بالإضافة إلى قيام مرضى سرطان القولون بالالتزام بطرق العلاج الطبية اللازمة للتعافي إلا أن التغذية الصحية والسليمة أيضا تلعب دورا مهما تجاه هذه الحالة المرضية، مما يؤثر هذا بشكل مباشر وإيجابي على صحة المرضى وعملية علاجهم وإستجابتهم الصحية السليمة. بشكل توضيحي قررنا أن نتعرف الآن من خلال سطورنا القادمة على النظام الغذائي الصحي والسليم الذي يحتاج إليه مرضى سرطان القولون لإتمام مرحلة تعافيهم بشكل آمن وفعال.
سرطان القولون
يعد سرطان القولون هو عبارة عن ورم يظهر في الأمعاء الغليظة وقادر على النمو داخليا أو غزو الأعضاء المحيطة أو الانتقال إلى أعضاء أخرى بعيدة.
الجدير بالذكر ان من أهم العوامل المؤدية لحدوث الإصابة بسرطان القولون يمكننا أن نقوم بذكر العوامل الوراثية، والأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن الـ 50 عاما؛ ومن يعانون من التهاب القولون التقرحي المزمن، ومرضى سلائل القولون.
أما فيما يخص أنماط الحياة الغير صحية، فيجب علينا ذكر بعض الأنماط السلبية مثل السمنة، وزيادة الوزن، وتناول كميات قليلة من الفواكه والخضر والألياف والإكثار من الأطعمة الدهنية واللحوم الحمراء، فعلى وجه التحديد قد صرح بعض المختصين بأن أمر اتباع نظام غذائي غير صحي من الوارد أن يسبب التهابا جهازيا وزيادة مقاومة الأنسولين وتغير بسهولة ميكروبيوم الأمعاء، مما يزيد هذا الأمر من خطر الإصابة بالسرطان، بما في ذلك سرطان القولون.
سرطان القولون والتغذية السليمة
في بداية الأمر يجب علي مرضى سرطان القولون أن يلتزموا بإمداد الجسم العناصر الغذائية الضرورية للجسم وهذا حتى يتم الحصول على طاقة كافية لمحاربة المرض والتعافي من التدخلات الجراحية أو الإشعاع أو العلاج الكيميائي. فالجدير بالذكر أن أمر تناول ما يكفي من الطعام يساعد في تعزيز جهاز المناعة، ويقلل من خطر نقص الفيتامينات والمعادن ذات التوابع الضارة بالجسم.
لتلبية الاحتياجات الغذائية أثناء علاج سرطان القولون، يجب أن يتم العمل على إمداد الجسم بالمغذيات الضرورية واللازمة في هذه المرحلة بما في ذلك البروتين والكربوهيدرات والدهون والفيتامينات والمعادن والماء، وسنقوم بالتعرف على هذا الأمر بشكل مفسر لاحقا.
النظام الغذائي الصحي لتعزيز فرص التعافي من سرطان القولون
أولا: البروتينات
من منا يستطيع ان يقوم بالإستغناء عن عنصر البروتين في أنظمته الغذائية سواء كان بروتين حيواني أو نباتي! وفيما يخص مرضى السرطان وخاصة سرطان القولون فيعد هذا الأمر بالغ الأهمية حيث يقوم البروتين بتوفير الطاقة اللازمة للجسم ويساعده على التعافي بشكل مباشر وفعال.
تشمل المصادر الغذائية الغنية بالبروتين الجيدة وسهلة الامتصاص اللحوم الخالية من الدهون وصدور الدجاج والأسماك والبيض واللبن والبقوليات.
إقرأ أيضا: 7 عوامل تزيد من مخاطر الإصابة بسرطان القولون
ثانيا: الألياف ومضادات الأكسدة
أظهرت العديد من الأبحاث والدراسات أن الأطعمة النباتية الغنية بالألياف ومضادات الأكسدة لديها قدرة فعالة على حماية وإصلاح الحمض النووي التالف في داخل الجسم. فعلى سبيل التوضيح تساعد مضادات الأكسدة خاصة في العمل على حماية الجسم وتحييد الجذور الحرة التي تساعد في تلف الخلايا، ومن ثم يمكنها أن تقلل من خطر تحور الخلايا بسبب التلف وتصبح سرطانية.
بالإضافة إلى ذلك، تساعد العديد من الفيتامينات والمعادن الموجودة في الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة والفاصوليا أيضا في إنتاج واستعادة الحمض النووي والتحكم في نمو الخلايا حيث أن بعض الأطعمة لها تأثير مباشر على العديد من أنواع الأورام السرطانية، وتحديدا الأطعمة النباتية التي تحتوي على الكثير من الألياف التي قد تقلل من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم خاصة.
ثالثا: الدهون الصحية
تعد الدهون الصحية من العناصر الغذائية الهامة للجسم لأنها تعمل على توفير الطاقة، وتحافظ على نمو الخلايا، وتثبت ضغط الدم، وتساعد الجسم على امتصاص العناصر الغذائية.
الجدير بالذكر أن المصادر الغذائية الغنية بالدهون الجيدة لمرضى سرطان القولون تشمل زيت الزيتون والأفوكادو والمكسرات (اللوز والجوز وبذور الشيا)؛ والأسماك الدهنية (سمك السلمون والماكريل والتونة).
رابعا: الفيتامينات والمعادن
يساعد أمر تناول مكملات الفيتامينات والمعادن من خلال النظام الغذائي الأشخاص المصابين بسرطان القولون على تقوية جهاز المناعة ومكافحة الالتهابات ودعم العملية العلاجية. فعلى سبيل المثال تساعد بعض الأطعمة على زيادة فاعلية علاج السرطانحيث أنها تحتوي علىي بعض الفيتامينات مثل C و E و D والكالسيوم والزنك والبيتا كاروتين والسيلينيوم .
يجب معرفة أن المصادر الغذائية الغنية بالفيتامينات والمعادن المفيدة للأشخاص المصابين بسرطان القولون تتضمن الخضروات والفواكه التي تحتوي على العديد من الفيتامينات والمعادن المختلفة، إلى جانب الحليب ومنتجات الألبان التي توفر الكالسيوم وفيتامين د والبروتين، أما عند ذكر اللحم الخالي من الدهون فيجب معرفة إحتواءه على عناصر الزنك والحديد وفيتامين ب 12.
آلية تناول الطعام لتعزيز فرص التعافي من سرطان القولون
لتقليل بعض الأعراض الغير سارة التي من الوارد أن تصيب بعض مرضى سرطان القولون عند تناول الطعام يجب أن يتم العمل على تقسيم الوجبات إلى عدة وجبات صغيرة على مدار اليوم للتأكد من أن الكمية المجمعة من الطعام توفر سعرات حرارية كافية يحتاجها الجسم.
يوصى أيضا بضرورة شرب كمية كافية من الماء كل يوم، والإلتزام بتناول المزيد من السوائل التي من الوارد أن تتوفر داخل الأطعمة والمشروبات الأخرى مثل تناول الحساء وشرب الشاي والحليب وعصائر الفاكهة.