قد يكون أشهر ماقمت بسماعه من قبل هو العصب الخامس الذي يعرف أحيانا بالعصب الدماغي الخامس والآخر المعروف بالعصب السابع أو العصب الوجهي ولكننا سوف نخص بالحديث اليوم العصب الثامن وهو من الأعصاب الحسية المسئولة عن إحساس الجسم بالتوازن كما يرتبط أيضا بحاسة السمع لذلك فإنه تعرضه لحالة من الإلتهاب أو أي مشكلة أخرى قد يترك خللا في شعور الشخص بالإتزان فضلا عن الضرر الملحق بالسمع مما قد يتسبب في ضعفه أو تدهوره وسوف نقدم من خلال مقالنا التالي أسباب ورم العصب السمعي الثامن
ما هو ورم العصب السمعي الثامن؟
تتعدد المسميات التي يمكن إطلاقها على هذا العصب البعض يطلق عليه العصب السمعي وآخرون يطلقون عليه العصب الدهليزي القوقعي وهو نوع من الأورام الحميدة التي لاتحمل خلايا سرطانية ويرجع سبب إطلاق اسم العصب الثامن عليه إلى وقوعه في العصب القحفي الثامن للدماغ أما عن مجموعة الخلايا العصبية المحيطة بهذا العصب فهي تعرف بخلايا شوان وقد تتسبب الإصابة بهذا الورم في التأثير سلبا على الأذن من جانب واحد , أو كلتا الأذنين وعندئذ يكون ثنائي الجانب
الحالات الأكثر عرضة للإصابة بالورم العصبي الثامن
يصنف ورم العصب الثامن ضمن الحالات المرضية شائعة الحدوث والتي عادة ماتصيب بعض الأشخاص بدرجة أكبر من غيرهم وخاصة هؤلاء الأشخاص الذين يقعون في الفئة العمرية مابين 30-60 عامًا.ولكن الأمر الجيد هنا أنه يمكن تقليل من خلال تقليل العوامل الخطر المتعلقة بالمرض تحقيق السيطرة عليه والحد من فرص الإصابة بنسب عالية ولكن لابد من الرجوع للحصول على استشارة طبية .
أعراض العصب السمعي الثامن
عند الحديث عن العلامات التي تظهر على الشخص وتمثل أعراضا دالة على إصابته بورم العب الدهليزي إن العرض النموذجي الأول والذي يعاني منه حوالي90% هو الممثل في تأثر حاسة السمع إلى درجة فقدانها تماما في أذن واحدة والذي لايحدث مرة واحدة وبشكل فجائي بل يتم في العادة بشكل تدريجي , بالإضافة إلى وجود عدد من الأعراض الأخرى التي يحتمل أن تواجه المريض مابين الإحساس بفقدان التوازن في وضع الجسم مع سماع صوت طنين أو تشويش أو هسهسة في الأذن وقد يكون في كلتا الأذنين .
علاوة على ذلك , قد تؤدي الحالات التي يتفاقم فيها المرض وفي ظل زيادة نموه وتطوره إلى ممارسة ضغطا مكثفا على الأعصاب , مما يترك شعورا يشبه بالخدر والتنميل والوخز في الوجه وقد يصل الأمر إلى شلل الوجه وفقدانه القدرة على التعبير .
وفي المراحل المتقدمة من الورم والتي يصبح فيها أكبر حجما فإنه من الطبيعي أن يسبب تأثيرات جسيمة على جزء من الدماغ وسوف يترتب على حدوث ذلك شعور الشخص الدائم بالصداع المزمن والتشويش الذهني بحيث يبدو الشخص مرتبكا , فضلا عن وجود أعراض أخرى لم نتطرق إليها
حان وقت الطبيب
سوف يكون التوجه إلى الطبيب للحصول على استشارته أمرا ضروريا وإلزاميا عقب ملاحظتك لأي علامة من العلامات التحذيرية التي قمنا بذكرها وعندئذ سوف يتمكن الطبيب من إجراء الفحص والقيام بتشخيص دقيق , ومن المهم أن يقوم المرضى بوصف مايشعرون به من أعراض للطبيب سواء تلك التي تنطوي على فقدان السمع المفاجىء , أو أي اضطرابات في توازن الجسم , أو مواجهة صعوبات في بلع الطعام , صوت طنين أو صفير في الأذن , الشعور بتنميل في أحد جوانب الوجه دون الآخر , وتحديدا إذا كان جنبا إلى جنب إحساس الدوخة أو الصداع أو أعراض أخرى .
أسباب ورم العصب السمعي الثامن
أشرنا من قبل إلى تلك الخلايا العصبية الموجودة حول العصب الدهليزي والتي تعرف بخلايا شوان والتي يرتبط وجود أعداد كبيرة منها بحدوث تطورات في الورم ورغم ذلك لم يتم استكشاف الأسباب الرئيسية وراء قيام الجسم بإنتاج أعداد متزايدة من خلايا شوان والأمر مازال قيد الدراسة .
وقد يكون للعامل الوراثي دورا في ظهور الأورام العصبية الثنائية الذي يكون نتاجا لحدوث طفرات وراثية في الورم العصبي الليفي , وبالنسبة للأنواع الأحادية من الأورام العصبية فإنه عادة ماتكون نادرة الحدوث ولادخل لعامل الوراثة في حدوثها , وتوجد حقيقة هامة لابد من معرفتها بشأن ورم العصب السمعي الذي لاينتمي إلى الأمراض المعدية وهذا يعني استحالة انتقاله من شخص لآخر كما أنه لم يتم استكشاف طريقة مثلى للوقاية من الإصابة به .
عوامل خطر الإصابة بالورم العصبي الثامن
لعل عامل الخطر الرئيسي لهذا الورم والذي يزيد من مخاطر حدوثه هو أن يكون أحد الأبوين يحمل أحد الجينات التي يطلق عليه جين الاضطراب العصبي من النوع 2 (NF2) والذي من المحتمل أن ينتقل للأبناء .
اقرأ أيضا هل يمكن أن يعاني الأطفال من اضطرابات دهليزية؟
تشخيص ورم العصب السمعي الثامن
في حالة ظهور الأعراض، سيقوم الأطباء بإجراء فحص عصبي واختبار السمع باستخدام مخطط السمع. ومن المهم الإهتمام بإجراء تشخيصا مبكرا . كما سيطلب الأطباء إجراء التصوير بالرنين المغناطيسي (الرنين المغناطيسي) أو الأشعة المقطعية للدماغ لتشخيص أورام العصب السمعي.
ما هي الطرق المستخدمة لعلاج ورم العصب السمعي الثامن ؟
تتعدد الطرق العلاجية التي يلجأ إليها الأطباء في علاج العصبي السمعي الثامن مابين الإجراءات الجراحية والعلاج الإشعاعي ويجب أن تخضع حالة المريض للمراقبة , ويتولى الطبيب تحديد أسلوب العلاج الأنسب بناء ا على عوامل تشمل حجم الورم ومعدلات نموه ودرجة الخلل الوظيفي بالإضافة إلى الأنماط المعيشية , والمرحلة العمرية , والمخاطر الجراحية
الإجراء الجراحي :يمثل أسلوب العلاج الأكثر فاعلية , ففيما يتعلق بالأورام ذات الحجم الضئيل , فإنها تعد إصابة من النوع الخفيف حيث يمكن للأطباء استئصال هذا الجوء وإنقاذ حاسة السمع من التدهور وسوف يشعر المريض بالتحسن بعد هذا الإجراء ولكن يجب أن تضعي في الإعتبار أن جراحة الأورام من ضمن الجراحات بالغة التعقيد
أشعة جاما :قد يلجأ الطبيب إلى أحد الجراحات الحديثة كخيار بديل عن الجراحة التقليدية وتعرف بجراحة جاما نايف. ويقوم أساسها على توظيف نوع من الأشعة تعرف بأشعة غاما ذات مستويات عالية من الطاقة ذلك للتركيز على موقع الورم واستهدافه بشكل دقيق دون انتقال التأثير على بقية الأجزاء الأخرى
العلاج الإشعاعي : يتم الإستعانة به بهدف التقليل من الحجم المتزايد للورم العصبي والسيطرة على الأورام المتنامية ويتم اعتماده في حال كان المريض من الأشخاص المسنين أو كان المريض يعاني من سوء الحالة الصحية , أو نمو الورم بحيث يسبب الضرر لكلتا الأذنين , أو الإصابة بورم يؤثر على القناة السمعية فقط
في الحالات التي لاتسمح حالة المريض الخضوع لإجراءات الإشعاع أو الجراحة فهنا قد يجد الطبيب أن الحل في متابعة تطور الورم والقيام بجلسات تصوير متكررة بالرنين المغناطيسي للدماغ بشكل منتظم