يمكن أن تكوني سمعت من احدى صديقاتك أنها استبدلت مؤخرا ملح الطعام في تتبيل وصفات الطعام بنوع آخر يعرف بملح الهيمالايا الوردي الذي تتشابه حبيباته مع الأحجار الكريمة الصغيرة بعدما احتل شهرة كبيرة كإتجاه جديد في عالم الأنظمة الغذائية الصحية ونظرا لإحتوائه على كميات كبيرة من المعادن فإنه يعتبر صحيا بدرجة كبيرة وأقضل من ملح الطعام العادي الذي نتداوله في العديد من المطابخ وبما أنه يجمع العديد من المميزات سوف نخصص مقالنا التالي لرصد كل مايهمك من معلومات عن ملح الهيمالايا الوردي .
حول استخدامات ملح الهيمالايا الوردي
على ذكر أكثر مايتميز به ملح الهيمالايا وهو ذلك اللون الوردي كما أنه غني بمجموعة من المعادن الأساسية لذلك يمكن اعتباره كبديل صحي لملح الطعام وبما أن كثيرا من الأشخاص قاموا بتغيير أنظمتهم الغذائية لتتضمن الملح الوردي فسوف نذكر المزايا التي يتمتع بها عند مقارنته بالملح الأبيض العادي أو ملح الطعام ولكننا لن نتوقف عند ذلك بل سنذكر أيضا الجرعات الآمنة التي يوصى بها من الملح الوردي جنبا إلى جنب مع أسرار الطعام الصحي في ظل استهلاك هذا النوع من الملح .
ما هو الملح الوردي؟
من خلال الحديث عن مكان استخراج هذا الملح الصخري فقد تم العثور عليه واستخراجه من أحد أبرز المناجم القديمة الموجودة في باكستان وهو منجم ملح كيورا وتم تصنيفه بأنه من أقدم مناجم الملح في العالم بأسره ويشترك مع ملح الطعام في احتواء كلاهما على كلوريد الصوديوم في مكوناته بشكل أساسي ورغم ذلك وبما أنه ليس ملحا مصنعا بل يعد إنتاجا طبيعيا يحتوي على العديد من المعادن الأساسية والعناصر النزرة .
يحمل الملح الوردي قدرا من التأثيرات الإيجابية الموجودة في تركيبه جنبا إلى جنب مع لونه الذي يميزه ويرجع ذلك إلى وجود المعادن بداخله بشكل مكثف ومجموعة العناصر النزرة التي تجمع الحديد واليود والكوبالت والنحاس والمنغنيز والبوتاسيوم والكالسيوم والمغنيسيوم والزنك.ومن الجدير بالذكر أنه يمكن أن يزول اللون الوردي الداكن لملح الهيمالايا بدرجة كبيرة بناءا على مستويات الحديد ضمن مكوناته
الفرق بين الملح الوردي و الملح الأبيض
تشمل بعض أوجه الإختلاف بين الملح الوردي والملح الأبيض وتشمل الفروق الأساسية مايلي :
- طريقة الإستخراج: كما ذكرنا بأن ملح الهيمالايا يتم استخراجه من منجم في احدى دول جنوب قارة آسيا وهي باكستان حيث يتم استخراجه من منجم كيورا بينما الملح الأبيض فيتم استخراجه من سواء من البحار أو مناجم الملح المنتشرة في جميع أنحاء العالم
- النقاء: من حيث درجة النقاء فإن الملح الوردي لم يمر بمرحلة التكرير أي هو بصورته الطبيعية دون إضافات أو مواد مبيضة كما أنه يخلو من المواد الحافظة بينما من جانب آخر تتم معالجة الملح الأبيض ومروره بمرحلة التكرير والتخلص من أي شوائب موجودة بداخله
- الملوحة: عند مقارنته مع الملح الأبيض العادي سنجد أنه أخف ملوحة علاوة على أنه نكهته تميل أن تكون مختلفة نوعا ما وذلك بسبب زيادة تركيز المعادن
- المحتوى المعدني: من المعروف عنه المستويات المركزة من المعادن التي تصل إلى أعلى نسبة بالإضافة إلى العناصر النزرة بالمقارنة بالملح الأبيض
- التكلفة :مع كم المميزات لن يشغلنا كثيرا التكلفة العالية التي عادة ماتكلف أكثر من الملح العادي
بعد أن قمنا بذكر الإختلافات ننتقل إلى ذكر المميزات التي تجعله يتفوق على الملح الأبيض
تأثيرات الملح الوردي
رغم احتواء كلوريد الصوديوم كلا النوعين من الملح على حوالي 98 % من كلوريد الصوديوم إلا أنه يحتوي على أقل كمية من الصوديوم الذي يرتبط بإنخفاض مستويات ضغط الدم مما يساهم في الوقاية من مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية فضلا عن محتواه من العناصر الغذائية الدقيقة بما يفوق الموجودة في الملح الأبيض ويعود ذلك إلى أنه منتج طبيعي تماما فإذا قمت بوضع الملح الوردي في كوب واحدة سنجد أنه يتميز بإحتوائه على 2200 ملجم من الصوديوم، وفي الوقت نفسه يحتوي ملح الطعام الذي خضع للمعالجة باليود على 2300 ملجم.
هذا السؤال الهام بشأن اعتبار ملح الطعام المكرر أفضل في خصائصه من الأنواع غير المكررة ويجب أن نشير هنا أنه في حين احتواء ملح الطعام العادي والملح الوردي على الكمية نفسها من كلوريد الصوديوم. بالإضافة إلى أن لهما نفس التأثيرات ذاتها فإن ملح الطعام الذي مر بمرحلة التكرير بمثابة النوع الوحيد من أنواع الملح المنتشرة الغني باليود لتلبية حاجة الجسم الأساسية تعزيزا لصحة الغدة الدرقية وتوفير الحماية من مشكلاتها الشائعة .أي أنه إجمالا لما تم ذكره من خصائص فإننا نتفق على التشابه الكميائي بين ملح الطعام العادي والملح الوردي حتى أن التركيبة الغذائية لاتحمل قدرا كبيرا من الإختلاف إلا أن الميزة الرئيسية هي فيما يحتويه من معادن بكميات عالية ومتنوعة بشكل أكبر من الملح العادي ومع كل تلك الخصائص من الممكن أن يفتقد كثيرا من القيم الغذائية.
اقرأ أبضا 8 مكونات رائعة يمكنك إضافتها إلى ماء الاستحمام
فوائد الملح الوردي
لم تتوصل الدراسات لوجود مجموعة فوائد خاصة ينفرد بها الملح الوردي مقارنة بأنواع الملح المستخدمة في الأغراض الغذائية إلا أنه يجلب عديدا من الفوائد الصحية ويرجع ذلك إلى محتواه من عنصر الصوديوم حيث توجد حقيقة علمية عامة بشأن الحصص التي يحتاجها جسم الإنسان من الصوديوم حيث يكون في حاجة إلى كميات صغيرة بما يفيد في عملية إرسال النبضات العصبية. ومن أكثر الآثار الإيجابية شبوعا للملح الوردي :
- منح عضلات الجسم الإنقباض والإسترخاء الكافي لذلك يمكن إضافته لماء الإستحمام وانظري إلى مدى فاعليته في تهدئة تصلب العضلات وآلامها
- المحافظة على درجة التوازن بين مستويات المعادن والماء في الجسم
- الوقاية من التعرض لمضاعفات الجفاف وتوفير قدر كبير من الرطوبة الجسم
- له دور فعال في التقليل من نبضات الجهاز العصبي
- منع ارتفاع ضغط الدم بسبب خصائصه المخفضة للضغط
- تعزيز صحة الجهاز المناعي
- الوقاية من المشكلات التنفسية وتدعيم صحة الجيوب الأنفية وذلك من خلال استنشاقه الأمر الذي يعمل على تنظيف الممرات الهوائية وهو نوع من العلاجات ذات الفاعلية منذ آلاف السنين والتي يعتمد عليها مرضى التهاب الشعب الهوائية
- يمكن الإستعانة به كمقشر طبيعي لبشرة الوجه لمنحها تنظيفا عميقا والعمل على إزالة خلايا الجلد الميتة
من الجدير بالذكر أن الجسم سيكون في حاجة إلى معدلات لاتقل عن 1500 ملغ من الصوديوم كحصة يومية .وهذا بالنسبة لجميع الأشخاص الذين إن لم يحصلوا على كفايتهم فيصبحون معرضين بشكل كبير لمخاطر انخفاض ضغط الدم وعدم توازن الكهارل في الدم. ومن أكثر العلامات الدالة على نقص الصوديوم في الجسم ما يلي:
- الشعور بالدوار والدوخة
- الإصابة بالصداع
- انخفاض مستويات الطاقة
- حالات تعب العضلات
- الغثيان والرغبة في التقيؤ
بشكل عام لاينطبق ماقمنا بذكره على ملح الهيمالايا الوردي فقط , بل قد تترك بقية أنواع الملح الأخرى نفس التأثيرات ورفم ذلك فأن رغبة الشخص في توظيف الملح الوردي في أغراض الطهي تتوقف في الأساس على مايفضله كل شخص وأذواقه الغذائية .
محاذير استخدام الملح الوردي
بالإضافة إلى كم الفوائد توجد أيضا مجموعة محاذير يجب الإنتباه عليها وهي ماتنطوي على المخاطر الصحية جراء الإفراط في تناول المزيد من الملح ,وتشمل المخاطر إذا كنت تستخدم الكثير من الملح الوردي ما يلي:
- ارتفاع نسب الإصابة بأمراض الجهاز الهضمي وخاصة سرطان المعدة
- تزايد مخاطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والسكتة الدماغية
- يسبب فقدان الكالسيوم مما يؤدي إلى هشاشة العظام
- تفاقم مرض الكلى المزمن بسبب انخفاض القدرة على إفراز الصوديوم
كيفية استخدام الملح الوردي في الطبخ
لكي يمكن الإستفادة من فوائد الملح الوردي من الضروري أن يحصل جسمك على كفايته من الملح وقد تم التوصل إلى نسبة الملح الوردي وفقا للتوصيات الخاصة للبالغين بألا تزيد عن 6 جرام من الملح يوميا (2.4 جرام من الصوديوم)، أي مايقدر بملعقة صغيرة.
بالنسبة للأطفال، يجب الاهتمام بمحتوى الملح في النظام الغذائي عند المستويات التالية:
- يجب ألا يتناول الأطفال من عمر 1 إلى 3 سنوات أكثر من 2 جرام من الملح يوميًا (0.8 جرام صوديوم).
- يجب ألا يتناول الأطفال من عمر 4 إلى 6 سنوات أكثر من 3 جرام من الملح يوميًا (1.2 جرام صوديوم).
- يجب ألا يتناول الأطفال من عمر 7 إلى 10 سنوات أكثر من 5 جرام من الملح يوميًا (2 جرام صوديوم).
- يجب على الأطفال بعمر 11 عامًا فما فوق تناول ما لا يزيد عن 6 جرام من الملح يوميًا (2.4 جرام صوديوم).
نصائح بشأن استخدام الملح الوردي في الطعام
للحد من الإفراط في تناول الملح يجب عليكي مراعاة مايلي :
- استهلاك الملح الوردي فقط في الوجبات الرئيسية كنوع من تعزيز نكهة ومذاق الوصفات
- إذا كنت من عشاق المكسرات يجب أن بقع اختيارك على الأنواع غير المملحة، بدلًا من المقرمشات ورقائق البطاطس المالحة
- إيلاء اهتمام خاص للحوم والأسماك الطازجة، بدلاً من الأسماك المجففة وصلصة السمك واللحوم الباردة والنقانق
- الحد من الخضار والمخللات، واختيار الفواكه والخضروات الطازجة
- محاولة الحد من الأطعمة السريعة والوجبات الخفيفة التي تتميز بإحتوائها على مستويات عالية من الملح مثل المانجو التي تعد من أنواع الفاكهة الغنية بالأملاح