تعد حساسية الحليب هي واحدة من أكثر أنواع الحساسية الغذائية شيوعا خاصة عند الأطفال الصغار. بالرغم من ذلك، فلا يزال من السهل أن يتم الخلط بين هذه الحالة وأزمة عدم تحمل اللاكتوز، مما يترتب على هذا الأمر سوء التعامل بشكل أمثل مع الحالة المرضية. لذا، فسوف نقوم اليوم بالحديث عن حساسية الحليب بشكل عام، وما هي أهم أنواع الأدوية التي يتم اللجوء إلى استخدامها عند حدوث المعاناة من هذه الأزمة الصحية.
حساسية الحليب
حساسية الحليب
تعد حساسية الحليب هي عبارة عن رد فعل غير طبيعي للجهاز المناعي تجاه البروتينات الموجودة في الحليب، وأكثرها شيوعا هو الكازين ومصل اللبن، فالجدير بالذكر أنه عند حدوث حالة التعرض هذه فسوف يقوم الجسم بالتعرف على هذه البروتينات على أنها مواد ضارة ومن ثم يتم البدء في المعاناة من ردود الفعل التحسسية.
بوجه عام، قد تظهر الأعراض المرضية الدالة على هذه الأزمة الصحية في غضون دقائق إلى ساعات من تناول الحليب أو منتجات الألبان حيث أنها تتمثل في الشرى والحكة والطفح الجلدي وآلام البطن والإسهال والغثيان والصفير وضيق التنفس وفي حالات نادرة قد يصل الأمر حد الحساسية المفرطة.
يمكن أن تتحسن حساسية الحليب لدى الأطفال الصغار مع مرور الوقت، ولكن من الوارد أن تكون هذه الأزمة طويلة الأمد.
مبادئ علاج حساسية الحليب
مبادئ علاج حساسية الحليب
بشكل رئيسي تركز آلية علاج حساسية الحليب حاليا على 3 أهداف رئيسية آلا وهم القضاء على ملامسة الحليب، وعلاج الأعراض عند حدوث الحساسية، ومنع حدوث المضاعفات.
أولا : يعد التخلص التام من الحليب ومنتجات الألبان من النظام الغذائي أهم خطوة في النظام العلاجي للتعامل مع حساسية الحليب حيث قد يحتاج الأطفال الذين يستخدمون الحليب الصناعي إلى التحول للحليب المتحلل بالكامل أو تركيبة الأحماض الأمينية حيث يأتي هذا اعتمادا على مستوى الحساسية.
ثانيا : إذا ظهرت على المريض أعراض الحساسية، فمن الضروري أن يتم تلقي العلاج بشكل فوري على النحو الذي يحدده الطبيب، فعلى سبيل التوضيح، ومع الأعراض الخفيفة مثل الحكة أو الشرى أو سيلان الأنف، فمن الممكن أن تساعد مضادات الهيستامين في التحسن بشكل ملحوظ أما فيما يخص الحالات الأكثر شدة والتي يصاحبها الالتهابات أو تلف الجهاز التنفسي، فقد يقوم الطبيب بوصف الكورتيكوستيرويدات للسيطرة على الاستجابة الالتهابية.
على وجه التحديد، وخاصة مع حالات ردود الفعل الخطيرة مثل الحساسية المفرطة، فيعد دواء الأدرينالين دواء طارئا ويجب استخدامه في الأوقات المناسبة.
أهم أنواع الأدوية المعنية بالتعامل مع حساسية الحليب
اعتمادا على مستوى الاستجابة، فسوف يقوم الطبيب بالعمل على وصف بعض أنواع الأدوية المعنية بالسيطرة على الأعراض ومنع حدوث المضاعفات، فعلى سبيل التوضيح تتمثل هذه الأدوية فيما يلي:
1) مضادات الهيستامين
مضادات الهيستامين
يتم العمل على استخدام هذه المجموعة من الأدوية عندما تكون الحساسية في صورتها الخفيفة إلى المعتدلة حيث يتمثل أعراضها في بعض المظاهر المرضية مثل الحكة والشرى وسيلان الأنف.
يتمثل تأثير هذه الأدوية في منع نشاط الهيستامين، وهو وسيط يسبب الحساسية، فمن الهام معرفة أنه غالبا ما يتم إعطاء الأولوية هنا لأدوية الجيل الثاني (لوراتادين – سيتريزين – فيكسوفينادين ) لأنها أقل عرضة للتسبب في النعاس.
فيما يخص الآثار الجانبية لهذه المجموعة الدوائية فهي قد تبدو واضحة من خلال جفاف الفم والدوخة والتعب الخفيف لدى بعض الأشخاص.
2) أدوية الكورتيكوستيرويد
أدوية الكورتيكوستيرويد
عندما يكون رد الفعل التحسسي واسع الانتشار أو مستمرا، فقد يقوم الطبيب بوصف الكورتيكوستيرويدات قصيرة المدى لتقليل الالتهاب والتورم ومنع تكرار هذه الحالة المرضية المزعجة.
لهذه الأدوية تأثير فعال في منع حدوث الاستجابة الالتهابية القوية، مما يساعد هذا الأمر على التحكم بسرعة في الأعراض المرضية الشديدة، ولكن يجب العلم أن لهذه النوعية الدوائية بعض الأعراض الجانبية خاصة عند استخدامها لفترة زمنية طويلة والتي قد تتمثل في هشاشة العظام وارتفاع السكر في الدم ونقص المناعة ولكن في حال الاستخدام قصير المدى فهي آمنة بصورة تامة.
3) أدوية الأدرينالين
أدوية الأدرينالين
تعد هذه النوعية الدوائية من أهم الأدوية الطارئة والرائدة في التعامل مع الحساسية المفرطة ذات التبعيات الصحية الخطيرة.
بشكل أكثر توضيحا، تقوم أدوية الأدرينالين بالعمل كموسع الشعب الهوائية، ومضاد لانخفاض ضغط الدم والعديد من أنواع الصدمات أما فيما يخص الآثار الجانبية لهذه الأدوية فهي تتمثل في خفقان القلب، ورعشة اليد، ولكنها بوجه عام تعد نادرة الحدوث.
4) بعض أنواع الأدوية الأخرى
بعض أنواع الأدوية الأخرى
– موسعات الشعب الهوائية (سالبوتامول – تيربوتالين): تستخدم في التعامل مع مشاكل الجهاز التنفسي السفلي مثل السعال والصفير والتشنج القصبي، وغالبا ما يتم دمجها مع الأدوية المذكورة أعلاه في ردود الفعل الشديدة، ومن أهم آثارها الجانبية خفقان القلب، ورعشة اليد ، والمعاناة من الأرق لدى بعض الأشخاص الحساسين.
– الملاحق:
- البروبيوتيك الذي يعمل على دعم التوازن المناعي للأمعاء، ويقلل من مستويات الحساسية عند الأطفال الصغار، ولكن من الضروري اختيار سلالة البروبيوتيك المناسبة.
- فيتامين د والزنك لتقوية جهاز المناعة وتحسين وظيفة الحاجز الواقي للجلد والأغشية المخاطية.