لا يستطيع أحد منا إنكار أن فحوصات الدم تعتبر من أهم الأدوات التشخيصية التي لا غنى عنها في المجال الطبي، فالجدير بالذكر أنها تقوم بتوفير معلومات قيمة وهامة حول الحالة الصحية العامة للفرد حيث تستخدم هذه الفحوصات لتشخيص ومراقبة مجموعة واسعة من الحالات المرضية التي يرغب الطبيب في الوقوف على أسابها بشكل دقيق، بداية من الأمراض الحادة إلى الحالات المزمنة، وللتأكد من وصف العلاج الفعال. لذا وبشكل توضيحي قررنا أن نتعرف اليوم على أهم النصائح التي يجب علينا الإلتزام بها قبل القيام بإجراء فحوصات الدم للحصول على نتائج صحية دقيقة.
فحوصات الدم وصيام المريض
بوجه عاما لا تتطلب جميع اختبارات الدم الصيام مسبقا. ولكن، بالنسبة لأغلب اختبارات الدم تقريبا يحتاج المريض إلى الصيام حيث يحدث هذا طبقا لتنوية الطبيب، فالجدير بالذكر أن الصيام هو محدد كبير لدقة نتائج فحص الدم، لأنه في حال تواجد الفيتامينات والمعادن والدهون والكربوهيدرات والبروتينات داخل الجسم من خلال الأطعمة المتناولة حديثا، فمن الممكن أن يؤثر هذا التواجد على نتائج قياس مستوى الدم، مما يؤدي إلى تشويش نتائج الفحوصات بنسبة كبيرة.
مع هذه الحالات، سوف يطلب الطبيب بضرورة عدم تناول أو شرب أي شيء باستثناء الماء، وهذا لبضع ساعات قبل أخذ عينة الدم لإجراء الفحوصات، وعادة ما يتم أخذ عينة الدم في الصباح.
اختبارات الدم التي تتطلب صيام المريض
تتنوع فحوصات الدم التي يجب قبل القيام بإجراؤها أن يقوم المريض في حالة صيام، فالجدير بالذكر أن هذه الفحوصات تتمثل فيما يلي:
– اختبار جلوكوز الدم الصائم: يهدف هذا الاختبار إلى تشخيص مرض السكري وسكري الحمل، وعند القيام بإجراء هذا الاختبار، نحتاج إلى الصيام لمدة 8 ساعات على الأقل.
– اختبار الحديد: حيث يجب الإلتزام بعدم تناول أي شيء في الصباح السابق للاختبار، وفي حالة القيام بتناول أقراص أو مكملات الفيتامينات التي تحتوي على الحديد، فيجب التوقف عن تناولها لمدة 24 ساعة قبل الاختبار.
– فحص الدهون في الدم: من الوارد أن تزداد نسب الدهون في الدم بعد تناول الطعام. لذلك، يحتاج هذا النوع من الفحوصات للصيام لمدة 8 إلى 10 ساعات قبل إجراؤه.
– اختبار تقييم وظائف الكلى: تمتد مدة الصيام لمدة 8-10 ساعات قبل إجراء الاختبار.
– فحوصات عند إجراء اختبار هيليكوباكتر بيلوري C13 في المعدة: ينصح مع هذا الإختبار تجنب تناول الطعام وشرب الماء قبل ساعتين من إجراء الفحص، بالإضافة إلى ضرورة التوقف عن تناول المضادات الحيوية قبل أربعة أسابيع؛ والبعد عن تناول الأدوية المتعلقة بالعلاج قبل أسبوع .
بعض الاحتياطات المتبعة قبل إجراء فحوصات الدم
* قبل الذهاب إلى المعمل لقيام الطبيب المختص بأخذ عينة الدم، فمن الواجب علينا أن نتحلى بالهدوء، وتجنب الإفراط في العواطف القوية، وهذا لأن مستوى الجلوكوز في الدم يمكن أن يزيد داخل الجسم بسبب الكثير من الطاقة التي تؤثر على الجسم في ذلك الوقت. لذلك، يجب قبل فحص الدم الحصول على الراحة لمدة 10 دقائق قبل أخذ العينة، وتجنب تماما القيام بعمل شاق، وإرهاق الجسم.
* البعد تماما عن تناول المواد المنشطة مثل المشروبات الكحولية قبل إجراء فحوصات الدم لمدة 24 ساعة حيث يمكن أن تزيد هذه المواد من إنزيمات الكبد، ومن ثم التأثير على نتائج اختبار الدم.
* تجنب تماما شرب القهوة ومشروبات الكافيين قبل إجراء فحص الدم، فالجدير بالذكر أن شرب القهوة أو غيرها من المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل مشروبات الطاقة أو الكولا في غضون ساعة قبل إجراء فحص الدم قد يسبب بعض نتائج اختبار الدم الغير دقيقة والتي تكون أعلى من المعتاد.
* التوقف عن تدخين السجائر أو تناول أي أدوية حتى قطرات الأنف التي لا تستلزم وصفة طبية، لأنها من الممكن أن تتسبب في إعطاء نتائج غير دقيقة.
* يوصى أيضا بالامتناع عن الحلويات والأطعمة الدهنية وتجنب تناول الكثير من الطعام قبل موعد الاختبار لأن كل هذه الأشياء يمكن أن تؤثر على نتائج اختبار الدهون الثلاثية.
* يمكن شرب الماء قبل فحص الدم، ما لم يأمر الطبيب بخلاف ذلك، لأن الماء يمكن أن يجعل الأوردة أكثر إحكاما وأسهل في الرؤية عند أخذ الدم للاختبار. ولكن ينبغي البعد عن عصير الليمون والمشروبات الغازية أو المنكهة أو غيرها.
في النهاية وتلخيصا لما قمنا بذكره، فيعد الصيام قبل فحص الدم في بعض الأمراض من الأمور الهامة جدا ولكن يختلف طول وقت الصيام حسب الاختبارات المحددة. أما فيما يخص مدة الصيام فبالنسبة لمعظم الاختبارات ، يجب عدم تناول أو شرب أي شيء آخر غير الماء لمدة 8 ساعات قبل الاختبار.
بالنسبة لبعض الاختبارات الأخرى، فقد يكون من الضروري الصيام لمدة 12 ساعة. لذلك، من الضروري عند إجراء فحص طبي، أن نعمل جاهدين على إستشارة الطبيب المعني بمتابعة الحالة الصحية لمعرفة القواعد التي تساعد على أن يكون الاختبار فعالا وذو نتائج دقيقة.