في وقتنا الحالي، لم يعد مرض إستسقاء الكلى من الأمراض النادر حدوثها التي تصيب كل من البالغين رجالا كانو أو نساء والأطفال في جميع مراحلهم العمرية، فعلى الرغم من أنه مرض شائع جدا إلا أنه يسبب العديد من المضاعفات الخطيرة إذا لم يتم التعامل معه بشكل صحيح. لذلك الأمر سنتعرف اليوم عن مرض إستسقاء الكلى، وما هي أهم المضاعفات الخطيرة التي تصيب الجسم جراء الإصابة به، وكيف يتم التعامل مع هذه المشكلة بشكل سليم؟
ما معني “إستسقاء الكلى”؟
تحدث الإصابة بمشكلة إستسقاء الكلى عن طريق احتباس السوائل الكلوية في الجسم مما ينتج عن هذا الأمر حدوث تورم في الكلى نتيجة بعض الانسدادات بسبب عدم طرد البول من الجسم. فالجدير بالذكر أن هذا الأمر من الممكن أن يحدث بشكل مفاجئ أو يتطور ببطء، على أحد جانبي الكلى أو كلاهما. ولكن إذا تم تشخيصه في الوقت المناسب، فيعد هنا المرض بسيط، وقابل للشفاء تماما.
يجب العلم أن ما يحدث بعد ذلك هو نتاج شدة الحالة المرضية للمصاب حيث أن هناك 4 مستويات من إستسقاء الكلى . نبدأ بالمستوي الـ 1 والـ 2 حيث يكون تورم الكلى فيهما بشكل بسيط وخفيف واحتمال نجاح العلاج مرتفع للغاية.
في حالة إستمرارية المرض سينتقل المريض إلى المستويين الـ 3 و الـ 4 حيث يحدث في هذا الوقت إنتفاخ الكلى بشدة ويتسبب هذا الأمر في ظهور أعراضا مرضية أأكثر وضوحا، بالإضافة إلى زيادة نسبة حدوث العديد من المضاعفات الخطيرة.
ما هي أهم المضاعفات الصحية التي تسببها الإصابة بـ استسقاء الكلى؟
من الهام معرفة أن هذا الأمر يعد مقلقا وخطيرا إذا لم يتم علاجه مبكرا مما يؤدي هذا الأمر إلى حدوث أضرار جسيمة في الكلى، مما يعني هذا أن جسم المريض سوف يشكو لاحقا من مضاعفات خطيرة شائعة للغاية تتمثل فيما يلي:
أولا: التهابات المسالك البولية
من أهم المضاعفات الأكثر شيوعا لإستسقاء الكلى هي حدوث الإصابة بعدوى المسالك البولية حيث أن السبب في ذلك هو أن البول المتراكم لا يتم إخراجه بشكل صحيح مما يخلق هذا الأمر ظروفا مواتية لنمو البكتيريا ومن ثم يحدث لها إنتشار من المثانة إلى الكلى وكذلك نظام المسالك البولية، اما بالنسبة للأطفال المصابون بهذا المرض أيضا فهم أكثر عرضة للإصابة بالتهابات المسالك البولية عن غيرهم.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي الإصابة بهذه الحالة المرضية بشكل مطول إلى حدوث عدوى الكلى التي تتمثل في التهاب الحويضة والكلية ثم تعفن الدم المميت أو ضعف وظائف الكلى، مما يترك هذا الأمر ندبات دائمة في الكلى.
ثانيا: إرتفاع ضغط الدم
إذا كنا نذكر أهم مضاعفات الكلى بشكل دقيق فيجب علينا ألا نغفل مشكلة ارتفاع ضغط الدم حيث يحدث هذا لأن الكلى لها وظيفة مهمة جدا في تنظيم ضغط الدم. فيجب العلم أنه عندما يتم الاحتفاظ بالماء داخل الكلى، فإن عدم القدرة على تصفية الدم واستقرار ضغط الدم سيؤدي إلى ارتفاعه.
يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى حدوث تلفيات شديدة في الأوعية الدموية بالكلى، ويمكن أن يؤدي هذا الأمر إلى العديد من مشاكل القلب والأوعية الدموية الأخرى.
إقرأ أيضا: أهم المشروبات الصحية لإزالة السموم من الكلى
ثالثا: الفشل الكلوي
من المضاعفات الهامة لهذه المشكلة الصحية هو حدوث ضعفا شديدا في وظائف الكلى حيث تحدث هذه الحالة عادة إذا استمر مرض إستسقاء الكلى لأكثر من 4 أسابيع دون تلقي العلاج المناسب له.
نادرا ما يحدث مرض الفشل الكلوي مع طريقة عمل الكليتان بشكل طبيعي. ولكن عندما تعمل كلية واحدة فقط، يكون خطر الفشل الكلوي أعلى بكثير عن قبل، فيجب معرفة أن أعراض الفشل الكلوي تشمل:
- التعب.
- الوذمة.
- طنين الأذن.
- الدوخة.
- انخفاض القدرات الفسيولوجية.
عند الإصابة بالفشل الكلوي فلن تقوم الكلى بتأدية دورها المعتاد في تصفية الدم والقضاء على السموم إلى خارج الجسم. ومع مرور الوقت، فإن السموم التي حدث لها تراكم في الجسم تسبب العديد من المشاكل الصحية الخطيرة الأخرى.
يجب العلم أن الفشل الكلوي الحاد يقلل من متوسط العمر المتوقع للأشخاص ويجعل خطر الوفاة مرتفع للغاية، فعند الرغبة في الاستمرار على قيد الحياة، سوف يحتاج مصابي هذا المرض إلى الإختيار ما بين أمرين ألا وهما غسيل الكلى أو زرع الكلى.
رابعا: التهاب كبيبات الكلى
يؤدي استسقاء الكلية إلى حدوث ركود في البول بالكلى، والإصابة بالتهاب الحويضة والكلية الذي ينتج عنهما الإصابة بالعدوى والآفات بما في ذلك التهاب كبيبات الكلى تصاحبها بعض الأعراض مثل فقر الدم وارتفاع ضغط الدم والوذمة.
خامسا: تمزق الكلى
يعتبر حدوث تمزق الكلى أيضا من أهم المضاعفات التي تظهر على الأشخاص المصابين بـ إستسقاء الكلى. حيث يعد هذا العرض من الأعراض الخطيرة جدا على الحالة الصحية للمصاب وتؤدي إلى حدوث الوفاه إذا لم يتم التعامل معها بشكل فوري سليم.
كيف تتم الوقاية من مضاعفات إستسقاء الكلية؟
بعد أن قمنا بالتعرف على أهم مضاعفات حدوث مشكلة إستسقاء الكلى، فيمكننا الآن أن نقوم بإتخاذ بعض التدابير الكاملة لتقليل فرص حدوث هذه المشكلة حيث يتم ذلك من خلال:
- التحقق بشكل منتظم وبصورة دورية من الحالة الصحية عن طريق الكشف الطبي، وإجراء الفحوصات اللازمة.
- إتباع وصفات العلاج الخاصة بالطبيب المتابع للحالة الصحية لمنع حدوث مضاعفات إستسقاء الكلى الخطيرة.
- شرب ما يكفي من حوالي 1.5 إلى 2 لتر من الماء يوميا لتعزيز إفراز الكلى بشكل أفضل من السموم.
- بناء نظام غذائي صحي ومتوازن مليء بالعناصر الغذائية المتنوعة.
- الحفاظ على نمط حياة آمن سليم، والحصول على قسط كاف من الراحة.
- ممارسة التمارين الرياضية اللطيفة لتعزيز الصحة العامة.
- التقليل من التعرض للتبغ والبعد عن المشروبات الغازية والكحولية قدر الإمكان.