مما لا شك فيه أن حركة الحيوانات المنوية من الأمور الهامة جدا والمؤثرة على الخصوبة وبالأخص عند الرغبة في إتمام الحمل والخوض في تجربة الإنجاب. الجدير بالذكر أن هذه الحركة تظهر من خلال إنتقال الحيوانات المنوية عبر الجهاز التناسلي للمرأة ومن ثم الوصول إلى البويضة وتخصيبها فعند تعثر الكثير في هذا الطريق تقل فرص حدوث الحمل حتى قد يصل الأمر إلى ضعف حركة الحيوانات المنوية التي من الممكن أن تسبب إصابة الذكور بالعقم. لذا سوف نتعرف اليوم على حركة الحيوانات المنوية بشكل مفصل وما مدى تأثيرها على القدرة الإنجابية والخصوبة الذكورية؟
حركة الحيوانات المنوية
عند حديثنا التوضيحي عن حركة الحيوانات المنوية، فيجب معرفة أن هناك نوعان من هذه الحركة والتي تشير إلى كيفية سباحة الحيوانات المنوية الفردية حيث يظهر هذا من خلال حركتها التي تسبح وتتحرك في خط مستقيم أو دائرة كبيرة والحيوانات المنوية التي تتحرك في مكانها، ولا تسير في خط مستقيم أو تقوم بالسباحة في دوائر ضيقة جدا.
يجب العلم أنه لكي يمر الحيوان المنوي عبر مخاط عنق الرحم لتخصيب بويضة المرأة، فيجب أن يكون للحيوانات المنوية سرعة حركة مستمرة لا تقل عن 25 ميكرومتر في الثانية حيث يتم تشخيص ضعف الحركة أو ضعف الحيوانات عندما يتمكن أقل من 32٪ منها من التحرك بكفاءة.
حركة الحيوانات المنوية ومدى تأثيرها على الخصوبة
بشكل مباشر لا يستطيع أحد أن يغفل تأثير الوضع الحركي للحيوانات المنوية على قدرة الذكور الإنجابية حتي يصل الأمر إلى العقم حيث يقوم بعض المختصين بتعريفه على إنه عدم القدرة على الحمل والإنجاب بعد مرور 12 شهرا من المحاولة.
بالإضافة إلى ذلك، فعادة ما يكون العقم عند الذكور نتيجة لحدوث نقص في السائل المنوي، وأكثرها شيوعا بسبب إنخفاض عدد الحيوانات المنوية، وضعف حركتها كما ذكرنا من قبل، وشكل الحيوانات المنوية غير الطبيعي، وما إلى ذلك.
إقرأ أيضا: الحيوانات المنوية الصحية لعملية إنجابية سليمة
أسباب انخفاض حركة الحيوانات المنوية
يمكن أن تكون الأسباب الدقيقة لإنخفاض حركة الحيوانات المنوية مختلفة ومتنوعة حيث من الوارد معاناة بعض من الرجال من المسببات الورائية، بينما قد يكون لدى البعض الآخر بعض من الأمراض الغير مشخصة.
إلى جانب هذا فتلعب أنماط الحياة والعوامل البيئية أيضا دورا كبيرا في التأثير على حركة الحيوانات المنوية. فعلى سبيل المثال، تعد عادة التدخين من العادات السيئة جدا والمؤثرة على القدرة الجنسية للرجال بصورة كبيرة حيث يترتب على تناولها انخفاض في حركة الحيوانات المنوية وبالأخص مع القيام بتدخين أكثر من 10 سجائر بصورة يومية.
توجد عدد من الوظائف والمهام التي يتم فيها إستخدام البنيان الجسدي بصورة رئيسية حيث يتم الحديث هنا عن منطقة الحوض ومن ثم التعرض لبعض المخاطر الناجمة عن العمل والمتعلقة بحركة الحيوانات المنوية وعدم القدرة على الإنجاب.
القيام بتناول بعض العناصر الدوائية مثل مسكنات الألم أو الإضرار بالصحة عن طريق تناول المواد المخدرة، بالإضافة إلى بعض العلاجات العشبية، فالجدير بالذكر أن جميع هذه العناصر يمكنها أن تؤثر أيضا وبصورة كبيرة على جودة السائل المنوي وقلة فرص الإنجاب وخصوبة الرجال.
على صعيد آخر فمن الوارد أن يصاب بعض الرجال بما يسمى بدوالي الخصية حيث تحدث هذه الحالة عندما تتضخم الأوردة داخل كيس الصفن، ومن ثم يمكن أن يسبب هذا الأمر حدوث المعاناة من تلف الخصيتين حيث يتم إنتاج الحيوانات المنوية وتخزينها ولكن يكون التأثير على جودتها بسبب التعرض لبعض المسببات المرضية بما في ذلك العدوى وسرطان الخصية والخضوع لبعض التدخلات الجراحية.
إلى جانب ما قمنا بذكره فمن الوارد أن يكون انخفاض حركة الحيوانات المنوية أيضا بسبب الشكوى من اضطراب إفراز الغدد التناسلية الثانوي للذكور، مما يؤدي هذا الأمر إلى عملية إفراغ أبطأ للغدد.
كيفية تحسين حركة الحيوانات المنوية
بصورة شاملة ومفيد، يجب علينا معرفة أن هناك خيارات هامة في أنماطنا الحياتية حيث يمكن للرجال من خلال اتخاذها والسير عليها أن يعملو على تحسين نوعية الحيوانات المنوية وتعزيز الخصوبة والقدرة الجنسية.
الجدير بالذكر أن من أهم هذه الأنماط هو محاولة الحد من التدخين أو يفضل أن يتم الإقلاع عنه بشكل نهائي وهذا لأن هذه العادة السيئة من الممكن أن تعمل على التقليل من الخصوبة الجنسية للرجال حيث التأثير المباشر على حركة الحيوانات المنوية.
البعد تماما عن تناول المشروبات الكحولية والأنواع المختلفة من المواد المسببة للإدمان أيضا حيث أن جميع هذه العناصر تقلل من جودة الحيوانات المنوية والكفاءة الذكورية. بالإضافة إلى ضرورة العمل على ممارسة الرجال للتمارين الرياضية بانتظام وتجنب زيادة الوزن والسمنة لأن زيادة الوزن يمكن أن تؤثر على جودة وكمية الحيوانات المنوية.
في النهاية وبمزيد من الإهتمام، يجب على الرجال ضرورة التعامل مع أمر تأخر الحمل بكثير من الجدية والأهمية وبالأخص إذا إمتد الأمر لأكثر من 12 شهرا حيث يتم هذا من خلال مراجعة الطبيب للتحقق من الإصابة بأي مشاكل محتملة في الخصوبة.