من الواجب علينا معرفة أنه في عالم الرعاية الصحية والبدنية لا يؤثر التوتر والقلق على الصحة العقلية فقط، بل يمتد الأمر أيضا ليؤثر بشكل سلبي كبير الصحة الجسدية، ومن هنا يتم اللجوء إلى بعض الأنماط الحياتية الصحية للتغلب على مثل هذه المشاعر السلبية والتي من الوارد أن تتمثل في التمارين الرياضية. لذلك، قررنا أن نطرح اليوم تساؤل هام يتمثل في هل تساعد التمارين الرياضية في تقليل مشاعر القلق والتوتر؟ ومن خلال سطورنا القادمة سنقوم بالإجابة عليه.
التمارين الرياضية والصحة البدنية
يعد روتين ممارسة الرياضة والمشي واليوغا من أهم الأنماط الصحية والفعالة ذات الدور الهام في تحسين الصحة العقلية والجسدية، فالجدير بالذكر أنها تعد أيضا طريقة جيدة جدا لتقليل التوتر والقلق.
على سبيل التوضيح، وعند ممارسة الرياضة، فسوف يقوم الجسم بإفراز هرمون الإندورفين، وهو هرمون سعادة لديه القدرة على تقليل مستويات التوتر. لذلك، يمكن أن تساعد 30 دقيقة فقط من أداء هذه التمارين يوميا في دعم الحالة الروحية والنفسية والعقلية على أن تصبح أكثر تركيزا وانتعاشا.
فيما يتعلق بالأبحاث والدراسات المعنية بهذا الأمر، فقد وجد البعض منها أنه مع أداء جلستين فقط من التمارين الهوائية في الأسبوع، فسوف تنخفض الكثير من أعراض الإجهاد والاكتئاب بشكل كبير وخاصة بعد مرور 6 أسابيع، بالإضافة إلى أنه من الممكن أن تقلل رياضة المشي وممارسة اليوجا من 3 إلى 5 أيام في الأسبوع من مشاعر التوتر والقلق ومن ثم العمل على تحسين الكثير من أعراض الاكتئاب.
لذلك، وفي حالة عدم الرغبة في ممارسة التمارين البدنية القوية ، فيمكننا أن نقوم باللجوء إلى تمارين اليوغا جنبا إلى جنب مع التنفس العميق والتأمل حيث من الوارد أن تساهم مثل هذه الأنماط في عملية موازنة العقل، أو التقليل من القلق والتوتر.
بوجه عام، يمكننا القول بأن عند الرغبة في التقليل من مشاعر التوتر والقلق، فمن الواجب على كل فرد يرغب في ذلك محاولة قضاء 30 دقيقة يوميا في النشاط البدني، وفي حالة عدم إستساغة البعض من التمارين مثل المشي، فيمكننا أن نلجأ إلى ركوب الدراجات أو السباحة أو أي شيء آخر، فالأمر هنا يرتبط بأداء أي نشاط بدني بمختلف أنواعه.
إقرأ أيضا: الآلية الصحيحة لممارسة التمارين الرياضية في الهواء خلال فصل الشتاء
طرق أخرى فعالة وداعمة في التقليل من مشاعر التوتر والقلق
أولا: التنفس البطيء
عند ممارسة روتين التنفس البطيء، فيجب العلم أن هذا الأمر يعد وسيلة لتحفيز العصب المبهم حيث يساهم الزفير الأطول بشكل خاص في المساعدة على تقليل الكثير من مشاعر التوتر، فلى سبيل التوضيح تعد النسبة الجيدة هي 4 ثوان من الاستنشاق و 8 ثوان من الزفير. ومن ثم سوف يستغرق الأمر 12 ثانية لإكمال دورة التنفس.
يجب العلم، أنه عندما نكون في حالة من التوتر، فما علينا سوى القيام بذلك 5 مرات ومن هنا سوف نشعر بالكثير من مشاعر الراحة والتحسن. الجدير بالذكر أيضا أنه عند الاستنشاق، يجب أن يتم ذلك من خلال الأنف.
ثانيا: تجنب تناول الكثير من مشروبات الكافيين
عند القيام باستخدام الكثير من المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل القهوة والشاي والشوكولاتة ومشروبات الطاقة، فمن الممكن أن يترتب على هذا الأمر زيادة الكثير من مشاعر القلق والتوتر.
من الهام معرفة، وخاصة فيما يتعلق بكميات مشروبات الكافيين المتناولة، فإن هذا الأمر يختلف من فرد لآخر ومن هنا تبدو المشاكل الصحية في الظهور طبقا لطبيعة كل حالة والمعدلات المتناولة من هذه المشروبات ولكن يجب الآخذ في عين الإعتبار أنه فيما يتعلق بمرضى القلق والتوتر فينصح بأهمية التقليل قدر الإمكان وضبط الكميات.
على الرغم من أن بعض الدراسات قد أظهرت من قبل أن القهوة يمكن أن تجلب فوائد صحية جيدة، إلا أنها ليست مناسبة للجميع وهذا طبقا لحالتهم الصحية.
ثالثا: رعاية بعض الحيوانات الآليفة
في أغلب الأوقات، يمكن أن تساعد الحيوانات الأليفة في تقليل التوتر وتحسين الحالة المزاجية، وهذا بسبب إطلاق هرمون الأوكسيتوسين، وهو عبارة عن مادة كيميائية في الدماغ تعزز من الحالة المزاجية الإيجابية.
يمكن أن تساعد رؤية الحيوانات الأليفة وهي تلعب في تدعيم عملية استرخاء الجسم وتنظيم الهرمونات والتقليل من مشاعر القلق بشكل خاص. إلى جانب الإحساس بالانتماء والتقارب.
من هنا يمكننا القول بأن بضع دقائق فقط من اللعب مع حيوان األيف مثل القطط أو مشاهدة أسراب الأسماك وهي تسبح من الأمور الهامة التي تساهم بشكل رئيسي في تخفيف التوتر وتدعيم الكثير من مشاعر الاسترخاء كثيرا.
وفقا للتفسير العلمي عند رعاية الحيوانات الأليفة، فيخضع الجسم لعملية تحول فسيولوجي في هذه الأوقات ومن ثم يؤثر هذا الأمر بشكل مباشر على العواطف مع إنخفاض تركيز الكورتيزول وهو هرمون مرتبط بالإجهاد، بالإضافة إلى زيادة هرمون السيروتونين لتحسين الحالة الصحية.
رابعا: التواصل والتفاعل مع الأقارب والأصدقاء
يمكن أن يساعدنا الدعم القادم من الأصدقاء والعائلة في تجاوز العديد والكثير من الأوقات العصيبة حيث يمنحنا التجمع مع الأصدقاء إحساسا بالانتماء وتقدير الذات، مما قد يساعد هذا الأمر في التغلب على الأوقات الصعبة.
على وجه التحديد، وجدت إحدى الدراسات أنه بالنسبة للنساء فإنه في حال قضاء الوقت مع الأصدقاء فسوف يساعد هذا الأمر في إطلاق هرمون الأوكسيتوسين، وهو مسكن طبيعي للتوتر وفعال تجاه هذا الأمر.