التأمل .. لفظ حديث العهد على الأذن، ولم نكن نسمع عنه قبل بضعة سنوات مضت، ولكن فجأة أطل علينا العديد من علماء النفس ينصحوننا بضرورة إتباع هذا النمط الحياتي حيث أصبح هذا السلوك من الأشياء الهامة في عالم الهدوء، والسلام النفسي لذلك سنقوم في سطور مقالنا القادمة بالتعرف على ما هو نشاط التأمل، وما هي أهم الفوائد التي يتم تحقيقها بعد القيام بممارسته.
التأمل
بعض الناس يخافون من كلمة “التأمل” حيث يتوارد إلى ذهنهم الصمت التام، وعدم المشاركة، والتفاعل مع الآخرين، ولكن الأمر ليس هكذا فالوضع يتم تنفيذه في خلال معدل زمني بسيط، وذلك بسبب إنشغال الكثير منا بمهامه اليومية العديدة، والمتنوعة.
في العموم يجب العمل على تخصيص 2% فقط من يومنا للتأمل لكي يصبح باقي اليوم المتمثل في 98% أكثر إنتاجية، ومتعة، وقدرة على تحمل المشكلات، والضغوطات، فالأمر لا يستغرق سوى بضع دقائق من التأمل كل يوم لبدء رؤية بعض الفوائد الجادة.
ما هو التأمل؟
يعد التأمل من أبسط الأدوات التي تساعد، وبشكل فعال في تخفيف القلق، والتوتر حيث يتولد داخل الفرد القدرة على الأداء العالي، والمتميز في جميع المهام اليومية سواء كانت العملية أو الإجتماعية.
كثير من الناس لديهم اعتقاد خاطئ بأن التأمل يدور حول التركيز على الحاضر، لكن نحن في الواقع، وتأملنا في الوقت الحالي ، وكل ما نرغب به هو اليقظة مع كل فعل جديد، فعند القيام بهذا النشاط بشكل صحيح، فمن الممكن أن يقوم بمنح الجسم راحة أعمق من النوم، فالجدير بالذكر أنه عندما نقوم بإعطاء الجسم الراحة التي يحتاجها، فإنه يعرف كيف يشفي نفسه، ويتعافي، ويمارس أنشطته بالتميز، والنجاح.
إقرأ أيضا: ما هو الكوبولاليا؟ .. أكثر الأعراض المصاحبة لمتلازمة توريت
ما هي اليقظه؟
يستخدم الكثير من الناس مصطلحي اليقظة، والتأمل بالتبادل، لكنهما في الواقع مختلفان تماما، فاليقظة هي فن جلب الوعي، والتركيز إلى اللحظة الحالية، حيث يعتبر مزيج من التقنيات، مثل أنشطة التنفس، والتصور، التي تساعد على تخفيف التوتر في وقتنا الحالي.
يجب العلم أن الفرق الرئيسي بين الاثنين هو أن اليقظة تطلب منك التركيز على الحاضر، بينما يطلب منك التأمل السماح لعقلك بالانجراف إلى حالة شديدة من الوعي التي تختلف عن الاستيقاظ أو النوم أو الحلم.
ما هي فوائد ممارسة التأمل؟
قام عدد من الباحثون بتحليل العديد والكثير من الدراسات حول ممارسة نشاط التأمل بشكل دائم، ومستمر، حيث إستقرو على أن هناك الكثير من الأدلة التي تؤكد بأهمية التأمل، ومدى فاعليته في تخفيف الضغوط النفسية مثل القلق، والاكتئاب، والحزن، والتوتر، وحتى الألم.
بالإضافة إلى ذلك، فيعتبر هذا النشاط التأملي يلعب دورا كبيرا في العمل على تحسين النوم، والإنتاجية في إتمام المهام العملية، والقيام بتعديل المزاج بشكل فارق بالإضافة أيضا إلى أن ممارسة التأمل يساعد، وبشكل فعال في زيادة الرغبة الجنسية لدى كل من الرجال، والنساء على حد سواء.
كيف يمكننا البدء في تطبيق التأمل؟
قد يكون من المقلق بالنسبة لنا إضافة شيء جديد إلى الروتين اليومي، وهذا هو السبب في أن مفتاح التأمل الفعلي كل يوم هو إيجاد تقنية مناسبة لك تستطيع أن تغير الكثير داخل النفس البشرية.
يجب العلم أن هناك عدد لا يحصى من التطبيقات، والدورات التدريبية، والكتب عبر الإنترنت التي يمكن أن تساعد من يرغب في ممارسة هذا النشاط على البدء، ولكن قبل الالتزام بأي من هذه الوسائل لابد أن نقوم بالتفكير جيدا فيما إذا كان هذا الوضع، والنشاط سيتماشى مع جدولنا الزمني، فعلى سبيل المثال ، ربما ليس لدينا وقت لقراءة كتاب عن التأمل عندما تصل إلى المنزل من العمل، ولكن لدينا 10 دقائق، وأكثر نستطيع أن نقوم بقضائها على أحد تطبيقات الإنترنت سواء كانت الترفهية، أو العملية في الصباح قبل أن نبدأ يومنا.!
في العموم يجب القيام بإكتشاف ما الذي يستطيع أن يفيدنا، ويدفعنا خطوات إلى الأمام، وعند التفكير الصحيح سوف نجد المزيد من الوقت لممارسة التأمل.