إن إصابتك بمشكلة ما في العظام أو المفاصل أو أيا من الأمراض التي تتسبب في ضعف قدراتك الحركية قد ينتج عنه حرمانك من ممارسة الأنشطة الروتينية اليومية المعتادة كالقيام بالأعمال المنزلية أو الذهاب للتسوق الأمر الذي يترك آثارا نفسية جسيمة لدى المرضى من شأنها تثبيط فاعلية الأدوية العلاجية الموصوفة من قبل الطبيب وسوف نرصد من خلال مقالنا التالي أنواع الحالات النفسية الشائعة لدى مرضى العظام وطرق الوقاية الفعالة .
الحالات النفسية ذات الصلة بأمراض العظام
هل يمكن أن تؤدي الحالات النفسية السيئة لدى المرضى إلى عدم تحقيق العلاج لمفعوله ؟ يمكن أن يقع كثيرا من مرضى العظام -المصابون بإلتهابات عظمية أو حتى الذين يعانون من هشاشة العظام – ضحايا لمشكلات نفسية عديدة تتنوع بين الإجهاد المزمن والشعور بالتعب والإعياء وربما يتطور الأمر لديهم لسيطرة الإكتئاب وجميعها من الأمراض الشائعة المصاحبة لتلك الحالات ويرجع ذلك إلى اعتقادهم الداخلي بأنه يجب عليهم التخلي التام عما كانوا يمارسونه من هوايات مفضلة من قبل وأن عليهم أن يتكيفوا مع مايشعرون به من ألم ومايقوموا بتناوله من أدوية ومن ثم يجب عليهم التحرر من مشاعرهم السلبية الكامنة حتى يحقق الدواء الهدف العلاجي المنشود ونوصيكي بان تجعلي روح التفاؤل هي الروح السائدة بما يساعد في الإدارة الجيدة للأعراض المصاحبة للمرض والسيطرة عليه .
إذا كنت تعانين من مشكلة التهابية أو غيرها من مشكلات المفاصل فأنت لست وحدك من يمكن أن يتسرب شعور الإكتئاب بداخلك بل أن كثيرا من المرضى لديهم هذا الإحساس ولكن من الضروري إيجاد أساليب علاجية فعالة للتعامل مع مشاكلك النفسية لأن حدوثها لايقتصر فقط على ماتتركه من تأثيرات سلبية على فاعلية العلاج بل يمكن أن تتسبب في تفاقم أعراض المرض وجعله يتطور إلى مرحلة أكثر سوءا
متى تصبح أعراض مرض العضلات والعظام شديدة؟
التغيرات المناخية
تعد تقلبات الطقس المرتبطة بحدوث تغيرات في درجات الحرارة من العوامل التي تزيد من شعورك بآلام حادة في المفاصل حيث يشعر المريض بأن الألم تحول ليصبح أكثر شدة تزامنا مع التغيرات الجوية وذا الأمر يعاني منه معظم الأشخاص المصابون بأمراض العظام والعضلات فقد أثبتت الأبحاث في هذا الصدد أن مايقدر بحوالي ثلثي الأشخاص المصابين بالأمراض العظمية عليم الإستعداد نوبات منتظمة من الألم يتخللها شعور بالإنزعاج عندما ينتقل الطقس من حال إلى حال وخاصة إذا حدث التغير في درجات الحرارة بشكل فجائي
ذلك السائل الذي يساعد المفاصل على الحركة والذي يتمتع بدرجة لزوجة معينة من أوائل الأشياء الأكثر تأثرا بالتغيرات المناخية التي تترك تأثيرها أيضا على معدلات تدفق الدم ومايتك تركيزه من مواد معينة في الجسم الأمر الذي ينتج عنه معاناة معظم المرضى من آلام لاتحتمل علاوة على أنه تزداد حالات تصلب المفاصل ومايصاحبها من احساس بالألم الذي يشبه الوخز , مما يفقدها المرونة الكافية التي ينعكس تأثيرها على الحركة لتصبح أقل ومع ضعف مقاومة الجسم في ظل التغيرات في مستويات درجة الحرارة فإن المرضى يصبحون أكثر إنزعاجا وشعورا بالضيق حث يصيب العظام التيبس وتصبح المفاصل أكثر إيلاما.
اقرأ أيضا اختبار فحص الوسواس القهري .. ماهو ؟ وكيف يمكن إجراؤه ؟
عدم الالتزام بخطة علاجية جيدة
على الرغم من أهمية وضع خطة علاجية للمرضى إلا أن هناك شأن خاص بالنسبة لمرضى الجهاز العضلي الهيكلي، حيث تشتمل منظومة العلاج الطبية على تفعيل أسلوب المراقبة بشكل علمي وبطريقة منظمة والإلتزام التام بتوجيهات الأطباء لأن تلك المشكلة إذا تم تجاهل التدخل العلاجي الفوري لها بشكل سليم فإن المشكلة سوف تتفاقم وينتج عنها مضاعفات خطيرة , مما يؤثر على الآداء الحركي الطبيعي بشكل كبيروهذا مايجعل المريض يضطر لمواجهة صعوبات معيشية جسيمة مثل خطر تشوه المفاصل وفقدان الأنشطة الحركية وربما يمتد ذلك إلى مرحلة أكثر خطورة وصولا إلى الإعاقة وأمراض القلب
مشاكل نفسية عند الإصابة بأمراض الجهاز العضلي الهيكلي
-الإجهاد النفسي
في حالات الإصابة بأي من المشكلات التي من شأنها إعاقة حركتك فإن الأمر أيضا سوف يصيبك ببعض أنواع المشكلات النفسية نتيجة لحزنك الداخلي لما أصابك وهذا يوف يلقي بآثاره السلبية على المرض ليصبح أكثر خطورة كما سيعمل على إبطاء عملية التعافي من أمراض الجهاز العضلي الهيكلي ومن أمثلة الحالات النفسية الشائعة التوتر ,، القلق، الاكتئاب، الغضب، الخوف والتي تنضم إلى قائمة ردود الفعل الشائعة لدى معظم مرضى العظام خلال رحلة العلاج والتي من المرجح أن تستغرق وقتا طويلا ويجب الإشارة هنا إلى ماتتركه المشكلات النفسية من تأثيرات على الأنماط الحياتية المعيشية والتي ينتقل تأثيرها على تقدم العلاج وتحقيق فاعليته كما أنه من المتوقع أن الألم سوف يصبح أكثر كثافة مما يشكل حائلا أمام آدائك للأنشطة اليومية
-القلق
يعد القلق من أبرز مايتوقع أن يواجهه مريض العظام حيث غالبا مايسيطر على عقلهم قلقا مزمنا جنبا إلى جنب مع عدد من الأعراض الجسدية التي تتنوع بين تسارع وعدم انتظام نبضات القلب وحين لايستطيع المريض السيطرة على أعراض القلق لديه ومعدلات تفاقمها فإنه من السهولة أن يصاب بالإكتئاب العقلي ليصبح أكثر انطواءا ويفقد معها القدرة على آداء مختلف المهام ويمكن أن يسبب ذلك الأرق ومواجهة اضطرابات وصعوبات النوم وكلما زاد القلق كلما كان الألم أكثر صعوبة وتسرب الإكتئاب شيئا فشيئا .
-الإكتئاب
إذا تم تشخيص إصابة الشخص بالإكتئاب الحاد وهو واحد من الأمراض النفسية الأكثر شيوعا والملازمة لمرضى العضلات والعظام ومن الضروري أن يهتم الشخص بالتوجه إلى الطبيب فورا حيث يساهم العلاج المبكر في الوقاية من التأثيرات السلبية للإكتئاب على جسدك وعلى القدرة على التعافي ومراحل تطور العلاج لذلك في حالة ملاحظتك أيا من الأعراض التالية مع استمرارها لما يتخطي الأسبوعين فمن الضروري أن تنتبهي إليها جيدا :
- استمرار تغيرات الحالة المزاجية والوقوع في دائرة الإكتئاب لعدة أيام
- فقدان الإهتمام بممارسة الأنشطة المعتادة
- فقدان الشهية أو الرغبة في تناول الطعام
- حالات الوزن الزائد
- الإفراط في النوم أو الأرق الشديد المرتبط بصعوبات النوم بشكل أقل
- الشعور بالتشتت وفقدان القدرة على التفكير والتركيز في مختلف الأشياء من حولك
- انخفاض معدلات الطاقة والشعور بالتعب المزمن
- الوقوع في دائرة من الأفكار السلبية الإنهزامية في معظم الأحيان
تأثر نفسية المريض كلما زادت درجات الإكتئاب لتصبح أكثر حدة ففي الحالات الذي يضطر المريض معها إلى التعامل مع آلام مزمنة على النحو الذي يتعارض مع ممارسة الأنشطة الروتينية وفي الوقت نفسه تكاليف الفحوصات الطبية المرتفعة , بالإضافة إلى قلة الحصول على المساندة والدعم من أفراد العائلة والأصدقاء وكلها تندرج ضمن أكثر العوامل التي تستهدف زيادة مخاطر الإصابة بالإكتئاب بالنسبة لمرضى الجهاز العضلي الهيكلي. فضلا عن وجود أسباب أخرى أخرى تقف وراء حدوث الإكتئاب
- الإجهاد النفسي
- المشاكل الفسيولوجية
- الآثار الجانبية للأدوية
- افتقاد النظام الغذائي إلى العناصر الغذائية الضرورية
الغضب والخوف
مرضى العظام من السهل أن تثار أعصابهم بسهولة ويتعرضون للخوف والهلع والذعر لذلك يضاف كلا من الغضب والخوف إلى قائمة ردود الفعل الأكثر شيوعا التي يمكن أن يعاني منها مريض العظام فمع استمرار مخاوفك يمكن أن يقود ذلك فورا إلى الشعور بالاكتئاب والتعب وافتقاد الحافز.لذلك وتجنبا لمثل تلك المشاعر السلبية من الضروري إدرارة مناقشات فعالة بين مجموعات الأصدقاء أو الأقارب أو علماء النفس.
العلاج
يتم تصنيف بعض أمراض العظام بأنها مزمنة لذلك فإن علاجها يستمر على المدى الطويل كما أن مايتم تخصيصه من تكاليف علاجية يكون مرتفعا للغاية ,ورغم ذلك يستمر الألم بدون اختفاء ومع التغيرات المناخية يحتمل أن يعود الألم مرة أخرى كل ذلك يجعلك ترغبين في الإستسلام للمرض ويعد هذا أيضا من الحالات التي يمكن أن يصادفها المريض بحيث يمتنع عن استكمال العلاج حيث لن يحقق أي نتائج وعلى الرغم أنه في الوقت الحالي لم يتم التوصل لعلاج محدد لمشكلات العظام والعضلات إلا أنه إذا كنت أكثر حرصا على عقليتك فسوف يمكنك التغلب على كثيرا من المضاعفات الخطيرة مثل الشلل والإعاقة وأمراض القلب والأوعية الدموية.
طرق التغلب على المشاكل النفسية للأشخاص الذين يعانون من مشاكل عضلية هيكلية
1-الحصول على قسط كافي من النوم
سوف يساعد حصولك على قسط كافي من النوم في إراحة عقلك من كافة المشكلات النفسية المتوقعة لذلك حاولي أن تفرغي ذهنك من كل المشتتات واجعلي عقلك مسترخيا للحد من كافة مايحيط بك من مخاوف بشأن تطور المضاعفات وتسببها في إعاقات دائمة لذلك فإن حفاظك على أنماط نوم صحية سيفيد في تقليل المستويات العالية من التوتر والسيطرة على معدلات تدفق الدم الطبيعي إلى الدماغ ويأتي ذلك مشمولا بتعزيز الصحة العام ووفقا للتقديرات تم تقدير عدد ساعات النوم الكافية واللازمة للجسم بما يتراوح بين 6 – 8 ساعات كل ليلة.
2- خذي نفساً عميقاً
يعد التنفس العميق من التقنيات المهدئة البسيطة لحالات التوتر والإحباط والإنزعاج ومعظم مرضى العظام يعانون من تلك المشكلات, ويمكن ممارستها بمنتهى السهولة بما يحقق فاعلية في تسكين الألم ,وتقليل إنزعاجك كل ماعليكي فعله أن تقومي بإغماض عينيك في حالة شعورك بالتوتر أو الإحساس الشديد بعدم الراحة مع اتباع أسلوب التنفس العميق على الأقل لمدة 5 دقائق ثم إطلاق الزفير ببطء مع أهمية تكرار فعل ذلك من 5 إلى 6 مرات لحين التحسن التام ويمكنك تجربة ممارسة الرياضات الروحية كالتأمل واليوجا وتصنف ضمن أنواع التمارين التي يعتمدها كثير من الأشخاص لتقليل التوتر
3-حمام ملح إبسوم
هذا الملح الإنجليزي يتمتع بكثيرا من الخصائص التجميلية التي تضفي نعومة وترطيب للجلد حيث يعتبر واحدا من أبرز المكونات التجميلية الغنية بالمغنيسيوم والكبريتات.وهذا مايجعله من الأشياء الضرورية لتعويض نقص المغنسيوم الناجم عن انخفاض في مستويات المغنسيوم من جسمك فلاعجب أنه ضمن المكونات الفعالة التي ينصح بإضافتها إلى ماء الإستحمام نظرا لمساهمته في إمداد الجسم بالمغنيسيوم،وانظري إلى النتائج الرائعة المعززة للإسترخاء وتحسين حالتك المزاجية ويضاف إلى الفوائد أيضا أهمية في تنظيم معدل نبضات القلب وذلك من خلال تنظيم الكهارل في الجسم.
ضعي في اعتبارك أن الأهمية الكبرى لملح إبسوم لاتقتصر فقط على تسكين تشنجات وآلام العضلات والمفاصل بل انه إذا كنت تعانين من عرق النسا سوف يساعدك إضافته إلى ماء استحمامك بشكل منتظم بما يساعدك على الاسترخاء وستجدين أن تيبس الظهر قد هدأ بشكل ملحوظ ولايمكن أن نغفل الحديث عن مضادات الإلتهاب الطبيعية التي تتميز بها المكونات الكميائية الموجودة في ملح إبسوم وسوف يفيد في تقليل حدة تصلب العضلات المجاورة للعمود الفقري القطني .
وإذا رغبت في حمام أكثر انتعاشا يمكنك إضافة بضع قطرات من الزيوت العطرية العطرية مع كوب من ملح إبسوم إلى حمام مائي ساخن، ثم اجلسي فيه لمدة 20 دقيقة.
4-شاي البابونج أو الشاي الأخضر
ثبت أهمية مشروبات شاي الأعشاب في تقليل الآثار النفسية المترتبة على مشكلات العظام والمفاصل ويتربع مشروب الشاي الأخضر على عرش العلاجات الطبيعية المنزلية نظرا لإحتوائه على أحد الأحماض الأمينية وهو الثيانين المعزز الطبيعي للإسترخاء بالإضافة إلى كونه معالجا فعالا لإضطرابات الصحة العقلية ويدعم الآداء الوظيفي للدماغ لذلك عادة مايلجـأ المرضى لإستعماله لدرء المشاعر السلبية التي يخلفها القلق ومقاومة الاكتئاب وتقليل التوتر.