مع مراحل نمو الطفل تظهر العديد من المشاكل الصحية التي من الوارد أن تسبب العديد من الأزمات المؤثرة على أبدان أطفالنا، فمن أهم هذه العثرات يمكننا أن نقوم بذكر حالة نقص المغذيات الدقيق مما يؤثر هذا الأمر في عملية التمثيل الغذائي بالجسم ومن ثم حدوث المعاناة والشكوى من الكساح وفقر الدم وسوء التغذية والعديد من الأمراض الأخرى. لذا قررنا أن نقوم اليوم بالتعرف على ما هي المغذيات الدقيقة؟ وما أهم العلامات الرئيسية الدالة على إصابة الطفل بنقص هذه المغذيات.
ما هي المغذيات الدقيقة؟
عند الحديث عن المغذيات الدقيقة فيمكننا أن نذكر تكونها من مجوعتين ألا وهما:
- مجموعة فيتامين (أ ، ب ، ج ، د ، هـ ).
- مجموعة من العناصر المعدنية (الكالسيوم والفوسفور والحديد والزنك واليود)
الجدير بالذكر أن هذه العناصر تعد من أهم المواد التي يحتاجها الجسم بكميات صغيرة فقط، ولكنها تقوم بلعب دورا مهما للغاية في عملية النمو والتطور الفكري والحفاظ على الصحة وتحسينها والوقاية من الأمراض ، خاصة عند الأطفال الصغار. لذلك، يعد أمر التعرف على نقص المغذيات الدقيقة لدى الأطفال أمر في غاية الأهمية، ويجب إلقاء الضوء عليه.
لماذا يفتقر الأطفال إلى المغذيات الدقيقة؟
يسيطر على العديد من الأباء معتقد غير صحيح على الإطلاق يتمثل في أن الأطفال المصابين بفقدان الشهية والتقزم فقط هم المعرضون لخطر المعاناة من سوء التغذية ونقص المغذيات الدقيقة، ولكن على أرض الواقع يعد أي طفل معرض لخطر نقص المغذيات الدقيقة ، حتى أولئك الذين يعانون من الوزن الزائد أو السمنة.
بوجه عام يتعرض الأطفال الصغار لنقص المغذيات الدقيقة لعدة أسباب مختلفة تتمثل في:
- عدم حصول المرأة الحامل خلال فترة الحمل على التغذية الصحية السليمة.
- الأطفال الخدج أو منخفضو الوزن عند الولادة.
- نمو الأطفال بشكل سريع بعد الولادة.
- عدم تغذية الأطفال بشكل سليم حيث قلة تنوع المواد الغذائية.
- معاناة الأطفال من أمراض الجهاز الهضمي، مما يؤدي هذا إلى سوء امتصاص العناصر الغذائية
ما هي مظاهر نقص المغذيات الدقيق لدى الطفل؟
عندما يفتقر الأطفال إلى المغذيات الدقيقة ، ستكون هناك مظاهر مثل:
- بطء زيادة الوزن.
- تأخر نمو الطول.
- تأخر التسنين.
- الضيق أو صعوبة النوم أو الذهول والتعرق.
- فقدان وضعف الشهية.
- الإسهال المتكرر.
- التهاب الأنف والقصبة الهوائية.
- شحوب البشرة.
- تساقط الشعر.
- هشاشة الأظافر.
بوجه عام غالبا ما يتم التعرف بكل سهولة على الأطفال الذين يعانون من نقص المغذيات الدقيقة حيث يكون هذا من خلال عاداتهم الغذائية وأنشطتهم اليومية. ومع ذلك، عند الرغبة في معرفة بالضبط ما يفتقر إليه الطفل وكيف يتم إستكماله، فيجب على الآباء اصطحاب الطفل إلى أقرب طبيب مختص يستطيع التعامل فحص من هذه الحالات الصحية.
ما هي المشاكل الصحية التي تصيب الطفل نتيجة التعرض لنقص المغذيات؟
إذا كان الأطفال يعانون من نقص المغذيات الدقيقة، فمن الهام معرفة أن هذا الأمر يعد بشكل رئيسي مسئولية الآباء، لأن الحاجة إلى العناصر الغذائية لجسم الطفل ليست كبيرة، ولكن فيما يخص المغذيات الدقيقة فيعد هذا الأمر مهم للغاية.
بمزيد من التوضيح يمكن أن يؤدى أمر نقص مكملات المغذيات الدقيقة المتعددة غير المناسبة وغير الكافية إلى حدوث العديد من المشاكل الصحية والتي تتمثل في:
1) نقص الكالسيوم وفيتامين د حيث يترتب علة هذا الأمر تأخر نمو الطول، والكساح، وبطء نمو الأسنان.
2) نقص الحديد، ومن ثم المعاناة من فقر الدم وأمراض الجهاز التنفسي الالتهابية والالتهابات البكتيرية للأطفال.
3) نقص فيتامين أ حيث يصبح الأطفال أكثر عرضة للعدوى بحالات الإسهال وأمراض الجهاز التنفسي وجفاف القرنية والعمى.
4) نقص اليود ومعاناة الطفل من التخلف العقلي، وتأخر النمو، والإعاقة، والتعرض لأمراض الغدة الدرقية
5) نقص الزنك حيث إبطاء عملية النمو وفقدان الشهية والتقليل من مقاومة الجسم والمعاناة من الالتهابات وسوء التغذية وتأخر نمو الطول.
فيما يخص العناصر الدقيقة المذكورة سابقا، فيجب العلم أن فيتامين (د) والحديد واليود والزنك من أهم الفيتامينات والمعادن التي يتعرض الأطفال لنقصانها بصورة كبيرة بسبب التغذية غير السليمة. لذلك، فمن المهم جدا عل الآباء إرسال أطفالهم لاختبار المغذيات الدقيقة، مما يساعد هذا الأمر على الكشف المبكر لتجديد العناصر الغذائية الناقصة للأطفال.
كيف نستطيع إكتشاف تعرض الطفل لنقص المغذيات الدقيقة؟
أسهل طريقة للتحقق من محتوى المغذيات الدقيقة ومستوى نقص الفيتامينات في جسم الطفل هي من خلال إجراء اختبارات الدم. فالجدير بالذكر أنه يمكن تطبيق هذه الاختبارات على المغذيات الدقيقة مثل الحديد والبوتاسيوم والكالسيوم والزنك حيث أنه في حال إشتباه إصابة الطفل بنقصانها، فيمكن نقله إلى المستشفى لإجراء بعض الإختبارات.
بوجع عام يتم إجراء اختبار نقص المغذيات الدقيقة للأطفال من خلال الخطوات الأساسية التالية:
- تحليل الدم الكلي لتشخيص فقر الدم عند الأطفال.
- تحليل الحديد في الدم والفيريتين الذي يهدف إلى تشخيص نقص الحديد.
- تحليل الزنك والمغنيسيوم، لتشخيص نقص العناصر الدقيقة في الزنك والمغنيسيوم.
- اختبارات أيونات الكالسيوم في الدم للكشف عن نقص المغذيات الدقيقة المؤثرة على نمو الطفل.
بالإضافة إلى اختبارات نقص المغذيات الدقيقة للأطفال، إلا أنه يجب على الآباء أيضا محاولة الإلتزام بإجراء فحوصات طبية منتظمة كل 6 أشهر للمساعدة في اكتشاف الأمراض المحتمل الإصابة بها في وقت مبكر وهذا حتى يتم الحصول على العلاج في الوقت المناسب.
يجب علينا التأكيد بأن المغذيات الدقيقة ضرورية لنمو الطفل، فعلى الرغم من أن احتياجات أجسامهم تكون بكميات صغيرة جدا، إلا أنها تؤدي إلى العديد من العواقب الوخيمة عند نقصها.
كيف نمنع إصابة الأطفال بنقص المغذيات الدقيقة؟
لمنع نقص المغذيات الدقيقة الذي يصيب الأطفال، فمن الهام أن يبدأ هذا الأمر من خلال الحصول على مصادر الغذاء لتكملة الفيتامينات والمعادن في كل وجبة. لذلك، يحتاج الآباء إلى محاولة الجمع بين العديد من الأطعمة المكونة من 4 مجموعات غذائية ألا وهما الكربوهيدرات والبروتينات والدهون والفيتامينات، وهي عبارة عن المعادن الهامة للأطفال في كل وجبة.
إلى جانب هذا فيوصى أيضا بضرورة تغيير القائمة الغذائية بإنتظام من وقت بدء الأطفال لتناول الطعام بعد الفطام لأول مرة. بالإضافة إلى ذلك، فإن أمر تشجيع الأطفال على ممارسة الرياضة بشكل صحيح هو أيضا حل داعم لتعزيز القدرة على امتصاص العناصر الغذائية بشكلل فعال.