عند الحديث عن مرض النقرس، فيجب العلم أنه عبارة عن مرض مشترك ناتج عن اضطراب استقلابي في نوى البيورين، مما يؤدي ذلك إلى زيادة محتوى حمض اليوريك في الدم. الجدير بالذكر، أنه غالبا ما تؤثر هذه الحالة المرضية على الصحة العامة وتؤدي إلى حدوث العديد من المضاعفات الصحية. لذا، فسوف نجيب اليوم من خلال مقالنا هذا على تساؤل هام آلا وهو كيف يؤثر مرض النقرس على صحة القلب والكلى؟. فهيا بنا
مرض النقرس
مرض النقرس
في بداية الأمر، يجب العلم أن معظم حمض اليوريك قابل للذوبان في الدم حيث يمكن أن ينتقل إلى الكلى ويفرز في البول، ومن ثم وعندما يعاني الجسم من زيادة تخليق حمض اليوريك أو انخفاض إفراز حمض اليوريك في الكلى أو الأمعاء، فسوف تتشكل بلورات يورات أحادية الصوديوم (المعروفة أيضا باسم أملاح اليورات) والتي تترسب في الأنسجة التي تسبب شكلا من أشكال التهاب المفاصل يسمى النقرس.
لا تؤثر هذه الحالة المرضية فقط على المفاصل، بل يمكن أن يؤدي أمر تراكم حمض اليوريك في جسم الشخص المصاب بالنقرس أيضا إلى حدوث العديد من المضاعفات التي تتعلق بالكلى والقلب.
المضاعفات الكلوية لمرضى النقرس
المضاعفات الكلوية لمرضى النقرس
من الهام معرفة، أن مرض النقرس لا يسبب تلفا للمفاصل فقط، بل يمتد الـأمر إلى دوره التأثيري أيضا على العديد من أعضاء الجسم الأخرى حيث تعد الكلى هي واحدة من الأعضاء التي تعاني من مضاعفات شديدة جراء هذه الحالة المرضية.
على سبيل التوضيح، يسبب مرض النقرس تلف الكلى بشكل رئيسي من خلال آليات محدد تتمثل في الآلية المباشرة للمرض والتي تبدو واضحة من خلال ترسب بلورات ملح اليورات، مما يترتب على ذلك تلف الكبيبات والأنابيب الكلوية بشكل مباشر، مما يسبب ذلك حدوث الالتهابات، ومن ثم انخفاض وظائف الكلى لفترة طويلة أما فيما يخص الآلية غير المباشرة، فهي تتمثل في تكوين حصوات الكلى من بلورات اليورات التي تسبب انسدادا والتهاب المسالك البولية واحتباس الماء وانخفاض وظائف الكلى.
في الواقع، يعمل مرض الكلى المزمن على إضعاف وظيفة الترشيح الكبيبي، مما يؤدي ذلك إلى انخفاض ترشيح حمض اليوريك، وبناء علية تتراكم المستويات المرتفعة من حمض اليوريك في الدم، مما يؤدي ذلك إلى تفاقم أمراض الكلىن فالأمر هنا يتمثل في خلق دوامة مرضية خطيرة ترتبط ارتباطا وثيقا ببعضها البعض.
الجدير بالذكر، أنه كلما زادت حدة درجة الفشل الكلوي كما هو الحال في المراحل المتأخرة من هذا المرض، فقد يتطلب ذلك الوضع اللجوء إلى إجراء الغسيل الكلى. لذلك، فإن هذا الوضع يزيد من خطر حدوث مضاعفات خطيرة أخرى للجسم، بما في ذلك الموت.
إلى جانب ذلك، فيجب العلم أيضا أن مرض النقرس وأمراض الكلى وخاصة حصوات الكلى، لهما علاقة وطيدة حيث يمكن أن يترسب حمض اليوريك الزائد في الكلى، مما يؤدي هذا إلى تكوين حصوات البول حيث يعد هذا هو واحد من 4 أنواع شائعة من حصوات الكلى، والتي تتداخل مع عملية الترشيح في الكلى.
أمراض القلب والأوعية الدموية مع مرضى النقرس
أمراض القلب والأوعية الدموية مع مرضى النقرس
تعد أمراض القلب والأوعية الدموية في الوقت الحالي من أهم الأسباب الرئيسية المؤدية إلى الوفاه حيث قد ثبت أن أحد عوامل الخطر لهذه النوعية من الأمراض يتمثل في الالتهاب الجهازي وبناء على هذا يعد النقرس هو أحد أنواع الالتهابات المفصلية الشائعة الناجم عن اضطرابات التمثيل الغذائي للبيورين، والتي تتزايد حاليا مع طبيعية الحالة المعيشية والمجتمعية.
يجب العلم، أن هناك الكثير من الأدلة على أن النقرس هو عامل خطر لارتفاع ضغط الدم، والرجفان الأذيني، وموت القلب والأوعية الدموية، بالإضافة إلى كونه مؤشر واضح على سوء التشخيص للعديد من الأمراض بما في ذلك السكتة الدماغية، وفشل القلب الاحتقاني، واحتشاء عضلة القلب مع اختلاف ST، وأمراض الكلى المزمنة ، وما إلى ذلك.
بالرغم من ذلك، ومن الناحية السريرية، ففي معظم الأوقات لا يتم ملاحظة العلاقة بين النقرس وأمراض القلب والأوعية الدموية أو اعتبارها أمراضا مستقلة ، لذلك فغالبا ما يتم علاجها بشكل منفصل، مما يزيد هذا الأمر من شدة أمراض القلب والأوعية الدموية، مما يجعل الوضع المرضي أكثر تعقيدا.
وبالتالي، يمكن أن يعاني الأشخاص المصابون بالنقرس أيضا من ارتفاع ضغط الدم أو مرض الشريان التاجي أو قصور القلب. فطبقا لما ذكرناه من قبل، فمرض النقرس لا يهاجم القلب بشكل مباشر، ولكن تستطيع بلورات اليورات المتراكمة أن تسبب الالتهابات ويمكن أن تؤدي إلى تكوين جلطات دموية، مما قد يؤدي ذلك إلى حدوث النوبات القلبية أو السكتات الدماغية لفترة زمنية طويلة.
لذلك، وعند الرغبة في الوقاية من النقرس، فمن الواجب علينا محاولة تغيير عاداتنا الغذائية من الآن فصاعدا، واتباع أنماط الحياة الصحية، وفقدان الوزن الزائد، وممارسة الرياضة بانتظام، وشرب الكثير من الماء، والبعد تماما عن تناول المشروبات الكحولية والتبغ، وتجنب الإكثار من تناول الأطعمة الغنية بالبروتين الحيواني مثل الأعضاء الحيوانية، ولحم البقر، والمأكولات البحرية … إلخ.
أما في حال المعاناة من مرض النقرس، فيجب العمل على زيارة الطبيب للحصول على المشورة العلاجية الأكثر فاعلية والتذكر دائما أن آلية الامتثال للمؤشرات الخطيرة تساعدنا في تجنب الكثير من المشاكل الخطيرة المؤثرة بشكل مباشر على الصحة.