أغراضهم الشخصية مع المرضى مثل المناشف أو الألعاب أو الهواتف.
إلى جانب هذا وذاك، فمن الممكن أن تزيد بعض العوامل أيضا من مخاطر الإصابة بنزلات البرد، والتي تتمثل في الآتي:
- المرحلة العمرية: الأطفال دون سن الـ 6 سنوات معرضون دائما لمخاطر الإصابة بنزلات البرد بسبب مقاومتهم الضعيفة، وعدم قدرتهم على مقاومة العوامل الضارة الشائعة.
- ضعف جهاز المناعة: يبدو هذا الأمر واضحا مع الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة أو لديهم ضعف في جهاز المناعة.
- الطقس: يعد فصلي الخريف والشتاء من أهم الفصول التي يتكرر خلالها حدوث الإصابة بنزلات البرد حيث يعد هذا هو الوقت الذي يكون فيه الأطفال والبالغون أكثر عرضة لهذه الحالة المرضية.
- التدخين: يشكو الأشخاص الذين يدخنون بانتظام أو يتعرضون لدخان التبغ بشكل دائم من أزمات الإصابة بنزلات البرد وهذا بسبب زيادة مخاطر تعرضهم للعدوى.
التعامل الصحي مع نزلات البرد للتخلص منها بشكل سريع
اعتمادا على شدة المرض وكذلك علامات البرد، يمكننا تطبيق بعض الأنماط العلاجية داخل المنزل والتي من الوارد أن تتمثل فيما يلي:
أولا: الحفاظ على نظافة الأنف
غالبا ما تتسبب نزلات البرد في شعور الأنف بالكثير من مشاعر عدم الارتياح بسبب إصابتها الإحتقان إو خروج الإفرازات منها أو معاناتها من الحكة.
في هذا الوقت، يمكن أن يساعد روتين تنظيف الأنف المرضى بشكل فعال على منع تغلغل المخاط بعمق في الأنف حيث ينصح هنا بأهمية استخدام المحلول الملحي.
ثانيا: الغرغرة بماء الملح
يعتبر الماء المالح المخفف علاجا رائعا لنزلات البرد، فنظرا لأن الملح له خصائص مطهرة عالية للغاية، فإنه يمكن أن يزيل البكتيريا بشكل كبير من الفم.
من هنا يمكننا القيام بالغرغرة بالماء المالح لتنظيف الفم والحلق وللعمل على التخفيف من آلامهم بشكل سريع، بالإضافة إلى دور هذه الغرغرة أيضا في مكافحة الالتهابات بشكل فعال. لذلك، يجب على الأشخاص المصابين بنزلات البرد شطف أفواههم بانتظام 2-3 مرات يوميا بمحلول ملحي مخفف للتعافي بسرعة من هذه الحالة المرضية.
ثالثا: شرب الكثير من الماء الدافئ
يعد شرب الماء الدافئ طريقة بسيطة وسهلة في هذه الأوقات المرضية، ولكنها تقوم بجلب الكثير من الفوائد لعلاج نزلات البرد.
تتمثل هذه الفوائد في العمل على إذابة البلغم وتقليل أعراض السعال وتهدئة التهاب الحلق حيث يمكن للمرضى أيضا إضافة بضع شرائح من الزنجبيل أو خلط العسل والليمون في كوب من الماء الدافئ لتعزيز التأثير العلاجي لهذه الحالة المرضية.
رابعا: استخدام الزيوت الطبيعية
تعد الزيوت العشبية الأساسية مثل زيوت النعناع واللافندر من أهم أنواع الزيزت الطبيعية ذات الدور الفعال في الوقاية من نزلات البرد وعلاجها في بعض الأوقات الأخري.
في هذه الأوقات يحتاج المرضى فقط إلى وضع القليل من الزيت العطري على المنطقة الموجودة أسفل الأنف للمساعدة في تقليل الكثير من مشاعر الانزعاج. بالإضافة إلى إمكانية وضع الزيوت الأساسية على باطن القدمين أو الصدغين أو حتى خلطها بماء الاستحمام لعلاج نزلات البرد.
خامسا: الكمادات الساخنة أو الباردة
يجب على الأشخاص المصابين بنزلات البرد أيضا استخدام الكمادات الساخنة أو الكمادات الباردة حول منطقة الجيوب الأنفية المسدودة لتقليل الانزعاج في منطقة الأنف.
يتم تطبيق هذا الأمر عن طريق وضع منشفة ساخنة يمكن أن تساعد في تقليل الضغط على الجيوب الأنفية وجعل طبقة المخاط في الأنف أكثر مرونة أما فيما يتعلق بالكمادات الباردة فهي تتسبب في تقلص الأوعية الدموية في منطقة الجيوب الأنفية، مما يساعد هذا الأمر على تخفيف الكثير من مشاعر الألم على الفور.
سادسا: تدعيم أنماط العيش والراحة السليمة
من الواجب علينا وخاصة عند الإصابة بنزلات البرد أن نتبع العديد من سبل الراحة وتجنب التعرض للمهام الشاقة لأن هذا الأمر يجعل المرض يستغرق وقتا أطول للتعافي ويزيد من فرصة تكراره مرة أخرى.
لذلك، ينتصح دائما عند المعاناة من هذه الحالة المرضية، بأن يقوم المرضى بتنحية العمل جانبا لفترة زمنية مؤقته، والقيام بقضاء المزيد من الوقت في الراحة والنقاهة. إلى جانب أهمية النظام الغذائي الذي يساعد جنبا إلى جنب مع النوم السليم في قيام الجسم بالعمل على إنتاج المزيد من الطاقة، وبالتالي زيادة مقاومة الأمراض.
سابعا: رفع الوسادة عند النوم
عند الاستلقاء، فغالبا ما تميل أعراض البرد إلى الزيادة والتفاقم وخاصة أعراض احتقان الأنف. لذلك، يعد روتين رفع الوسادة عند النوم من الأمور الهامة التي تساعد المريض على التنفس بسهولة وراحة أكبر.
الجدير بالذكر أيضا، أن هذا النمط يساهم بشكل رئيسي في منع إفرازات الأنف من التدفق مرة أخرى، مما يساعد على ضمان جودة النوم كل ليلة.
ثامنا: الحد من التواجد خارج المنزل
لدرجات الحرارة الداخلية والخارجية اختلاف نسبي كبير خاصة في فصل الشتاء. لذلك، وعند المعاناة من نزلات البرد، فمن الواجب على المريض الحد من الخروج قدر الإمكان، ولكن إذا كان الخروج في الهواء الطلق إلزاميا، فينصح بأهمية الحرص على ارتداء الأقنعة والملابس المعنية بالحفاظ على دفء الجسم.
مع تطور الحالة المرضية بالرغم من جميع سُبل الرعاية سابقة الذكر والمعاناة من ارتفاع درجة الحرارة فوق الـ 38.5 درجة مئوية أو الحمى المستمرة لأكثر من 3 أيام، أو الشكوى من أعراض ضيق التنفس، والصفير، والتهاب الحلق، والصداع، فينصح على الفور بأهمية الذهاب إلى أقرب منشأة طبية لتلقي الفحص والعلاج.