مما لا شك فيه أن الأنماط الحياتية السليمة من نظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضة والأنشطة البدنية من أهم الأسس الفعالة في عملية إنقاص وإدارة الوزن بشكل فعال، ولكن هل يمكننا هنا أن نقوم بإلحاق تمارين الوعي والتأمل بالتمارين الرياضية لما لها من دورا مهما وفعالا في هذه العملية. بشكل مفصل سنتعرف من خلال سطورنا التالية على مدي فاعلية تمارين التأمل والوعي في عملية إنقاص الوزن بشكل سليم وآمن.
هل تساعد تمارين التأمل على فقدان الوزن؟
تعد تمارين التأمل من أفضل الطرق الحديثة التي يمكنها أن تقوم بمساعدتنا على أن نصبح أكثر وعيا وإدراكا وتقلل من حالة التوتر التي تسيطر علينا في بعض الأوقات، وتحسن من صحتنا العامة بطريقة شاملة.
من هنا يمكننا القول أن جميع الفوائد السابق ذكرها تستطيع وبشكل رئيسي أن تدعم عملية فقدان الوزن والتخلص من الدهون الزائدة بصورة فعالة.
كيف تستطيع تمارين التأمل مساعدتنا على إنقاص الوزن؟
تعد تمارين التأمل من أهم وأفضل الممارسات البدنية التي يعود تاريخها إلى قرون عديدة مضت حيث أنها تتكون من تدعيم العقل نحو ممارسة قواه التركيزية، وإزالة الانحرافات الداخلية، من أجل تحقيق حالة من الاسترخاء واليقظة، والتغلب على أي مشاعر سلبية.
على الرغم من أن التأمل معروف تقليديا بفوائده للصحة العقلية، إلا أن العديد من الأبحاث قد أظهرت أن التأمل في حد ذاته يمكن أن يساهم أيضا في إنقاص الوزن، ومن هنا يمكننا القول بأنه عند ممارسة هذه النوعية من التمارين، فنحن هنا سنقوم بإتباع نهج واع عند تناول الطعام، مما يقلل هذا الأمر من عادات الأكل المرتبطة بالتوتر والتي من الوارد أن تتمثل في الإفراط بتناول الطعام.
نستطيع تلخيص هذا بأن تمارين التأمل تعمل على خلق علاقة صحية ما بين الجسم وتناول الطعام حيث التشجيع على التمتع بخيارات وأنماط حياتية أفضل ومن ثم تدعيم عملية فقدان الوزن بشكل فعال.
ما هي فوائد تمارين التأمل لعملية إنقاص الوزن؟
أولا: تدعيم آلية الوعي عند تناول الطعام
من أهم الطرق الرئيسية التي يساعد بها التأمل في عملية إنقاص الوزن هي الأكل الواعي حيث يبدو هذا السلوك واضحا من خلال إيلاء اهتمام كامل لتجربة الأكل والتي من الوارد أن تتم داخل وخارج الجسم.
الجدير بالذكر فيما يتعلق بالأشخاص الذين يمارسون الأكل الواعي، فهم يعدون أكثر عرضة لملاحظة إشارات الجوع والشبع، مما يساعدهم هذا على منع الإفراط في تناول الطعام، والذي يحدث من خلال إتمام هذه العملية ببطء والاستمتاع بكل لحظة يتم فيها تناول الأطعمة المختلفة والصحية.
بشكل عام وخلال هذه الفترة سنصبح أكثر وعيا بخياراتنا وحصصنا الغذائية، مما يؤدي هذا إلى إلتزامنا بالعادات الغذائية صحية.
ثانيا: التقليل من التوتر والأكل العاطفي
يعد الإجهاد في كثير من الأوقات هو السبب الرئيسي لعملية زيادة الوزن، بالإضافة إلى سوء الحالة المزاجية والنفسية والتي تؤدي إلى حدوث المعاناة من مشكلة الأكل العاطفي والرغبة الشديدة في تناول الأطعمة غير الصحي والمسبب للكثير من التوابع السلبية على الجسم.
من هنا يمكننا أن نقوم باللجوء إلى تمارين التأمل حيث أنها تعد أداة فعالة للسيطرة على الإجهاد، والحد من تأثيره السلبي على الجسم حيث قد وجدت بعض الدراسات أن التأمل يقلل من مستويات الكورتيزول، وهو هرمون إجهاد مرتبط بزيادة الوزن، خاصة في منطقة البطن.
بالإضافة إلى ذلك، فتقلل تمارين التأمل من مستويات التوتر، وتقوم بمساعدتنا على تجنب تناول الطعام خارج نطاق السيطرة، ومن ثم يسهل هذا الأمر عملية الالتزام بنظام غذائي صحي.
ثالثا: تحسين نوعية النوم
غالبا ما ترتبط عادات النوم السيئة مثل قلة النوم والأرق بأمر زيادة الوزن وصعوبة فقدانه فيما بعد، ومن هنا يمكن لتمارين التأمل أن تعمل على تحسين نوعية النوم من خلال تعزيز الاسترخاء وتقليل القلق والتوتر الشديد والعصبية.
الجدير بالذكر أيضا أن تمارين التأمل تساعد على تحفيز استجابة الاسترخاء، مما يؤدي هذا الأمر إلى إتباع أنماط نوم أفضل خلال فترات الليل. لذا فمن الواجب علينا معرفة أن النوم الجيد مهم لفقدان الوزن لأنه يوازن بين الهرمونات التي تتحكم في الجوع والشهية.
ما هي تقنيات التأمل الفعالة في عملية فقدان الوزن؟
لإضافة التأمل إلى رحلة إنقاص الوزن، فمن الواجب علينا أن نعمل جاهدين نحو تجربة التقنيات التالية:
-
التأمل في وضعية الجلوس
حيث تتم هذه الطريقة من خلال الجلوس في وضع مريح مع استقامة الظهر وإغلاق العينين ، والتركيز على التنفس ومراقبة كل نفس داخل وخارج خلال هذه العملية. فالجدير بالذكر أن هذا التمرين البسيط يمكن أن يساعد في العمل على تركيز العقل والتقليل من التوتر.
-
تأمل مسح الجسم
يعد هذا الأسلوب من أهم أساليب المراقبة والتأمل في وضع الاستلقاء وإرخاء كل جزء من أجزاء الجسم بداية من الرأس إلى أخمص القدمين. فمن الواجب معرفة أن طريقة التأمل هذه على الشعور بعمق أكبر تجاه أحاسيس جسمك حيث زيادة وعي الجسم والاسترخاء يساعد على تحسين عملية النوم التي تساعدنا على تقليل القلق والتوتر وما إلى ذلك.