مع تعرضنا جميعا لحدوث المعاناة من الأمراض وبعض التطورات والمضاعفات المرضية المزعجة والتي قد تصل إلى حد الخطورة في كثير من الأوقات، فمن المؤكد أن أحد أهم المسببات الرئيسة لهذه الأوضاع تتمثل في ضعف الجهاز المناعي أو حدوث بعض الخلل بداخله والذي قد يتمثل في نقص المناعة الخلقي. لهذا الأمر قررنا أن نتعرف اليوم وبمزيد من التفصيل على أهم العوامل المسببة لحدوث المعاناة من أزمة نقص المناعة الخلقي.
مرض نقص المناعة الخلقي
مرض نقص المناعة الخلقي
عند الحديث عن أزمة نقص المناعة الخلقي، فمن الهام معرفة أنها عبارة عن نوع نادر من الاضطرابات الوراثية التي تصيب واحدا أو أكثر من مكونات الجهاز المناعي.
على سبيل التوضيح، تتسبب نقص المناعة في التأثير على الحاجز الواقي للجسم، وتزيد من فاعلية مسببات الأمراض مثل الفيروسات والبكتيريا حيث تسهل من عملية دخولها إلى الجسم وتسبب المعاناة من الأمراض العديدة.
الجدير بالذكر أيضا، أن هذه الحالة تقلل من مقاومة الجسم وتزيد من مخاطر الإصابة بالأمراض، مما يؤثر هذا الوضع الغير آمن على الإطلاق عالصحة العامة للأشخاص.
الأطفال ونقص المناعة الخلقي
الأطفال ونقص المناعة الخلقي
بسبب الخصائص الوراثية، فغالبا ما يواجه الأطفال المصابون بهذه الحالة المقلقة مخاطر أكبر للإصابة بالأمراض، وخاصة الالتهابات عن الأطفال الآخرين، فالجدير بالذكر أنه إذا تم اكتشاف مثل هذه الأوضاع وعلاجها في الوقت المناسب، فيمكن أن يحدث استقرار في الحالة الصحية لهؤلاء المرضى من خلال التدابير الداعمة.
على العكس من ذلك، إذا تركت حالة نقص المناعة مع الأطفال الصغار دون علاج، فمن الممكن أن يؤدي هذا الأمر إلى حدوث الكثير من المضاعفات الخطيرة ووصول الأمر حد الوفاة.
إقرأ أيضا: متلازمة نقص المناعة.. طرق فعالة للوقاية من الأمراض
أنواع نقص المناعة
أنواع نقص المناعة
بوجه عام، ينقسم نقص المناعة إلى نوعين آلا وهما الشكل الأولي الخلقي (الوراثي) والشكل الثانوي المكتسب والذي من الوارد أن يحدث نتيجة التعرض لعدوى فيروس نقص المناعة البشرية، وسوء التغذية الحاد، والقيام بتناول الأدوية المثبطة للمناعة، والعلاج الإشعاعي، وما إلى ذلك.
الجدير بالذكر، أن الكثير من الخبراء يعتبرون النوع الأول وهو نقص المناعة الخلقي مرضا نادرا بمعدل 1 من كل 1200 طفل، فالشكل الثانوي المكتسب هو مصدر الإنتشار لدى الكثير نتيجة التعرض للعديد من العوامل المحيطة.
عادة، وكما نعلم جميعا أن الجهاز المناعي المتواجد في الجسم يساعد على محاربة مسببات الأمراض مثل البكتيريا والفيروسات والفطريات وما إلى ذلك أما فيما يتعلق بنقص المناعة الخلقي أو الأولي، فهو يحدث بسبب عيوب وراثية تتسبب في حدوث خلل ببعض مكونات الجهاز المناعي، مما يؤدي هذا الأمر إلى إصابة الجسم بالعديد من الالتهابات.
إلى جانب هذا، فتعد بعض أشكال نقص المناعة الثانوية خفيفة نسبيا، في حين أن البعض الآخر شديد بسبب التعرض لدرجات متفاوتة من نقص المناعة.
أهم العوامل التي تسبب ضعف الجهاز المناعي الخلقي
أهم العوامل التي تسبب ضعف الجهاز المناعي الخلقي
يرجع السبب الرئيسي لحدوث أزمة نقص المناعة الخلقي عند الأطفال إلى بعض العوامل الوراثية، فعلى سبيل التوضيح غالبا ما يكون الأطفال المصابون بهذه الحالة حساسين بشكل خاص لمجموعة متنوعة من العوامل المعدية.
طبقا لهذا، واعتمادا على طبيعة نقص المناعة المحدد الذي يعانون منه، فسوف تتمثل مثل هذه الأمور في الآتي:
1) نقص المناعة المرتبط بالخلايا البائية: تتمثل هذه الحالة المرضية في حدوث انخفاض في جاما غلوبولين في الدم، مما يؤدي هذا الأمر إلى حدوث التهابات خطيرة من الوارد أن تصيب بعض الأجهزة داخل الجسم مثل الجهاز الهضمي والجهاز التنفسي.
في بعض الحالات الآخرى، فمن الممكن أن يولد الأطفال بحالة نقص جاما غلوبولين في الدم هذه، مما يتسبب هذا الأمر في حدوث التهابات شديدة وارتفاع مخاطر التعرض للوفاة.
2) التوهين الذي يشمل الخلايا التائية: حيث من الوارد وبشكل رئيسي أن تتسبب هذه الحالة في حدوث الشكوى من الالتهابات الفطرية المتكررة.
من هنا يمكننا القول بأن أزمة نقص المناعة الوراثية تختلف بشكل ملحوظ عن حالات نقص المناعة المكتسبة أو المرتبط بالمرحلة العمرية.
يجب العلم أيضا، أنه بالإضافة إلى مظاهر نقص المناعة الظاهرة، إلا أنه هناك أيضا بعض المسببات المؤدية لهذا الأمر، مثل نقص المناعة بسبب تعاطي الكورتيكوستيرويدات، أو نقص المناعة بسبب عدوى فيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز.
بشكل بحثي، فقد أظهرت نتائج الدراسات السريرية أن الأطفال المولودين لأبوين يعانون من تشوهات في الجينوم المرتبط بالجهاز المناعي هم أكثر الفئات عرضة للإصابة بنقص الجهاز المناعي الخلقي عن الأطفال المولودين لأبوين طبيعيين.
من الهام أيضا معرفة، أن الأطفال المولودون لأبوين يعانون من نقص مناعي غير طبيعي في الجينوم هم أكثر عرضة للإصابة بنقص المناعة الخلقي عن الأطفال الذين لديهم آباء طبيعيون، فالأمر هنا برمته يرجع إلى الوراثة والعوامل الوراثية الخارجة عن الإرادة مخالفة لحالات نقص المناعة المكتسبة.