لا أحد منا يستطيع أن ينكر أن آلام الصداع هي من أهم الحالات المرضية الشائعة والمزعجة جدا، والتي يمكن المعاناة منها في أي فترة زمنية. فالجدير بالذكر أن الألم عادة يبدو واضحا في منطقة الرأس والوجه، أو الشكوى من الصداع النصفي أو الصداع بكامل الرأس، أو الآلام التي تؤثر على الجبهة . ولكن هل لكل موضع من مواضع الصداع دلالة مرضية؟ هل مكان الألم يستطيع أن يرشدنا للحالة الصحية بشكل دقيق؟ بوجه عام هذا ما سنتعرف عليه اليوم بشكل تفصيلي موضح.
ما هي أهم أسباب الإصابة بالصداع؟
عند ذكر الصداع ومسبباته، فمن الهام معرفة أنه ينقسم إللى نوعين رئيسيين ألا وهما:
1- الصداع الأولي
على سبيل التوضيح يحدث الصداع الأولى بنسبة قد تصل إلى 90٪ من أسباب الألم حيث أنه يتمثل في الصداع النصفي، والصداع المؤلم الناتج عن توتر العضلات، وصداع الألم العنقودي، والصداع بسبب ممارسة التمارين الرياضية، والصداع النصفي المستمر ، إلخ.
الجدير بالذكر أنه من الممكن أن يقوم النشاط الكيميائي في الدماغ أو الأعصاب أو الأوعية الدموية حول الجمجمة أو العضلات في رأس الرقبة بلعب دورا أساسيا في حجوث الصداع. بالإضافة إلى أنه من الوارد أن يحدث الصداع بسبب بعض أنماط الحياة الخاطئة مثل تناول المشروبات الكحولية، واستخدام المواد المسببة للإدمان، وعدم الانتظام في مواعيد الأكل والنوم، والتعرض للإجهاد، والبيئة المعيشية، والضوضاء،..إلخ.
2- الصداع الثانوي
عند الحديث عنا الصداع الثانوي، فيجب معرفة أنه الألم الناجم عن حالة طبية معينة حيث يحدث بسبب الأمراض العصبية، وأمراض الأوعية الدموية السحائية الدماغية، ومتلازمة ارتفاع ضغط الدم داخل الجمجمة.
إلى جانب مخاطر الإصابة بضربة الشمس، والتعرض للعدوى الجهازية الحادة، والتسمم أو التعرض لأمراض القلب والأوعية الدموية والتغيرات الهرمونية، بالإضافة إلى مرضى العيون والأنف والأذن والحنجرة والأسنان.
ما هي الأمراض التي يحذر منها موضع الصداع داخل الرأس؟
أولا: صداع منطقة الجبهة
عند الشكوى من الصداع في منطقة الجبهة، فسوف يشعر المريض بحالة من الضغط على منطقة الرأس أو ما حول الرأس حيث تصاحب هذه الحالة العديد من الآلام في منطقة المعابد (منطقة جانبي الوجه والعينين) أو الشكوى من التصلب في الرقبة والكتفين.
الجدير بالذكر أن هذا النوع من الصداع يحدث بسبب التحديق في شاشات الكمبيوتر والهواتف لفترة طويلة جدا وقراءة الكتب في ظروف الإضاءة المنخفضة، مما يسبب هذا الأمر معاناة العين من الإجهاد.
ثانيا: صداع منطقة المعابد
بوجه عام يصيب الصداع هذه المنطقة بسبب التعرض للعديد من المسببات المرضية التي تتمثل في الإجهاد والإرهاق. بالإضافة إلى إمكانية حدوثه بسبب التهاب الشرايين الصدغية، ولكن هذا الأمر نادر الحدوث، ولكن ينصح آنذاك الوقت بضرورة التوجه الفوري للطبيب عند تكراره بصورة مبالغ فيها.
تشمل الأعراض المصاحبة لهذا النوع من الصداع الحمى، وتغيرات الرؤية، وفقدان الوزن، وآلام العضلات في الذراعين أو الكتفين ، وما إلى ذلك.
إقرأ أيضا: الصداع الناجم عن الجفاف وكيف نستطيع التغلب عليه؟
ثالثا: صداع مؤخرة الرأس
يمكن أن تصاب منطقة الجزء الخلفي من الرأس بالصداع بسبب التعرض لبعض مشاكل الرقبة أو العمود الفقري أو عندما يكون هناك عدة آثار جانبية بعد التعرض لأنواع معينة من الإصابة في هذه المنطقة. فالجدير بالذكر أنه مع الحالات الأكثر خطورة، يأتي الألم خلف الرأس من تسرب الأوعية الدموية.
يجب الآخذ في عين الإعتبار أنه إذا كان المريض يعاني من ألم شديد في غضون خمس دقائق من ظهور الألم، مصحوبا بالحمى ، والحساسية للضوء، والتغيرات في الرؤية ، وفقدان التوازن، فمن الضروري على الفور أن يتم الذهاب إلى الطبيب لتلقي العلاج المناسب.
رابعا: الصداع النصفي
كثير من يعاني من مشكلة آلام الصداع النصفي الي يؤثر على الجانب الأيمن أو الأيسر من الرأس، وغالبا ما يكون مصحوبا بحساسية شديدة للضوء والصوت والغثيان. فمن الهام معرفة أن هذه الحالة المرضية يمكن أن تستمر من ساعتين إلى ثلاثة أيام، وتحدث بسبب التهاب الشرايين الصدغية والشرايين في منطقة الرأس والرقبة وما فوقها، ومن ثم يسبب هذا الامر آلاما شديدة في الجانب الأيمن من الرأس، والفك وفي المنطقة الصدغية، والمعاناة من إرهاق الجسم بشكل عام.
من الوارد أيضا أن يؤدي العصب القذالي التالف أو الملتهب إلى حدوث المعاناة من الصداع النصفي الأيمن مع بعض الأعراض المرضية المصاحبة مثل الصداع المستمر الذي يبدأ من منطقة الجمجمة ثم ينتشر إلى الخلف وعلى طول الجانب الأيمن من الرأس.
من الضروري جدا معرفة أن الشعور بالصداع على الجانب الأيمن من الرأس هو أيضا أحد أهم الأعراض الشائعة للسكتة الدماغية، والتوقف المفاجئ لإمدادات الدم إلى الدماغ.
خامسا: الصداع خلف العين
في بعض الأوقات تحدث حالة من الصداع الألم في الجزء الخلفي من العين حيث يمكن أن يكون هذا الامر علامة على التهاب الجيوب الأنفية. فالجدير بالذكر أن صداع الجيوب الأنفية شائع في موسم البرد، وعند إنتشار البكتيريا المسببة للبرد بشكل سريع.
يصاحب التهاب الجيوب الأنفية أيضا عدد من الأعراض الأخرى المرضية والتي تتمثل في احتقان الأنف وآلام العين وآلام الجبهة وارتفاع درجة الحرارة وما إلى ذلك.