عند الحديث عن الكركم، فيجب تباعا أن نقوم بذكر الكركمين حيث يعد هذا هو العنصر النشط الرئيسي في هذا النبات، وما له من دور فعال في تقديم العديد والكثير من المنافع الصحية والفوائد البدنية أما على الجانب الآخر، فمن الممكن أن يتفاعل عنصر الكركمين هذا مع بعض الأدوية المعنية بعلاج بعض الحالات المرضية، مما يترتب على ذلك حدوث حالة من التفاعلات السلبية داخل الجسم، بالإضافة إلى التقليل من فاعلية بعض أنواع الأدوية. لذلك، فقد قررنا أن نقوم اليوم وبشكل توضيحي مفسر بالتعرف على أهم أنواع الأدوية التي من الواجب علينا عدم تناولها أثناء تناول الكركم بجميع أشكاله.
ما هي أهم أنواع الأدوية التي ينصح بضرورة تجنب تناولها مع الكركم؟
1) أدوية السرطان
أدوية السرطان
كما ذكرنا من قبل أن الكركمين هو العنصر النشط في الكركم، والذي له تأثيرات مضادة للأكسدة وللالتهابات حيث قد وجدت بعض الدراسات أن مضادات الأكسدة الموجودة في هذا النبات يمكن أن تقلل من فاعلية بعض أدوية العلاج الكيميائي عن طريق قيام الكركمين بالتأثير على كيفية امتصاص الجسم لأدوية العلاج الكيميائي وتكسيرها وإزالتها، وبالتالي التقليل من كفاءة العلاج أو زيادة مخاطر الآثار الجانبية على الصحة.
لذلك ، فمن الواجب على مرضى السرطان عدم استخدام الكركم أو المنتجات المحتوية على الكركمين بشكل تعسفي أثناء الخضوع لعلاج السرطان، ما لم يصفها طبيب مختص على وجه التحديد.
2) مضادات التخثر
مضادات التخثر
تساعد مضادات التخثر (مثل الوارفارين والكلوبيدوجريل والأسبرين) في علاج أو الوقاية من بعض الحالات المرضية مثل جلطات الدم أو أمراض القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك السكتة الدماغية والنوبات القلبية.
أما فيما يخص الكركم، وخاصة العنصر النشط الكركمين، فيجب العلم أن لديه القدرة على ترقق الدم بشكل خفيف حيث يحدث هذا بسبب خصائصه المضادة للالتهابات وتراكم الصفائح الدموية.
الجدير بالذكر، أنه عند استخدام الكركم في وقت واحد مع مضادات التخثر مثل الوارفارين أو الأسبرين أو كلوبيدوجريل، قد ترتفع مخاطر الإصابة بالنزيف، مما يقلل هذا من قدرة الجسم على التجلط. لذلك، يجب على الناس الذين يتناولون مضادات التخثر استشارة الطبيب قبل إضافة الكركم أو المنتجات المحتوية على الكركمين إلى نظامهم الغذائي أو العلاج.
عند ظهور بعض الأعراض المرضية بعد تناول الكركم والتي قد تتمثل في السعال أو الدم في البول أو البراز والصداع الشديد والدوخة والجروح التي لا توقف النزيف، فمن الواجب علينا الذهاب إلى أقرب منشأة طبية وبشكل فوري.
3) أدوية السكري
أدوية السكري
يمكن أن يتسبب نبات الكركم وعنصره الكركمين في خفض مستويات السكر في الدم حيث يظهر هذا الأمر عن طريق ظهور بعض الأعراض مثل التعرق والدوار ورعشة اليد والارتباك حتى قد يصل الأمر حد الإغماء خاصة إذا لم يتم علاج هذه الحالة المرضية في الوقت المناسب.
لذلك، فمن الواجب على الأشخاص الذين يعالجون من مرض السكري بأدوية مثل الغليبوريد والأنسولين والأوزيمبيك (سيماجلوتيد) عدم استخدام الكركم أو المستحضرات المحتوية على الكركمين بشكل تعسفي دون استشارة الطبيب المعالج.
إقرأ أيضا: فئات من الواجب عليها تجنب تناول الكركم بالعسل
4) بعض أدوية ضغط الدم
بعض أدوية ضغط الدم
سنخص هنا بالذكر دواء (أملوديبين) وهو دواء يستخدم لعلاج ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية.
في هذه الآونة، يمكن للكركمين العنصر النشط الرئيسي في الكركم أن يعمل على خفض ضغط الدم بشكل طفيف بفضل خصائصه الموسعة للأوعية الدموية والمضادة للالتهابات. لذلك، وفي حال تناول هذا النبات مع دواء أملوديبين فمن الممكن أن يزيد هذا الأمر من فاعلية الدواء، مما يؤدي ذلك إلى انخفاض ضغط الدم بشكل مزعج ومقلق.
تتمثل الآثار الجانبية لهذه الحالة المرضية في الدوخة، وعدم انتظام ضربات القلب، والشعور بالآلام الشديدة في الصدر، والإغماء.
لذلك، يجب على المرضى الذين يتناولون دواء أملوديبين توخي الحذر عند تناول الكركم أو المنتجات المحتوية على الكركمين.
5) أدوية الإستروجين
أدوية الإستروجين
عند القيام بتناول كميات كبيرة من الكركم، فقد يقلل هذا الأمر من آثار العلاج بالهرمونات البديلة الإستروجين.
على سبيل التوضيح أكثر، فقد أظهرت بعض الأبحاث أنه عند تناول الكركم مع هرمون الاستروجين، فمن الممكن أن يغير مركب الكركمين مستويات هذا الهرمون في الدم، مما يترتب على ذلك التقليل من فاعلية بعض المنتجات العلاجية وحدوث بعض الآثار الجانبية مثل اضطرابات الدورة الشهرية، وزيادة مخاطر الإصابة أزمات الثدي.
لتجنب هذه التفاعلات، فمن الواجب على المرضى الذين يتناولون الإستروجين استشارة الطبيب قبل تناول المنتجات التي تحتوي على الكركم.
6) دواء سلفاسالازين
دواء سلفاسالازين
يعد الـ (سلفاسالازين) هو عبارة عن دواء مضاد للالتهابات يستخدم لعلاج أمراض المناعة الذاتية مثل التهاب المفاصل الروماتويدي ومرض التهاب الأمعاء.
أظهرت بعض الـأبحاث أن تناول الكركم مع دواء السلفاسالازين هذا من الأمور التي يمكن أن تزيد من تركيز الدواء في الجسم، مما يؤثر هذا الأمر على الفاعلية العلاجية لهذا المنتج الدوائي، مما يزيد هذا من مخاطر بعض الآثار الجانبية مثل الطفح الجلدي وآلام المعدة والصدر والضعف والنوبات.
7) دواء تاكروليموس
دواء تاكروليموس
يعد دواء (تاكروليموس) من أهم أنواع الأدوية المثبطة للمناعة والذي يستخدم مع بعض الفئات المرضية مثل الأشخاص الذين خضعوا لعمليات زرع القلب أو الكلى أو الكبد أو الرئة، ولكن في حال الاستخدام المتزامن مع الكركم، فسوف يزيد هذا الأمر بكل سهولة من مخاطر الإصابة بالعديد من الآثار الجانبية على الصحة.
تتمثل هذه الآثار في حدوث المعاناة من عسر البول وتلف الكلى وضيق التنفس وعدم انتظام دقات القلب والنوبات والنزيف أو الكدمات غير الطبيعية.
8) دواء لوسارتان
دواء لوسارتان
عند الحديث عن أدوية ارتفاع ضغط الدم، فيمكننا أن نقوم بذكر دواء الـ (اللوسارتان) والذي في حال تناوله مع الكركم، فمن الممكن أن يؤثر هذا على عملية التمثيل الغذائي للدواء عن طريق الكبد، ويقلل من تركيز الدواء في الدم، ويزيد من مخاطر التعرض لبعض الآثار الجانبية مثل انخفاض ضغط الدم المفرط، والمعاناة من تشنجات العضلات، والدوخة، وبحة الصوت، وضيق التنفس والشكوى من آلام الصدر.
لذلك، وعند الرغبة في ضمان إضافة المنتجات التي تحتوي على الكركم بأمان وفاعلية، فسوف يحتاج المرضى إلى استشارة الطبيب قبل الاستخدام مع ضرورة البعد عن التعاما مع هذا الأمر بشكل ذاتي، خاصة لأولئك الذين يتناولون أدوية لعلاج الأمراض المزمنة أو الذين يعانون من أمراض كامنة مثل مرض السكري أو ضغط الدم أو اضطرابات تخثر الدم.
في حالة ظهور بعض العلامات الغير طبيعية مثل الحساسية أو آلام البطن أو تغيرات في ضغط الدم، من الضروري التوقف عن استخدام نبات الكركم ومن ثم الذهاب إلى أقرب منشأة طبية لتلقي العلاج في الوقت المناسب.